أعمدة الهواء (2)
يسقط الشهداء فرادى
وهم ينشدون لأوطانهم
وكأنهمو لم يعيشوا الحياة!!
ولا لوحتهم فتاة ترد جديلتها
وترد الهواء الذي يتشيطن
مندفعاً مثل خطوتها
لا تقول الحكاية أكثر من نصفها
* * *
زغردت حين حدثها قلبها
حين جاء النبأ
وحين البريق الذي عاش عينيه
منذ سنين هناك انطفأ
ودارت على النائحات ودارت
لتختار
مهرة
لآخر مرة
وترفعها بثياب الحداد الى عرسها
لا يقول الحكاية أكثر من نصفها
* * *
سنموت هنا
ونموت هناك
وتجمعنا الذكريات
الكثير من الذكريات
لتتسع الأرض في قبرنا
ونداعب اخوتنا الشهداء بخفة اشلائنا
والحنين الخفي لأرواحنا ومجازرنا
ونطاردهم كي يقولوا تعبنا
وترتاح منا القصائد
حتى تموت هنالك في ثلجها
لا تقول الحكاية اكثر من نصفها
* * *
سنموت فرادى فلا تحملي همنا
سنموت كما لم نمت
كالبعير!!
سنموت فرادى لأن المدى سوف يصبح
اجمل مما تظنين
اجمل من لوزة الدار
اجمل من ابنة الجار
من فرس الشيخ
تطوي حقول الشعير
حين يأتي الحصان الذي اشعلته طويلاً
ليصهل في عشبها.
لا تقول الحكاية أكثر من نصفها.
* * *
إن أتوا ذات ليل لكي يقتلوني ثانية
هيئي الشاي
قولي بأني انتظرت طويلا
وقولي لهم أنني سأعود
لينتظروا عنقي,, رئتي
جبهتي ويديا
فبعد قليل,.
لينتظروا
وكأنهمو بعض اهلي!!
وقولي لهم ما تقولي لنا
واتركي النار ترقص رقصتها
والنوافذ تغزل لوعتها
لا تقول الحكاية اكثر من نصفها.
* * *
لا تقول الحكاية شيئا
لأنا بداياتها
لا تقول الحكاية شيئاً
لأنا نهاياتها
لا تقول الحكاية شيئاً
لأنا حكاياتها,
|