(ان الذين جعلونا اكثر وعيا بالعالم الذي نعيش فيه وشكلوا روح عصرنا وخصائصنا,, لم ينحدروا بالتأكيد من ادلوجيا واحدة او طبقة وحيدة تنسب الى نفسها التقدم التاريخي كله).
فاضل الغزاوي
***
ما الذي يجمع بين الغزالي وابن رشد، او بين الفرابي واحمد بن حنبل، او بين طه حسين وسيد قطب، او بين السياب وابي العتاهية؟
انهم جميعا مختلفون في الرؤية للانسان والكون والحياة وهم جميعا ومئات غيرهم ساهموا في بناء وعينا, وعينا مخزون هائل تكون من مصادر مرئية وغير مرئية، ومن تجارب خضناها ولانزال.
اما اذا جئنا الى (روح عصرنا) كما يقترح العزاوي، واردنا احصاء ما كون هذه الروح فلا اعتقد ان عاقلا - مهما اوتي من العمق - يستطيع الجرأة على عده.
لقد تداخل العالم واتجهت رؤيته نحو التماثل في كثير من الموافق وما تماثل الرؤية غير بناء جديد للوعي الانساني في جملته.
وعينا اذن حشد بين الروافد الحسية والعقلية والعاطفية وحتى الخيالية تكونت ولاتزال تتكون صانعة رؤيتنا لكل شيء.
بعضنا يدعي ان ما في ذهنه او ان وعيه قد تكون من مصدر واحد وهذا وهم كبير او انه، وتحت ضوء النسبية، دليل على ان صاحبنا قد اقفل عينيه عن جميع الابواب والنوافذ ما عدا كوة صغيرة لا يعبر منها حتى ضوء المصباح.
أعتقد انه حتى الفلسفات والآراء والادلوجيات التي نرفضها رفضا قاطعا تؤثر في وعينا لانها تجعلنا اما اشد تشبثا بما نعتقد او تجعلنا اقدر على الرؤية في الضباب.
لماذ اذن نسب ونشتم ونعتقد ان كل الاخرين على خطأ ونحن وحدنا على صواب؟
أعرف ان هذا السؤال لكثرة تكراره اصبح عبئا على القلم الذي يكتبه ولكن ما هو الجواب يا ترى؟
هذا ما نطمح الى الوصول اليه عمليا.