Sunday 1st August, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 19 ربيع الثاني


تمتمات حول قصيدة (في المقهى) للشاعر محمد العلي

وانني اذ اقرأ قصيدة في المقهى للشاعر محمد العلي في العدد (9789) من ملحق صحيفة الجزيرة في 18/7/1999م الج عتبة الصفر وأنعدم في حفيف الحث الشعري للمخيلة وانا أوغل في العتبات اللانهائية للاثر المطبوع خارج المفردات واقعا في مهب الدلالة بين شقوق المعاني او ما وراء الوصف آخذا تراكمي معي في مضمر تلك المغامرة التعبيرية لأبرأ من العادي وأدخل كينونة البراءة التي تشف على نحو اولي دون فداحة التقريظ: واحداً واحداً,.
كنت تحصي المقاعد
ها هو امتلأ الآن
أو فرغ الآن
تحصي الكؤوس التي فرغت
والتي بين بين
وتحصي العيون اذا اشتبكت
أليس لقلبك شيء سوى العد؟ .
ثمة في القصيدة منطقة ما,, بقعة مسكوبة في كأس يشف وينكشف, بقعة حدوس تصدمك وتسلب ما فيك, ثمة اكثر من صدفة تتلف القلب وثمة اكثر من مكان مفرط واكثر من جدول او حديقة وسؤال,, ثمة متعة ما لا تكون هي الكناية او الوصف ولا تكون اللغة في مجازاتها او اشتقاقاتها واستعاراتها او القصيدة كذلك متعة متعة,, الكناية فيها غير شقوق الكلام وغير ما تتخثر من مسار المعنى او ما في نتف الثلج عن ممر النار.
ثمة حفاف و(حكا) تخط وتشوف رغائب ومشاجب,, فيض طفولة وغمر دلالة,, اسئلة ترتق اشواقها بالحرائق وثمة فضاءات مبثوثة وحبق ضفاف ووقع تواقيع على حافة قلب, ثمة عتبات وتراجيع محضة تجل عن الوصف.
(كنت ترصدها
وهي تعبث في شعرها
شعرها كان شعراً تغنيه فيروز
يا قوة الله!!!).
وثمة في القصيدة ايضاً اسئلة: اسئلة تتشقق في صمت, صمت يشق مجرى العبارة، ايماءة تصعد الممر شاءة (من المشيئة) ملامحنا, لمح فراديس, لمح - لكأن عتبات بيوت هنا, لكأن مسار طائر هناك او لكأن ايامنا كلها عبرت في خصلة شعر، او مرت، في ديمة عطر او التمعت في دفقة نهر لمح - لكأن صديقاً يتدفق فينا من فيض المعنى، نلمح ملامحنا فيه لمحاً وذوب اشارة, لقد ابتل الريق بالنشفان ايها الشاعر ووحدها القصيدة (ما يبلل نشاف الريق)
(كيف احتمالك
يا من اتيت من الخلف
من قعر كل الظنون
وكل المخاوف؟).
مرة وانا عائد الى البيت فكرت في هسيس الوردة التي في الطريق وفكرت بالذي تقوله الموجة، وفكرت بحديث النجمة للفتى العاشق وبالبنت الصغيرة وهي تنسج قمصاناً مزركشة للفراشات، وبالأم التي ماتت دون ان تقول للحياة وداعا وبنفس المترسبة في محيطها فكرت وفكرت فرأيت ان الشعر في هذه الايماءات البسيطة في شقوق الحياة اكثر منها في نصوص الكتب.
اجل، ذلك هو الشعر في شقوق الحياة وقع حدوث وسرد اخلاقي (من الخلق) للكينونة المتشققة في التفاصيل والايماءات البسيطة في العالم وكذلك اراه وانا اقرأ قصيدة (في المقهى) للشاعر محمد العلي: (,,,)
- نقل فؤادك
- لكنه يجهل الانتقال؟
- اذن مت
وحولك كل الكؤوس التي فرغت
- ها انني سأموت
وليس لقلبي شيء سوى العد .
يقترح الشاعر محمد العلي ان تكون القصيدة سماء تتزي فرحا ابيض ومراويل زرقا، مجاز غمامة تربك عائلة من الطير, طائرة من الورق تستدرك ان ينقطع خيطها في يد بنت يقترح ويدهشنا.
قصيدة (في المقهى):
نتف همهمات جمة خلف باب الظن.
مرايا البنت الصغيرة مهدمة
اثار احمر شفاه فوق قلب
توقع صدفة لا نريد ان نعرف شكلها
لفتة حلوة الافضاء في هيهان التمتمات.
مناديل مزغبة بالحرائق تمسح على دمنا
الذي ابيض من الانتظار.
أيمن إبراهيم معروف

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved