لو ان الرسام العالمي الاسباني الشهير بابلو بيكاسو لايزال على قيد الحياة وقدر له ان يزور حائل لاضحى مندهشا ترتسم على محياه كل علامات الاستفهام بخلفية فنية يكتنزها هذا المبدع,, جراء مشاهدته لشوارع مدينة حائل!! والتي تمثل صنوفا من اللوحات التكعيبية والتجريدية والسيريالية بعد ان طالتها عوامل التعرية ونالها - بقسوة - مشرط البلدية,.
شوارع حائل الان اضحت تعاني فرطا من الترقيع والحفر والمطبات والاتربة والحجارة,, حتى ان سيارتك العتيقة قد لا تستطيع ان تصل الى نهاية احد الشوارع (المريضة!!) واذا (قدر الله) ووصلت بما لا يبقى منها الا المقود في يديك المرتجفتين!!
حائل الان من المدن الكبيرة جدا ولؤلؤة ثمينة من اللاليء التي تزين صور بلادنا,, وتشهد ولله الحمد - نهضة كبيرة ومتقدمة ونموا سكانيا هائلا,, ثم ان حائل الان اصبحت احد المقاصد السياحية في بلادنا,, كذلك تشهد المنطقة امطارا موسمية هائلة هي الاغزر من نوعها في بلادنا الغالية,, ورغم كل ذلك لا اعلم - في واقع الامر - سر اصرار البلدية على سفلتة شوارع المدينة بانواع رديئة من خلطات الاسفلت لا تلبث ان تتقشر وتنقشع مثل رمال ذرتها الرياح!! ثم ترقيعها بشكل اسوأ في عمليات تنفيذ ومعالجة اشبه ما تكون بلوحات (بيكاسو) نفسه!!
أكاد اجزم لو ان البلدية قد وفرت خامات الاسفلت المستخدمة لصنع المطبات الصناعية داخل المدينة وخارجها في عمليات السفلتة للشوارع لكفت المنطقة كلها!!,, وشخصيا,, لم اشاهد مطبا صناعيا واحدا - وانا من المؤيدين لها بتحفظ شديد - قد تعرض للترقيع او الاصلاح,, ويظهر ان المطبات قد نفذت من انواع قوية جدا من الاسفلت!!
ومع تقديري البالغ لجهود البلدية الكبيرة والمتميزة التي تقدمها للاهالي وتقديري كذلك لشخص المهندس البارع جديع القحطاني الا ان هذه الملاحظة جديرة بالاهتمام الشخصي من (ابو نهار) وخاصة واننا لا نحتاج الى مناسبة كي نبرز جهودنا لتجميل وتحسين شوارعنا!!
محمد المصارع