مثلما كان المغرب ابان حياة الملك الحسن الثاني الراحل، ملتقى لكثير من مؤتمرات القمة العربية والإسلامية والمنتديات الدولية تحولت الرباط امس يوم تشييع الملك الراحل إلى عاصمة دولية حيث تواجد فيها قرابة السبعين ملكا ورئيس دولة وحكومة وممثلون لقادة وزعماء العالم.
وفي خضم الحزن والأسى على فقد عاهل المغرب الكبير شهدت قاعات القصر الملكي المغربي وفنادق الرباط عددا من اللقاءات والاجتماعات وكأن المغرب يعد على ان يكون ملتقى للتفاهم والحوار حتى في أحلك أيامه, وقد أكدت اللقاءات التي تمت بين أكثر من زعيم ورئيس دولة ان المغرب سيظل نموذجا للمصالحة كما في داخل البلاد، أيضا للذين يشدون الرحال إليه سواء للمشاركة في المناسبات الحزينة او في المؤتمرات وأن يكون نموذجا للمشاركة والصداقة من أجل السلام والتفاهم لكل أرجاء العالم فقد جمعت جنازة العاهل المغربي قادة وزعماء من شتى البقاع، جمعت الامريكيين والروس والأوروبيين والآسيويين ومرة اخرى تجمع مناسبة تشييع جنازة العرب والاسرائيليين ومثلما تحاذت اكتاف العرب مع أكتاف الإسرائيليين في جنازة الملك الحسين عاهل الأردن الراحل تحاذت أكتاف العرب مع الإسرائيليين في جنازة الحسن الثاني ولم يهتم أحد بأن يكون على يمينه شخص لا يستسيغه، او على يساره إنسان لا يحبه، فالجميع حضروا لوداع رجل فرض نفسه صديقا للجميع,, حتى أعداء أمته اراد عن طريق الحوار والصداقة تقويم مسالكهم ونوازعهم الشخصية واطماعهم السياسية، وسواء حقق ما كان يصبو إليه أم عجز لتعقيدات الصراع العربي الاسرائيلي إلا انه يحسب له انه فتح نوافذ الالتقاء والحوار التي انطلقت منها مسيرة العملية السلمية, ولذا فان اللقاءات والاجتماعات التي شهدتها الرباط امس تعد توافقا مع نهج وضع أساسه الحسن الثاني يرتكز على الصداقة من أجل السلام.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com