* تحقيق: عبده مهدي حرب
منطقة جازان احدى مناطق بلادنا الغالية هناك مظاهر وعادات اجتماعية رائعة ففي فصل الصيف يكون الحر والغبار شديدان,, ورغم هذا فان لياليه كلها انس وسمر حيث الاعراس والافراح كل الليالي التي تجلي الهموم والاحزان مما يزيد روعة وجمال تلك الليالي - الاجواء المعطرة - والتي تعبق نسماتها في كل حي حيث الفل والكادي والشيح والرياحين فمنذ الصباح الباكر وانت ترى الجميع يسارعون الى الاسواق لشراء هذه الزهور الفواحة الطازجة,.
ثم يأتي دور النسوة في المنازل حيث يقمن بتنظيم الفل والشيح والرياحين والكادي في اشكال جمالية رائعة.
وفي قصور الافراح ينثر الفل وعذوق الكادي على العروسين خصوصا في ليلة الزفة.
ويزين الفل صالات الاستقبال في كل منزل ,, وكذا سيارات الشباب,, وعندما يأتي المساء فلا تكاد تمر في حي من احياء المدينة الا وتنساب اليك رائحة الفل والكادي مما يزيد الليل نشوة وسعادة وسرورا.
وهنا نختار احدى القرى بجازان للحديث عنها وعن طابعها الصيفي وما تعبق به جنانها وحدائقها من شذى الزهور التي تشتهر بها المنطقة وتزين وتعطر امسيات جازان الحالمة على شواطىء البحر فننقلكم اليها:
خضراء صامطة
تعد محافظة صامطة احدى محافظات منطقة جازان ثغر بلادنا الباسم وعروسها على البحر الاحمر وتتبع جازان العديد من القرى والهجر الجميلة المتناثرة هنا وهناك وكأنها حبات لؤلؤ في عقد فريد ازدان بها جيد حسناء رائعة الجمال وتزداد حسنا وجمالا وبهاء عند زيارتك ايها الاخ العزيز لهذه القرى وذلك عندما تستنشق هواءها العليل - وتمتع نظرك بمناظرها وبساتينها الجميلة التي تريح النفس وتجلي الهموم,.
ومن هذه القرى -- قرية خضراء صامطة,, وهي احدى قرى صامطة تقع الى الجنوب منها يفصل بينهما واديان هما وادي ليه ووادي المغيالة والطريق اليها ضيق به عدةمنعطفات خطيرة وهو طريق زراعي شبه مسفلت بجهود من بلدية صامطة وارض الواديين مقطوعة ومهدمة بسبب جريان السيول في موسم الامطار فعند جريان السيول في هذه الاودية يتعذر العبور او الانتقال من هذه القرية او من بقية القرى المجاورة الى محافظة صامطة خصوصا طلاب وطالبات المدارس ومن يعملون في الوظائف الحكومية او غيرها وكذا نقل المنتجات الزراعية والحيوانية,.
والقرية هادئة وتقع على ضفاف وادي المغيالة اراضيها زراعية خصبة تجود بالخيرات,, مبانيها يغلب عليها الطابع الشعبي في البناء - الطوب والاسمنت,, البناء عشوائي وغير منظم شوارعها ضيقة واشبه ما تكون بالازقة,, مناخها حار جاف صيفا معتدل شتاء,.
سكانها,, قليلون يعملون في الزراعة التي تعتبر المصدر الاول لاقتصادهم ومن اهم المحاصيل الزراعية القمح - الذرة - الدخن - الخضروات والحمضيات والرعي - يشمل رعي المواشي والاغنام وتتحسن احوال المراعي عند نزول الامطار,, وبقية السكان في هذه القرية يعملون في وظائف حكومية او في مهنة البيع والشراء للمنتجات الزراعية واليومية في القرية,.
وقد نفذت صحيفة الجزيرة جولة استطلاعية سريعة لهذه القرية- خضراء صامطة - لتلمس اوضاع هذه القرية والتعرف على حاجاتها حيث التقينا في بداية الجولة مع شيخها ابراهيم محمد اسماعيل مذكور وهو شيح كبير يبلغ من العمر 60 - 70 عاما خلف والده في مشيخة هذه القرية,, متزوج وله العديد من الابناء ذكور واناث اكبرهم الاستاذ احمد ابراهيم مذكور,, جميعهم يعملون في الوظائف الحكومية والصغار في المدارس.
وقد تحدث الشيخ ابراهيم مذكور عن هذه القرية فقال:
هذه القرية الهادئة وجدت على هذه الارض الطيبة منذ عهد والدي محمد اسماعيل علي مذكور منذ عام 1345ه منذ عهد الدولة السعودية رعاها الله ومنذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز.
ووالدي قد سكنها ومن معه من الاسر منذ ذلك الزمن,, الى يومنا هذا وقد كنت ملازما لوالدي واساعده في بعض امور القرية.
حياتها قديما:
وقد كانت الحياة قديما صعبة جدا وظروف المعيشة اصعب ,, نمارس الزراعة والرعي ونقل الماء على الدواب الى ان تغير الحال في عهد ال سعود حفظهم الله.
وبعد وفاة والدي اصبحت انا شيخ القرية والمسؤول عنها امارس اعمالي الحرة - واهتم بشؤون القرية ومصالحها.
|