Monday 26th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 13 ربيع الثاني


عذاريب
بطولة القارات صفحة أم صفعة جديدة؟!
عبدالله العجلان

من المنتظر ان يكون منتخبنا الوطني الأول قد لعب قبل ساعات قليلة مباراته الافتتاحية في بطولة القارات الرابعة امام منتخب الدولة المستضيفة المكسيك,, وبغض النظر عن النتيجة التي آلت اليها المباراة والمستوى الذي كان عليه منتخبنا، هنالك حقائق واعتبارات لابد من الأخذ بها باسلوب منطقي بعيد عن لغة العواطف الجياشة والانفعالات المتضاربة,,!!
الآن وفي هذا الوقت تحديداً علينا ان نعيد الكثير من حساباتنا تلك التي اثبتت فشلها وربما عجزها عن اتخاذ مواقفها وايضا مواقعها الصحيحة في تناول العديد من مناسباتنا الكروية,, وحسبي ان المرحلة الانتقالية الراهنة للمنتخب وهو يخوض معتركا قويا وحرجا بوجوه دولية مختلفة وبمدرب جديد متفق على براعته ونجاحاته تعتبر اختباراً حقيقياً لقياس طبيعة الممارسة الصحافية.
العصر بأدواته وتقنياته ومتغيراته من جهة ومرحلة بناء الأخضر من الجهة الأخرى تفرضان علينا التحول بافكارنا وقناعاتنا نحو المسلك الجديد المتفتح وان لم نفعل ذلك من منطلقات مهنية فعلى الاقل نسعى اليه لاثبات سلامة مقاصدنا الشخصية وواجباتنا الوطنية,, كما ان بطولة القارات وهي تأتي بالنسبة لنا كآخر بطولة عالمية في القرن العشرين وقبيل الدخول في مفترق الألفية الثالثة تعد بمثابة البيان الأخير والصريح لمعرفة مالنا وما علينا ولاستيعاب سلبياتنا وايجابياتنا لدى سائر تصرفاتنا الصغيرة والكبيرة,, بعيداً عن اسلوب التشويش والتدليس واحياناً الهروب باتجاه صغائر الامور التي عادة ماتتفرغ لجندلة فئة معينة من النجوم الدوليين لمجرد انهم ينتمون للنادي الآخر,, وهي الممارسة الصحافية الفجة التي اساءت كثيراً لعدد من اللاعبين في مناسبات وطنية مضت في الوقت الذي تجاوزت فيه عن اخطاء الآخرين للاهداف والانتماءات ذاتها,,!!
اليوم لسنا بصدد استرجاع هذه المواقف وتسمية ضحايا الواحد تلوالآخر بقدر التشديد على اهمية الانتقال الى ماتقتضيه وتفرضه المرحلة الزمنية الجديدة للكرة السعودية في مختلف اجوائها الادارية والفنية والعناصرية والاعلامية,,!!
الزمن يمضي والعالم يتغير,, وبطولة القارات بظروفها وتوقيتها فرصة تاريخية نأمل ان نستخدمها ونخرج منها بخطوات انتقالية في كل شيء,,!!
مازال الانهيار مستمراً!!
قبل ان يغادر أكثر من لاعب هلالي التشكيلة الاخيرة للمنتخب الاول بعد اشراف المدرب ماتشالا والتي تزامنت مع نهاية الموسم الكروي وقبل الايقافات المتكررة من قبل اتحاد الكرة ولأكثر من لاعب هلالي وقبل غيابه عن قائمة الابطال,, كان الهلال قبل هذا كله قدمارس تخاذله وفقد هويته وباع تفرده وانسلخ عن مبادئه وفرط في زعامته بطريقة انتكاسية حادة لايستطيع بسببها مقاومةكل هذه الامراض المنتشرة والعلل المتراكمة ويتخلص منها هكذا بكل بساطة,!!
الأكيد ان فيروس الامراض الهلالية لم يكن مفاجئاً باعراضه وتشخيصه ونتائجه,, وانضمام خميس العويران لقائمة المصابين به لن يكون الاكتشاف الاخير,, وماحدث ويحدث من اخفاقات وايقافات نتيجة طبيعية لتدابير ادارية فوضوية سبق ان اعطت الضوء الأخضر وباركت الممارسات ذاتها في مواقف معروفة بدأت اساساً داخل البيت الازرق ولم تجد وقتها من يقطع دابرها ويتعامل معها بجزاء من جنس العمل,,!!
مرة اخرى نقول ان ادارة الهلال لم تخطىء في تدابير الموسم الأخير فحسب وإنما اخطأت أكثر فأكثر في عدم اعترافها باخطائها الظاهرة والباطنة, ولأنها ارتضت لنفسها فيما مضى خيار المكابرة واسلوب صرف الانظار ها هي الايام تكشف الأمور على حقيقتها وبمزيد من الفضائح والتشويه لوجه الهلال الناصع نقاءً واحتراماًً والمتزين بالذهب والبطولات,,!!
الواقع لايبرر الاستسلام!!
تابعت المحاورة الصحافية بين الاستاذ الكبير تركي ناصر السديري وزميلنا المتألق طرحاً خلف اسمه الحركي عبيد الضلع ,, حيث علق الأول على اقتراح الأخير حول سعودة الاجهزة الفنية لفرق الدرجة الثانية والثالثة, كما اشار السديري الى ان مثل هذه الاطروحات المفيدة ضاعت في زحمة التخبطات الصحافية المتكاثرة ايامنا هذه,, لكن عبيد الضلع عاد ليؤكد في معرض رده المنشور يوم الجمعة الماضي على ان الصحافة اصيبت بخيبة أمل جراء عدم الالتفات لمقترحاتها الجادة والمفيدة لذلك اتجهت الى الأمية الرياضية,, وتساءل كذلك عن مصير المقترحات التي طلبتها لجنة الاحتراف من الاندية ومن المهتمين بالحركة الرياضية,,!!
في هذا السياق,, وعلى اعتبار ان الموضوع يهمنا جميعاً ويحاكي واقعنا الرياضي بتجسيد جدير بالمناقشة مثلما يتفق الاثنان على تأكيد هذا الواقع لكنهما يختلفان تماما على ماهو مفترض ان يكون,, فالسديري يرفض الاستمرار والتمادي بالاسلوب الصحافي المعمول به حالياً,, في حين يجزم عبيد الضلع وعلى طريقة القارىء عاوز كده بان الكثيرين لم ينحدروا الى هذا المستوى وبالتالي لم يقتنعوا به الا بعد ان اعيتهم منغصات الارتقاء وسلبت عقولهم الافكار والرؤى الجادةوالمبادىء المتزنة,,!!
هي على العموم قضية قائمة ومعقدة ومتأرجحة بين ما يطالب به السديري نحو ضرورة الرفع من مستوى العقلية الصحافية وتطوير مفاهيمها بالرقي والوعي والتمسك بهذه المبادىء والتضحية من اجلها مهما كانت النتائج والانعكاسات بالنسبة للمتلقي,, او التخلي عن هذا المبدأ الأكثر جدية حسب رأي عبيد الضلع وتقديم كل التنازلات وصولاً وتحقيقاً لرغبة سائدة ومطلوبة من السواد الاعظم الباحثين للأسف الشديد عن العناوين المثيرة والخبطات المبتذلة,,!!
شخصياً لا اتفق مع الرأي الأخير,, فليس هناك مايبرر الاستسلام والانصياع لهذا الواقع لمجرد التماشي معه على حساب الغاية الأسمى,, وأرى الى جانب ذلك اننا مطالبون بتكريس المصداقية والاصرار على تداولها والعمل بموجبها عن ثقة واقتناع وبدونها لن نتمكن من تحقيق المعادلة الصحافية الأكثر تطورا وارتقاء واقناعاً.
غرغرة
* لم ينجح المدرب ماتشالا مع منتخب الكويت الا لانه عمل وسط اجواء اعلامية وطنية راقية تكره الخوض في مستنقع الميول والتعصب,,!!
* مازلنا ننتظر ايضاحاً من التلفزيون السعودي حول موقفه من نقل بطولة القارات .
* مايسطره يوميا قلم الزميل دباس الدوسري في زاويته المسائية من يوم لآخر مزيج رائع بين الحس الصحافي والابداع النقدي المتجدد.
* من يقف وراء تكرار الضجيج الاتفاقي المثير للغثيان,؟!
* ماتستكثره الاندية على النجوم السعوديين تتكرم بتقديمه عن طيب خاطر وبارقام مضاعفة للاقل منهم من غير السعوديين,, فقرة من قانون النخلة العوجاء ,!!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved