سئلت مرة: ما هي في تقديرك اهم صفات ومواصفات نجاح مدير (أو مديرة) في تدبير شأن من شؤون الهم العام,, او الخاص؟ فقلت: الكتب والأبحاث ومدرجات الجامعات - اضافة الى المجلات الدورية المعنية بالإدارة علماً وفناً وممارسة - حبلى بالحديث عن ظاهرة (المدير الناجح),, وصفاً وتوصيفاً, ولو استطلع المرء موقف شريحة عريضة من الناس من أقصى الارض الى أقصاها حول هذا الموضوع,, لخرج بصحائف تنوء بحملها حاملات الاثقال، سابحها وسائرها وطائرها!.
غير انني سأجتهد اجتهاداً يؤطره الظن البريء,, وتغلفه التجربة المتواضعة,, في الرد على ذلك السؤال رداً أرجو أن انال به ثمرة الإحسان، ولو مرة واحدة لكون ان الرد اجتهاد يثاب صاحبه مرتين إن أحسن ومرة واحدة إن أخطأ!.
***
أقول بعد التوكل على الله من قبل ومن بعد ان هناك صفات ومواصفات عديدة يعرف بها المدير الناجح او الصالح ويعرف ألخصها في البنود التالية:
أولاً: هناك صفات أو (مواصفات) موضوعية لنجاح المدير هي:
1 - التأهيل العلمي والمهني اللازم لأداء المهمة.
2 - التجربة والخبرة المناسبتان في مجال عمل الوظيفة,, فهما تكملان ما قصر به التأهيل او قصر عنه!.
3 - الحرص على التطوير المستمر لمهاراته وتحديث معلوماته وصقل مواقفه مواكبة للمستجد المفيد في نطاق عمله.
***
ثانياً: هناك صفات ومواصفات نفسية عديدة تلتحم وتتفاعل وتؤثر سلباً وإيجاباً مع عناصر التأهيل الموضوعي المشار اليها اعلاه، اهمها ما يلي:
1 - الحلم في تحمل الأعباء النفسية التي يفرزها الأداء والتعامل اليومي مع الآخرين,, وتوظيف الكلمة الطيبة في كل موقف قدر الامكان.
2 - التسامح المعقول وغير المخل مع اخطاء العاملين معه حين تنجم عن الاجتهاد,, لا الخطأ العمد او المفتعل، أو الاهمال الصريح.
3 - محاسبة المخطىء خطأ يتكرر لا يكون الاجتهاد المسير بحسن الظن طرفاً فيه، بل الاهمال أو التجاهل او التساهل المريب,, ويكون الحساب على قدر الخطأ!.
4 - اشعار الموظف المحسن بإحسانه، وشكره امام زملائه، شريطة ان يكون الشكر على قدر العمل، بلا غلوٍ ولا اسرافٍ قد يدفع المشكور الى الغرور!.
5 - ان يكون المدير قدوة حسنة للآخرين قولاً وسلوكاً، ما استطاع الى ذلك سبيلا!.
6 - ان يضمر ويظهر الرغبة الصادقة في تجديد اساليب العمل ليس حباً في التغيير ذاته، ولكن بحثاً عن نتائج افضل في الأداء.
7 - اشراك العاملين في هموم الادارة ومشاورتهم في أمورها بحثاً وتشخيصاً ووصفاً للدواء وتقويماً وطرح البدائل والأخذ بأفضلها.
8 - تجنب الفجائية في اتخاذ القرارات الادارية, والتنظيمية منها خاصة,, واخضاعها للتأمل,, وطلب المشورة ممن له اختصاص بها، وتوعية المنفذين لها عن كيفية تنفيذها وتحضيرهم لها، نفسياً واجرائياً.
9 - تحري الدقة والموضوعية والعدل في اعداد او اعتماد تقارير الاداء,, فلا اسراف في المدح يغاير الحقيقة ولا غلو في القدح يزعزع الثقة!.
10 - اشراك من اعد عنه تقرير الأداء في معرفة نتائج التقرير والاستماع الى وجهة نظره,, وكلما كان التقرير منصفاً,, كان رد الفعل له اقرب الى الرضا، وأدنى الى السداد!.
وبعد: فمن كان منكم مديراً بلا خطأ ولا خطيئة,, يناقض كل أو بعض هذه المثاليات ,, فليرم الآخرين بحجر!!.
عبد الرحمن بن محمد السدحان