Sunday 25th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 12 ربيع الثاني


مهام ثقيلة تنتظر ملك المغرب الجديد
الملك محمد السادس تشرب الحكم منذ صغره

* الرباط - أ,ف,ب - أ,ش,أ
تمت امس مبايعة الأمير محمد الابن الأكبر للملك الراحل الحسن الثاني ليخلف والده في تولي عرش المملكة المغربية.
ويبلغ الملك محمد من العمر 36 عاماً وهو حاصل على درجة الدكتوراه من احدى الجامعات الفرنسية واشتهر عنه حبه للبحث العلمي والدراسة والهدوء كما يهتم بأحدث المبتكرات التكنولوجية.
كما اشتهر عنه اهتمامه بمشاكل الناس ولو في اشارات المرور ويتمتع بشخصية ودودة ويبدي اهتماماً بكل من يقابلهم من المواطنين ولا يحب المظاهر البروتوكولية.
تولى عدة مناصب منها منسق القوات المسلحة الملكية وكانت تخضع مباشرة للملك الحسن الثاني وتمت ترقيته في يوليو عام 1994 الى رتبة لواء ويجيد التحدث بالعربية والفرنسية والاسبانية والانجليزية ايضاً.
ويعتبر اصغر ولي عهد عربي يعهد اليه والده الملك الحسن بتقديم واجب العزاء في وفاة امير الكويت السابق عام 1978,, فوجىء المعزون من الملوك ورؤساء دول العالم بشجاعة الامير الصغير محمد حيث القى خطاباً باللغة العربية الفصحى بينما كان العزاء بكلمات بسيطة.
وعندما كان عمره ثماني سنوات اوفده الملك الحسن لحضور تشييع جنازة الجنرال ديجول رئيس فرنسا الاسبق.
ويتوقع ان يحافظ الملك الجديد على نفس نهج والده في التعامل مع قضية الصحراء الغربية بعد اعتلائه عرش بلاده.
وينتظر ان يواصل مساعي والده الراحل في تطوير العلاقات مع الجزائر, حيث كان من المنتظر عقد لقاء قمة بين الملك الحسن والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لكن مشيئة الله كانت اسبق .
ويتوقع ان يعمل العاهل المغربي الجديد على تنفيذ توجهات الملك الراحل على تفعيل آليات اتحاد المغرب العربي وعلى تجاوز خلافات الماضي.
وتنتظر الملك محمد السادس مهمات ثقيلة بعد وفاة والده امس الاول في بلد اكثر حداثة واكثر انفتاحاً على الخارج من البلد الذي وجده الحسن الثاني اثر اعتلائه العرش في العام 1961 ولكنه ما زال يبدو من نواح عدة هشاً وخصوصاً على الصعيد السياسي وبفعل الفوارق الاجتماعية الكبيرة في المملكة.
وعلى الصعيد السياسي سعى الملك الحسن الثاني في نهاية حياته الى وضع حد للجمود السياسي الذي شهده البلد دوماً، عن طريق فرض سياسة التناوب في شباط 1998 وحكومة من وسط اليسار على اثر الانتخابات التشريعية التي ادت الى فوز ساحق للتشكيلات الموالية للحكومة,ولكن هذا الوضع ما زال هشاً, ويعتبر المراقبون انه ينبغي على الملك محمد السادس ان يقرر بسرعة ماذا كان ينوي مواصلة الحكم بمقتضى الاساليب التي اتبعها والده او انه ينوي التوجه لتأسيس ملكية دستورية اكثر حداثة.
ويعتبر المراقبون ايضا ان هذه الملكية غير ممكنة التطبيق على كل حال الا بصورة تدريجية بالنظر الى الاثقال الادارية للعهد السابق وحالة التحزب التي اسهمت بشكل كبير في وقف تطور البلاد.
واذا ما كان الدستور المغربي يمنع فعلاً قيام كل اشكال انظمة الحزب الواحد الا ان تعدديته لم تكن في الغالب سوى تعددية شكلية مع احتفاظ الحسن الثاني فعلياً بكل السلطات.
وعلى الصعيد الاقتصادي يستطيع الملك الشاب الافادة من خيارات والده الجيدة كمناصر مؤمن بالليبرالية الاقتصادية وضرورة التحديث وخصوصاً عن طريق سياسة اقامة السدود الكبيرة طالما يعيش واحد من كل اثنين من المغاربة في الزراعة.
من جهة اخرى يبدو ان الاستثمار الخارجي الذي انقطع عن المغرب لفترة طويلة بدأ يستعيد اهتمامه رويدا رويدا بفضل السياسة المكلفة الخاصة برفع مستوى الاقتصاد المغربي التي اعتمدها الملك الحسن الثاني في نهاية حكمه تحت ضغط عولمة الاقتصاد والاتحاد الاوروبي الذي يرتبط معه المغرب باتفاقية شراكة.
ولكن ينبغي الا يخفى كل ذلك الارث الثقيل جداً على الصعيد الاجتماعي وخصوصاً ان في المغرب حتى اليوم 55% من الأميين احدى اعلى النسب في العالم وخصوصاً في العالم العربي وثلثاهم من النساء,كما ان نسبة البطالة تصل في الوقت الحاضر الى 20% من عدد السكان في سن العمل ومنهم عشرات الالوف من حملة الشهادات بسبب نظام اعداد غير متكيف مع الواقع وعاجز عن توفير المدرسة لاثنين من اصل خمسة تلاميذ واخيرا هناك النظام الصحي وهو في حالة مزرية تدعو الى القلق.
هذه الارقام السلبية ادت خلال السنوات الماضية الى زيادة حدة الفوارق بين الاغنياء والفقراء في المغرب الى درجة شجعت تصاعد موجة التشدد الاسلامي خصوصاً لدى الشباب.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved