حائل - فرحان الجار الله
اعتبر كثيرون ان تعاقد نادي الطائي مع المدرب البرازيلي فييرا ضمن صفقات الموسم الكبيرة وذلك عطفا على سمعة الرجل التدريبية فالمفاوضات الطائية مع فييرا سارت بهدوء شديد حتى تمت الصفقة.
الجزيرة التقت المدرب في حوار شامل افصح من خلاله عن الكثير من الامور,, وطرح عددا من الاراء الفنية ومن ضمنها اعتباره الدوري السعودي اقوى دوري في آسيا لاسباب فنية اوضحها,, من خلال هذ الحوار يتعرف الجمهور الرياضي والمتابعون على شخصية هذا المدرب أكثر وأكثر.
* في البداية هل تحدثنا عن بداياتك الكروية؟
لقد كنت لاعب وسط في احد الاندية البرازيلية ثم احترفت في الارجواي,, وكان عمري آنذاك 17 سنة ولقد توقع كثير من المراقبين آنذاك ببروز نجم كبير في كرة القدم البرازيلية ولكنني ارتكبت خطأ كبيرا بحكم صغر سني ولم احرص على اعطاء الكرة الاهتمام الكافي,, لعبت نصف موسم في بلجيكا ثم في فرنسا ومن ثم احترفت في المانيا وهناك اعتزلت واتجهت للدراسة الجامعية فأصبحت معلما للغة الرومانية ومعلما كذلك لعدة لغات اخرى مثل البرتغالية والفرنسية,, وفي ذات الوقت درست علم التدريب في كولن بالمانيا,, وعموما لم أكن لاعبا عظيما فلقد كنت لاعبا متوسط المستوى في وسط الميدان.
* وماذا عن البطولات التي حققتها؟
- أهم البطولات التي حققتها كانت التأهل مع إيران الى نهائيات كأس العالم في فرنسا والبطولة التي تأتي بعدها كانت في نفس العام مع منتخب كوستاريكا حينما استطعنا التأهل إلى الدور الثاني من تصفيات كأس العالم في فرنسا.
أما الثالثة بالأهمية فهي بطولة امريكا الوسطى للاندية مع فريق من كوستاريكا.
وكذلك كأس فنزويلا مع احد الفرق هناك وأربعة بطولات دوري,, اثنتان في البرازيل وواحدة في السلفادور والاخرى في زامبيا على مستوى الاندية,, ولكن بالنسبة لي الشيء المهم في حياتي كمدرب انني خدمت كرة القدم وإلى الآن هناك أكثر من (100) لاعب اشرفت على تدريبهم منذ ان كانوا صغارا واستطعت ان افتح لهم الطريق في عالم الكرة والنجومية وتحديدا خرجت 110 لاعبين محترفين وهذا الامر يجعلني سعيداً جداً تماما كما لو كنت معلما وبعد سنوات رأيت احد طلابك وقد اصبح طبيبا مثلا فعندها ستقول انك فخور بمساهمتك في تخريج هذا الطالب ليكون طبيبا.
* كيف كانت تجربتك في إيران؟
- كانت تجربة عظيمة بالفعل,, لان اي مدرب يعمل هناك فهو محظوظ لان الكرة في إيران لها وضع خاص,, وحينما خسرت إيران في الدوحة صفر/2 من المنتخب القطري لم يكن احد يتوقع ان يتأهل المنتخب الايراني لنهائيات كأس العالم، وكانت تلك اللحظات بالنسبة لي مغامرة كبيرة جدا,, فأمامنا مباراة حاسمة امام اليابان في ماليزيا وخسرناها 2/3 على الرغم اننا لعبنا جيدا في تلك المباراة، ومن ثم لعبنا امام استراليا في طهران وادينا مباراة كبيرة ولم يحالفنا الحظ في تسجيل الاهداف وبالمقابل كنا محظوظين جدا في ملبورن لان المنتخب الاسترالي لعب افضل بكثير من منتخب إيران ورغم ذلك حققنا النتيجة المطلوب وتأهلنا ولذلك اعتبر تلك التجربة اكبر مغامرة في حياتي,, ولا تنسى انني وقبل ان اتعاقد مع الاتحاد الايراني كنت قد أهلت منتخب كوستاريكا للدور الثاني, على الرغم من ان تصفيات المرحلة الاولى اصعب بكثير من الدور الثاني وحدثت مشكلة بيني وبين الاتحاد الكوستاريكي وقدمت استقالتي وقدمت لايران وكان يخالجني شعور استطاعتي التأهل لكأس العالم مع ايران لانه كان من المفترض ان اقود كوستاريكا للنهائيات ولذلك وبعد اعلان تأهلنا من ملبورن لم اكن متفاجئا.
* النتائج الطيبة التي حققها المنتخب العماني في دورة الخليج الاخيرة لم تتحدث عنها؟
- كان من المفترض ان نخرج بنتائج افضل، لاننا خسرنا مباراتين مهمتين امام الامارات والسعودية بسبب اخطاء ارتكبناها بأنفسنا,, اخطاء سهلة جدا,, وهي تحدث في كرة القدم، ولكن دائما تشعر بالحزن حينما تلعب جيدا وبخطأ واحد تفقد المباراة,, شعور سيىء جدا بالفعل,, ولكن لو أخذنا الامر من الجانب الاخر بأن منتخب عمان وطوال مشاركاته في دورات الخليج لم يحقق مركزا متقدما أو يظهر بنتائج ممتازة فعندها نقول ان دورة الخليج الاخيرة كانت بالنسبة للمنتخب العماني الافضل والاحسن,, واعتقد انني كنت سعيدا بما تحقق لكن يجب التطلع للافضل، وكان الوضع مناسبا لتحقيق نتائج افضل ومركز افضل كذلك في تلك الدورة على اعتبار ان المنتخب الاماراتي كان بعيدا عن مستواه، وقطر لم تكن بقوتها وكذلك البحرين,, وحتى المنتخب السعودي لم يؤد جيدا,, فقط كان هناك منتخب الكويت,, وكانت الخسارة منه عادية جدا بالنسبة لي لان منتخب الكويت أفضل بمراحل.
* لنخرج عن اجواء المنتخبات ونسألك عن الدوري السعودي؟
- اعتبر الدوري السعودي الاقوى في آسيا,, ولا أقول هذا الكلام لانني هنا الآن ولكن سبق وان قلته لصحفيين في البرازيل وفي إيران وفي عمان,, فالدوري السعودي بالنسبة لآسيا من حيث القوة شبيه بالدوري الالماني.
* كيف ذلك؟
في الدوري البرازيلي تعرف البطل مبكراً فالمنافسة محصورة بين فلامنجو وبالميراس,, في الارجنتين هناك فريقان هما بوكاجونيور وريفر.
أما هنا في السعودية فلديكم (6) فرق كبار,, الهلال,, الاهلي,, الاتحاد,, النصر,, الشباب,, الاتفاق,, وعلى الاقل هناك اربعة فرق تكون مؤهلة لتحقيق البطولة,, وربما تمتد المنافسة لتكون ستة فرق,, ولديكم فريقان او ثلاثة دائما في المناطق الدافئة,, وهناك الفرق التي تحاول دائما الهروب من الهبوط,, وهذا الامر يجعل الدوري هنا قوي جدا,, ففرق المقدمة تحرص على الفوز وعدم التفريط بالنقاط بحثا عن البطولة، بينما فرق المؤخرة تقاتل من اجل البقاء,, وهذا يبعث الاثارة والقوة,, مثال فريق الطائي خلال الموسم الماضي,, فلقد كانت الثلاث نقاط الاخيرة هي التي انقذته من الهبوط!! وفي المقابل لم يكن فارق النقاط بين متصدر الدوري الهلال وفريق الطائي شاسعا، بل قريب وهذا الشيء يعطي الدوري السعودي قوة وتوازنا,, ولهذا كنت حريصا على التدريب هنا.
الدوري في السعودية اقوى دوري في آسيا,, أقوى من الدوري في اليابان وحتى في الصين,, أضف الى ذلك ان المنتخب السعودي تأهل مرتين لكأس العالم,.
* وماذا عن ابرز الاسماء السعودية؟
- هناك نقطة هامة جدا بالنسبة للكرة في السعودية وحتى في الخليج عامة وهي ان الاداء داخل الميدان غير سريع، وهذا يمكن اللاعبين كبار السن
من اللعب لسنوات,, هنا لاعبون اعمارهم مابين 34 الى 35 سنة ويلعبون,, في اوروبا هذا الامر صعب وجوده لان الاداء هناك سريع.
* وماذا عن فريق الطائي؟
- في الطائي على الرغم انني حتى الأن لم اتعرف على اللاعبين بشكل كبير الا انه من المؤكد ان هناك خمسة او ستة لاعبين من كبار السن، ولدي متسع من الوقت لاشاهدهم واحكم عليهم, ومدى الاستفادة منهم؟
* لم تذكر اسماء نجوم بالنسبة للسعودية؟
- لا استطيع ان اعطيك اسماء معينة، فلاعبو المنتخب الاول اعرفهم وتعرفهم ويعرفهم الجمهور فلا حاجة لذكر اسمائهم، ولكن وحينما يبدأ الدوري استطيع احدد اسماء المنتخب الخاص بي من اللاعبين الموجودين,, وهذا مبكر جداً الآن.
* وكيف كانت معلوماتك عن الطائي قبل مجيئك؟
- لم يكن لدي سوى معلومة واحدة فقط عن الطائي وهي ان الحارس الكبير محمد الدعيع يلعب للطائي,, طبعاً اثناء المفاوضات سألت بعض المدربين عن الطائي.
* وهل تلقيت أي عروض قبل او اثناء مفاوضات الطائي؟
- تلقي العروض امر طبيعي جداً , فمنذ اللحظة التي أتيت بها الى اسيا كنت محظوظا جداً بتدريب منتخب ايران، وكذلك النتائج التي حققها منتخب عمان,, فمن الطبيعي ان أتلقى عروضاً لتدريب منتخبات وفرق,, والحقيقة انني تلقيت عرضا لتدريب منتخب سوريا الاول وكنت اتمنى ان أدرب هناك ولكن العرض جاء بعد توقيع العقد مع الطائي.
منتخب سوريا اعتبره من ضمن المنتخبات العربية الممتازة,, وربما يواجه منتخب ايران للتأهل لنهائيات كأس آسيا في لبنان فكنت اتمنى ان اقوده.
* بمعنى انك كنت تتمنى مواجهة ايران لهزيمته,؟
- لا,, لا,, ليس هذا السبب,, فلقد هزمت ايران مع منتخب عمان في بانكوك 4/2 ولكن اقول سوريا لانها تملك كرة قدم رائعة, وهذا هو السبب.
* وبماذا تعد بالنسبة لفريق الطائي؟!
- الحقيقة انا امشي على ارض جديدة بالنسبة لي,, فهي المرة الأولى التي اعمل بها في السعودية, واعرف اربعة او خمسة فرق لانني اشاهدها في التلفزيون,, ولكن ماتشاهده من خلال التلفزيون ليس كافياً لان الكامير تظهر الكرة فقط,, ولا تشاهد الفريق بكامله,, ولهذا لا استطيع ان اعطي وعوداً ، ولكن الشيء الذي اعرفه ومتأكد انني سأقوم به هو ان اجعل الطائي فريقا يقدم كرة قدم جيدة,, وهذا هو الذي يمكنني ان اعد به ومتأكد منه,, فحينما تلعب كرة قدم حقيقية فستكون قريباً من احراز نتائج طيبة,, وتقديم المستوى والاداء الجيد ليس ضمانا لأن تحرز نتائج جيدة,, لانك حينماتلعب جيداً فربما ان الفريق المقابل يلعب افضل منك,, وربما تجارية بالاداء لكن يمكن ان لديه لاعبا او لاعبين يحققان النصر في اي لحظة,, الطائي الموسم الماضي لعب 22 مباراة سجل خلالها 26 هدفاً وبمتوسط تهديف ضئيل!
وسنحاول ان نحسن هذا الضعف الواضح بالتسجيل.
الطائي خسر 11 مباراة اي نصف مبارياته بالدوري، وتعادل في 7 مباريات وهذا امر غير جيد اطلاقاً ، فسنحاول ان يكون الموسم القادم افضل من السابق,, وهذا شيء متأكد منه لانني سأعمل وبمساعدة من البروفيسور فاسكيس من اجل ان يقدم الطائي كرة قدم جيدة,, وهذا تطلعي,, اما تجاوز ذلك من آمال وتطلعات فهي مشكلتي,, فنحن سنعمل هنا كما نعمل في اي مكان وفي اي منتخب او اي ناد,, العمل هو نفسه,, اربع ساعات في اليوم,, تمارين لياقية مكثفة,, صباحا ومساء,, تطبيق التكتيك والخطط نفسها,, اذا العمل لايختلف هنا عن غيره,, فسنحاول ان نبني ونرتب الفريق من جديد,, سنعمل مع بعض,, الجمهور,, الادارة,, اللاعبون,, المدربون,, كلهم سيشتركون في ان يقدم الطائي كرة قدم رفيعة المستوى.
* لكن امكانيات الطائي ضعيفة,!
- ليفوز الطائي على الاتحاد او الهلال او النصر فأنت بحاجة للكثير من العمل,, وهذا ما اوضحته للاعبين,, في تلك الاندية الامكانيات افضل,, الخبرة اكبر,, لهم ثقلهم لانهم ضمن الاندية الكبيرة,, واذا عملت الجهود الكبيرة فربما ستفعلها بتلك الفرق بغض النظر عن الامكانيات,, فالعمل والجهد هنا هو الفيصل في كل الاحوال.
* من وجهة نظرك الفنية من هو اللاعب الذي تبحث عنه؟
- هناك بعض اللاعبين يكون متعدد المواهب لكن حينما يكون هذا اللاعب موهوبا فقط دون ان تكون فيه صفة العمل بروح الفريق الواحد ولايساعد زملاءه ويعتمد على مواهبه فلربما يساعده ذلك في احيان كثيرة ولكن هناك - وبكل تأكيد - من سيعمل على تغطيته في الملعب فلا يستطيع العمل لوحده دون مساعدة وهذه النوعية من اللاعبين لا ارغبها,, وحتى لو كانت نجوماً ودائما ابحث عن اللاعب الذي يسخر مواهبه ولو كانت محدودة لمصلحة الفريق ويؤدي بحماس واخلاص للشعار,, احب اللاعب صاحب اللياقة الممتازة.
امامك الدليل في المباراة النهائية بين البرازيل والارجواي كان رونالدو مميزاً وحاضراً بصورة رائعة بينما العام الماضي وبذات الشهر كان رونالدو في نهائي كأس العالم امام فرنسا سيئاً جداً لانه كان مريضاً وفقد لياقته,, والان عاد رونالدو الى مستواه بعد ان استعاد لياقته,, منتخب البرازيل اصبح قويا لانه عاد الى روح الفريق الواحد,, وهذا ما احرص عليه دائماً ابحث عن اللاعب الذي يقاتل من اجل الفريق, يجري من اجل مساعدة زميله,, غير اناني ويتمتع باللياقة البدنية,, هؤلاء اللاعبون افضلهم.
* تركت تدريب المنتخبات وعدت للاندية,, كيف؟
- لقد دربت اندية كبيرة وحققت بطولات وكانت بدايتي مع اندية صغيرة وتدرجت الى ان وصلت الى تدريب المنتخبات وحققت ماحققت,, والآن اعتقد انني اعود للبدايات مع الطائي للعمل ضمن غد جديد,, اما العمل فلا يختلف بشيء سواء بالمنتخب او الاندية,, فالعمل في الطائي لايختلف في شيء عن العمل في برشلونة او فلامنجو او بوكا,.
* لكن هناك من نصحك بعدم قبول عرض الطائي؟
- بالفعل هناك الكثير من الاشخاص قالوا لي انت بقبولك تدريب الطائي تدمر تاريخك التدريبي,, وان الطائي لديه الكثير من المشاكل سواء بالنسبة لرواتب المدربين او اللاعبين,, وان امكانياته ضعيفة بالاضافة الى اشياء كثيرة اخرى!! والمشكلة ان تلك النصائح كانت اثناء المفاوضات لكن لم اعرها اي اهتمام فأنا واثق من عملي وان الطائي سيقدم كرة قدم ممتازة تجبر الناس على حضور مبارياته بالملعب وبكثافة مما ينبيء بموسم وفير الدخل المادي للطائي لتحسين اوضاعه المادية ,!
وليدفع لي رواتبي اولاً بأول.