Sunday 25th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 12 ربيع الثاني


حليمة وعادتها القديمة
السياحة,,استغلال في الخارج,, ومصاعب في الداخل

عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة
تأتي العطلة الصيفية كفرصة مناسبة للانسان لاخذ قسط من الراحة وتجديد نشاطه بعد عناء عام كامل من العمل والاجتهاد,, ومع اقتراب الاجازة بايام تبدأ كثير من الاسر بالاستعداد المبكر واختيار المكان الذي سيتجهون اليه تبعا لقدراتهم المالية,,فالبعض منهم يفضل السفر لزيارة الاقارب في المدن المجاورة ومشاركتهم افراحهم التي تكثر مع قدوم الصيف سواء بتخرج الابناء ونجاحهم في الدراسة او بدخولهم عش الزوجية وهذا التواصل الجميل يعد صلة قربى بعد شهور عديدة من المشاغل والاعمال والانشغال في امور الحياة,,بينما يفضل البعض السفر الى اقرب دولة عربية مجاورة اما بصحبة الاهل او مع مجموعة من الاصدقاء,,فيما تفضل فئة ثالثة السفر للدول الغربية اما كنوع من المباهاة بين الاقارب والاصدقاء والافتخار بزيارته لهذا البلد او للعلاج في المستشفيات وربما لدراسة فصل في اللغة الانجليزية استعدادا لخوض غمار الدراسة الاكاديمية,,ويعكر صفو الاجازة احياناً اكمال بعض الابناء في الدراسة مما يؤرق هاجس الاسرة ويجعلها تقضي الاجازة وهي تفكر في هذا الموضوع خوفاً على الابن من اعادة عام دراسي كامل,,كما يتسبب هذا المكمل احياناً في عودة الاسرة وقطعها لاجازتها رغم استمتاع افرادها بها لتجهيز الابن لموعد الامتحانات والبحث له عن مدرس خصوصي وكتب بدلاً من التي رماها قبل ان يعرف نتيجته في الاختبار,,وكثيرا ما يتعرض المسافر للبلاد الاجنبية خاصة لمن لم يسبق له السفر لبعض المخاطر اضافة الى كثرة المصاريف التي ينفقها هناك والتي تعادل في بعض الاحيان راتب ثلاثة شهور ينفقها الانسان على ثمن التذكرة وايجار الشقق المرتفعة والمواصلات ليعود بعدها الى بلاده بخفي حنين وهو يحمل معه ديونا لا حصر لها لتسديد الشيكات السياحية والبطاقات الائتمانية التي كان يفاخر بحملها وانفاق مصاريفه منها مع بعض الديون التي اقترضها من الاصدقاء,,اضافة الى الاقساط المتوجبة عليه للبنك او قيمة سيارة من احد الشريطية ، وبعد عودته يبقى طوال العام منهمكا في تسديد هذه الديون حتى موعد السفرة القادمة،، لتعود بعدها حليمة لعادتها القديمة ,, واما عشاق السياحة الداخلية التي لا يشك احد انها تتميز عن الخارج بالاستقرار ونعمة الامن والامان فأكثر العقبات التي تغتال طموحاتهم في قضاء اجازة ممتعة في ربوع الوطن فهو اتساع رقعة المملكة والتي تتطلب اكثر من وسيلة نقل فالمسافر من الشمال مثلاً الى مواقع السياحة في الجنوب بالسيارة فانه في الغالب يستنزف معظم وقته على الطريق معرضاً اسرته للارهاق والتعب ولربما لحوادث السيارات المهلكة ولو اراد الاستفادة من الطيران فان من الصعوبة في الصيف ان يجد مقعداً شاغراً وذلك لان الخطوط العامله في المملكة وهي الخطوط السعودية واحدة وليس لها معين امام ازدحامات المسافرين في الصيف بوسيلة نقل سريعة ومأمونة وتنقل بالاضافة للمسافرين السيارات والبضائع,,كما ان غلاء اسعار الشقق والعقارات في بعض الاماكن السياحية بسبب جشع بعض ملاكها عامل هام ايضاً من الاسباب التي تجعل البعض يحجم عن السياحة الداخلية.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved