انه فقيد الأمة الاسلامية الشيخ مناع بن خليل القطان غفر الله له, عرفته كما يعرفه غيري داعياً الى الله لا يخشى في الله لومة لائم ضد الباطل سليم العقيدة مجاهداً بقلمه ولسانه في الندوات العامة والمؤتمرات، وحلقات الدروس وبرامج الاذاعة والتلفاز مدرساً محبوباً من طلابه حريصاً على اداء دروسه، يحضر في المواعيد المحددة جاداً في الفصل حازماً امام طلابه وقوراً يرغب طلابه في متابعته في دروسه لاسلوبه الخاص، ورأيه السديد ومادته القوية التي يستشهد بها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ناصحا لمن حاد عن جادة الحق يدعو الى الله بالتي هي احسن عرفته وانا طالب على كراسي كلية الشريعة في الرياض يشرح آيات الله تفسيراً وعرفته على كل كرسي مقاعد الدراسة في المعهد العالي للقضاء يشرح في تاريخ التشريع والفقه الاسلامي, وعرفته مديراً للمعهد العالي للقضاء حكيماً في ادارته، وعرفته مناقشاً للرسائل العلمية في المعهد العالي للقضاء بطريقته الخاصة واستنتاجاته السليمة، وملحوظاته المفيدة، وشاركته عضواً محكماً في خلاف تجاري في الغرفة التجارية بالرياض فنعم الاستاد والمربي، والمدير، والقاضي، والباحث، والموجه، والمتواضع، وكم قضى حاجة لمحتاج، وفك كربة مكروب، وشَفَعَ وشُفِّع فيما لا يهدر حقاً لله وخلقه.
وأتذكر قول الشاعر:

وخير الناس ما عاش الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات

حسبته كما عرفت عنه ويعرف الكثير غيري عنه الكثير والله حسب الجميع واسأل ربي ان يصلح ذريته ويتقبل اعماله وان يجزيه خير الجزاء وان يجعل فيما خلف من آثار علمية منفعة، وما سار عليه من سيرة حسنة قدوة، وان يكون طلاب درسوا عليه خير خلف لخير سلف، وما ذلك على الله بعزيز، ولا حول ولا قوة الا بالله، وانا لله وانا اليه راجعون.