Sunday 25th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 12 ربيع الثاني


رأي الجزيرة
رحم الله الحسن الثاني وأيد الله الملك محمدا

في أجواء يلفها الحزن والألم العميقان ، والشعور القوي بالفاجعة في فقده المر، تودع المملكة المغربية الشقيقة بعد صلاة عصر اليوم الملك الراحل الحسن الثاني الذي وافاه الاجل المحتوم أول أمس الجمعة.
على ان ما يخفف الشعور بالفاجعة، والحزن والألم هذه المشاركة العربية والاسلامية والعالمية وعلى مستوى زعماء الدول ورؤساء الحكومات وأميز الشخصيات ذات الثقل على الصعيدين الاقليمي والعالمي، في تشييع الجثمان الطاهر الى مثواه الاخير الى جوار والده في المقبرة الملكية.
كما ان ما يخفف الشعور بفاجعة الفقد ايضا ان ابنه وولي عهده الامير محمد الذي بويع فور وفاة والده ملكا لم يفارقه والده الملك الا بعد ان احسن اعداده لمسئوليات الملك وتبعات الحكم وجعل منه خليفة كفواً ومؤهلاً باعلى اجازة علمية وهي درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة فرنسا.
والملك محمد - ايده الله وسدد خطاه - هو خير خلف لخير سلف اذ فيه من صفاته الشخصية، السياسية والانسانية كل صفات والده الراحل من امارات الحكمة، ودلائل السؤدد والاناة والاتزان والوقار والهيبة.
كما انه اكتسب خلال ملازمته لوالده الراحل الخبرات الطويلة والعميقة في الشئون السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية مما اهله لكي يتولى مسئوليات الكثير من الملفات ذات القيمة والاهمية الاستراتيجية.
ولعل من بين اهم تلك الملفات ملف منسق القوات المسلحة التي اعرب قادة اسلحتها امس عن المبايعة والولاء لمليكهم الجديد وكذلك الملف السياسي الذي عبر قادة الاحزاب السياسية عن ثقتهم في قدراته الذاتية على ادارة هذه الشئون السياسية بذات الكفاءة والنجاح اللذين ادار بهما والده تلك الشئون حتى جعل من اقوى خصومه، اقربهم اليه سياسياً وشركاء في مسئولية الحكم.
والملك محمد معروف لمعظم - ان لم يكن - لكل زعماء ورؤساء حكومات دول العالم، فقد تولى العديد من المهام الخارجية التي كلفه بها والده الراحل، ومن هنا فانه يتمتع بثقة زعماء دول العالم مما يسهل الادوار التي سيتعين على جلالته القيام بها عربياً واسلامياً وافريقياً وعالمياً .
واذا كان الملك محمد تسلم هذه المسئولية الجسيمة، مسئولية الملك، وادارة الحكم في فترة اقليمية وعالمية متسارعة الاحداث السياسية والامنية والاقتصادية، ومتلاحقة المستجدات والمتغيرات ومتقلبة الأحوال والظروف في ظل النظام العالمي الجديد، التي يعاد فيها بناء العلاقات الدولية بصيغة نظرية العولمة، التي طرحت بديلا لعهد ما قبل زوال الحرب الباردة وانقسام العالم الى معسكرين شرقي وغربي، فان رصيده - الملك محمد - من الخبرة والتجارب الغنية بالنجاح مع ما تتمتع به بلاده من أمن واستقرار وسلام سيؤهله لاداء الادوار التي خلف له والده امانة حملها ضمن تركة ضخمة محلية واقليمية ودولية ولكنه اهل لها.
رحم الله جلالة الملك الحسن الثاني بن محمد.
ووفق الله خليفته الملك محمد بن الحسن.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved