Sunday 25th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 12 ربيع الثاني


مستعجل
شكراً,, أيها الأحبة في سدير,.

** أحرص دوماً على التجول داخل هذا الوطن الكبير بكل شيء فيه,.
** أحرص على زيارة المدينة والقرية والهجرة,, والتجول في ربوع بلادنا الغالية,, كما أحرص على الاستماع من الناس هناك,, عندما يتحدثون عن التاريخ وعن المواقع وعن الجديد وعن المشاريع وعن كل شيء في هذه المدينة أو تلك.
** سعادتي بمثل هذه الجولات لا يعدلها سعادة,, وحبي لهذا الوطن الكبير لا يعدله حب,, والأشياء الجميلة التي أشاهدها يتعذر وصفها,, وأتمنى لو أن أولئك الذين يسافرون للخارج زرافات وزرافات أن يجربوا ولو مرة,, التجوال داخل هذا الوطن الكبير.
** في جولاتي تلك,, أحرص على أن أجلس في كل مدينة يوماً أو نصف يوم,, لأن ذلك حسب اعتقادي كافٍ لأخذ معلومات ولو سريعة عنها,.
** كما أنه كافٍ للاطلاع على كل شيء فيها,, وبالذات عندما يساعدك أحد الأهالي في التجوال,, ويطلعك ويشرح لك بنفسه,, وتكون الرؤية واضحة تماماً,.
** في منطقة سدير,, قررت أن أجلس هناك يومين أو ثلاثة على الأكثر,, ولكن مضى من ترددي على هذه المنطقة الجميلة الرائعة عدة أسابيع دون أن أشعر بأنني شبعت من هذه المدن والقرى الرائعة,.
** لقد وجدت المزارع والخضرة والمياه,, ووجدت الرجال والكرم والسخاء,, ووجدت نفسي مجبراً للتردد هناك مرات ومرات,, وفي كل مرة,, أجدني مشدودا للعودة مرة أخرى,, وعندما أذهب هناك,, أشعر برغبة قوية للبقاء وقتاً أطول,, وبشيء غريب يشدني للعودة مرات ومرات,.
** سدير,, منطقة زراعية,, تملك عشرات المزارع منذ زمن ليس قريباً,, وهي في محاصيل النخيل في سنوات القحط كانت مضرب المثل,, وكانت تنتج التمور بكثافة,, وكانت مقصد كل المناطق المجاورة,.
غرايسٍ يا زينها طلعة اسهيل
يفرح بها اللِّي جايعين إعياله
للجار والأجنبي فيها مداهيل
خشرٍ ليال القيظ من لِه ولا لِه
** في زياراتي لمنطقة سدير,, وجدت الكرم الحاتمي حيث يكون الكرم,, ووجدت الرجال,, ووجدت الشهامة والحفاوة والبشاشة واحترام الضيف وفرحة بقدومه وترحيباً لا يوصف,.
** مستحيل,, أن تتخلص من هؤلاء ومن كرمهم,, تشعر أن أحدهم وهو يدعوك لوليمة وكأنك أنت تمن عليه بالموافقة,, إنه قمة الكرم والسخاء وعلوم الرجال,.
** وماذا عساي أن أضيف في مدح هؤلاء وقد مدحهم الشعر والتاريخ,, ومدحتهم سجاياهم,.
** اقرأوا معي هذه الأبيات التي قيلت فيهم قبل عشرات السنين,, وهي أبيات من قصيدة طويلة قالها الشاعر الكبير إبراهيم بن عبدالله بن جعيثن رحمه الله:
رجّالهم لو ماله إلا المعاميل
لابد مع ضيفه ايسوِّي جِماله
جدانهم جادوا وحِنّا مواصيل
ومن مات يظهر من اعياله بداله
ربعي وأنا معهم كثير المداخيل
من لامني فيهم عسى الشر فاله
يستاهلون المدح جيلٍ بعد جيل
اللِّي إيماريهم فهو من هباله
يا كثر ما مدحَو ويا ما بهم قيل
للضيف راعي اسدير خلَّه الحاله
هشِّين بشِّين عِدّالٍ عن الميل
سمحين وبضِدّه الراعي الجهاله
** إنني أشكر الإخوة الأعزاء في حوطة سدير,, وروضة سدير,, وفي مدينة تمير,, وفي عشيرة والعطار والجنوبية والخطامة,, على كل ما وجدت من ترحيب وحفاوة وكرم ونبل وشهامة,.
** وشكر خاص للصديقين العزيزين جداً,, الراوية الشهير الكبير محمد بن علي الشرهان والإعلامي الناجح عبدالرحمن بن عبدالله السلمان,, أشكرهما على كرمهما,, وعلى السفر معي أكثر من مرة,.
** لقد كانا خير صديقين,, وخير رفيقين في السفر,, ولا غرو,, فهما من أهالي سدير,, وللضيف راعي اسدير خلّه الحاله .
عبدالرحمن بن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved