تميز الملك الحسن الثاني عاهل المغرب احد اقدم رؤساء دول العالم واقدرهم على البقاء في سدة الحكم ببراعه في الامساك بزمام السلطة في مملكته, وبفضل مستوى الامان الذي وصل اليه عرش العاهل المغربي في عام 1998 لم يتردد الحسن في اسناد منصب رئيس وزراء البلاد الى عبدالرحمن اليوسفي خصمه اللدود.
وخلال السنوات الاخيرة صارت قبضة الحسن على مقاليد السلطة راسخة بصورة غير مسبوقة.
هيأ لبلاده مستوىً فريداً من الاستقرار
* فقد هيأ الحسن لبلاده مستوى فريدا من الاستقرار في شمال افريقيا, لكن هذا الاستقرار لم يستتب بدون ثمن, ففي السبعينيات والثمانينيات من هذا القرن سحق الحسن بدون رحمة انتفاضات شعبية واستخدم القمع وسيلة للابقاء على خصومه السياسيين تحت رقابته, وبرغم ذلك لم يكن الملك الحسن حاكما مستبدا طاغية يمسك بتلاليب السلطة بكافة الوسائل الممكنة.
سمح وساهم في قيام نظام تعدد الأحزاب
* وفي السنوات المبكرة من سلطانه، سمح الملك الحسن بنشوء نظام متعدد الاحزاب, وساهم هذا النظام الحزبي التعددي في توفير رئة للتنفيس عن اي استياء شعبي, ومن ناحية اخرى وضع هذا التوجه الديمقراطي الملك الحسن في موضع جعله يثير عداء مختلف الاحزاب بعضها ضد بعض لمصلحته الشخصية اعمالا بمبدأ فرق تسد.
المغرب مثل أسد يجب ترويضه بوثاق جيد
* وكان العاهل المغربي قد صرح ذات مرة في مسعى منه لشرح نجاحه في قيادة بلاده قائلا المغرب مثل اسد يجب ترويضه بوثاق جيد .
وفي السادس والعشرين من شباط فبراير عام 1961 تولى الملك الحسن عرش المغرب خلفا لوالده.
قيادة الدولة تتطلب تأييداً من الشعب
* واكتشف الحسن اثناء حكمه ان قيادة دولة مسألة اكبر من ان تكون مغنما ومدعاة للمباهاة وانها تتطلب تأييدا من الشعب.
وقاد الملك الحسن ثورة صامتة سلم خلالها تدريجيا مزيدا من الصلاحيات الى كل من البرلمان والحكومة.
أول ملكية عربية تخوض تجربة ديمقراطية السلطة
* واصبحت المغرب في العام الماضي 1998 اول دولة في العالم العربي تخوض تجربة التسليم الديمقراطي للسلطة, ومع ذلك ظل الملك هو الحكم الذي يفصل في حسم كافة القضايا المهمة بصورة نهائية.
ويرجع نجاحه الى حد كبير في جزء منه الى قدراته على المزج بين التقليد والحداثة.
قال الملك الحسن ذات مرة انني رجل صاحب ثقافة شرقية يرغب في ان يقود بلاده الى ان تكون دولة عصرية، لكن بدون ان نفقد هويتنا بالضرورة , وكانت كثير من التكهنات قد ثارت خلال السنوات الاخيرة حول الحالة الصحية للملك الحسن.
|