Sunday 25th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 12 ربيع الثاني


حديث الأحد
شيء من الواقعية ياوزارة التجارة
عبدالله الرفيدي

عندما علمت شركة فورد للسيارات بأن هناك عيباً مصنعياً في السيارات التي صنعتها لأحد الموديلات قامت على الفور بسحبها علناً ودون خوف من ان الثقة سوف تهتز مع المستهلك لأن الوعي هو الذي يحكم العلاقة وان الاعتراف بالخطأ وإصلاحه شجاعة, لقد دفعت بلجيكا ثمناً غالياً عندما اكتشفت مادة الديوكسين في المنتجات الحيوانية ومن قبلها بريطانيا, إن مثل هذه الأزمات تكشف لنا مدى الخطورة في الخداع للمستهلك في الدول الغربية, لقد دفعني التفكير الى الأبعاد التي ترتبت على ذلك وأولها اننا العرب لانعرف إلا الجري خلف الشعارات والدعايات الزائفة للمنتجات الغربية مع جهلنا التام بمدى خلو كافة المنتجات من المواد الخطرة على صحتنا في العطور وأدوات التجميل والجبن الأوروبي الفاخر والحلويات التي تباع بأسعار عالية جداً لدينا, وهناك تساؤلات كثيرة انني أبحث عمن يتلطف في الاجابة عليها وهي: هل أمراض السرطان المنتشرة في العالم والتي ظهرت لدينا ايضاً وعجز الطب عن علاجها يقف وراءها منتج غربي يحتوي على مواد لم نعرف حتى الآن حقيقة تأثيرها خصوصا واننا لانستطيع فعل شيء لأننا نتبع التقنية الغربية، أو اننا لانتحرك للبحث عن مكونات مايدخل موانئ المملكة لصعوبة البحث والحاجة الى العمل في المختبرات مدة طويلة, إن الذي يزيد من حيرتي ما أسمعه من رد سريع لوزارة التجارة تؤكد فيه خلو المنتجات التي تأتي من نفس الدول التي تعلن فيها الحكومات أو الشركات عن ظهور مصيبة ما وتسارع الوزارة خلال ايام قليلة لتنفي خلو المنتجات من الأضرار التي أعلن عنها وقامت الدنيا ولاقعدت في تلك البلدان لا أدري لماذا,, ترى الوزارة ان هناك حرجاً كبيراً لو أعلنت موقفاً متوازناً تقول فيه: انها سوف تسحب عينات من الأسواق وتفحصها في المختبرات، أو تأتينا بعد مدة معقولة وتقول: انه قد تأكد لها بعد الفحص الدقيق خلو المنتج من المواد الخطرة أو خلو تلك السيارة من الخطأ الفني المعلن عنه, لقد رأينا كيف رفضت احدى وكالات السيارات استلام سيارات مصابة بالتلف من الباخرة التي نقلتها بينما تم ادخالها من خلال شركات أخرى وبيعت في معارض الرياض بعد أخذ التعهد من المشتري بانه لايطالب صاحب المعرض بأي حقوق لو اكتشف ذلك, فما هو موقف وزارة التجارة من ذلك,, بل هل لديها علم به؟!.
ليس عيباً ان نعترف بوجود خطأ وهذا مايعلمنا إياه الآباء والمعلمون لكي نتعلم في الحياة ونعي الدروس التي تقود الى النجاح والثقة في النفس، اننا من أكثر بلدان العالم في الاستيراد من الملعقة الى الطائرة ولا أعتقد ان كل منتج يصل إلينا سليم تماماً من العيوب المصنعية حيث إن الفحص الذي يطبق ليس دقيقاً بما فيه الكفاية للسيارات وغيرها ولاندري من المسؤول,, أحياناً هل هو الجمارك أم وزارة التجارة.
ويجرني الحديث الى ذكر سالفة جار لي اشتد به الغضب,, وقد أتاني مرة يطرق الباب ويقول لي قصته حول ماشاهده في السوق مثل الألبسة النسائية العارية حتى انه عاد من السوق دون أن يشتري شيئاً لبناته,
وحتى لايطول الحديث فيمل القارئ من كثرة الكلام اختم حديثي هذا الأسبوع موجهاً الدعوة إلى وزارة التجارة بأن المسؤولية تحتاج منا الكثير من الواقعية في التعامل مع المستجدات والأحداث,.
وياوزارتنا الموقرة اننا فقط نريد أن نطمئن!!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved