تصور، بنزق طفلي او شعرية جامحة، ان الخرافة تجسدت فجأة على شكل خيمة كبيرة زاهية الأبواب وطلب منك ان تجلس فيها ماذا تفعل حينذاك؟.
هل ترفض ام تقبل؟.
ستقول وعينان محمرتان من الغضب سارفض رفضاً قاطعاً لاني انسان اؤمن بالعقل والعقلانية واكفر بكل ما هو مناف لذلك.
الا ترى انك تعجلت في الاجابة؟.
الست جالساً الآن في خيمة خرافية؟.
بلى ورب الكعبة.
هل تفحصت ما في رأسك من مفاهيم وفي قلبك من احلام اليس بعضها - على الأقل - ممعناً في الخرافة؟.
انت حين تكتب سطرين شعرا او نثراً تظن ان المتنبىء والجاحظ قد انصهرا معا وتولد منهما شخص ثالث هو انت اليست هذه خرافة.
انت تؤمن ايماناً باتراً ان قبيلتك افضل القبائل وانها اذا غضبت حسبت الناس كلهم غضابا اليست هذه خرافة؟.
انت تعتقد اعتقاداً لا ظلام فيه بأن لغتك افضل اللغات ناسياً ان اللغة ليست جوهرا مطلقاً مستقلا بنفسه ومتجاهلاً ان اللغة مرتبطة بالزمان والمكان مرتبطة بمن يتكلمها فاذا كان متقدماً على غيره في كل ما تعبر عنه اللغة كانت اللغة افضل من غيرها وبالعكس 0واذن اذا بقيت مصراً على اعتقادك هذا ألا تكون متربعا في خيمة خرافية؟.
انت على يقين من انك على صواب وان الآخرين على خطأ انك انت الذي تملك الحقيقة المطلقة اما الآخرون فهم في ضلالهم يعمهون اليست هذه خرافة؟.
هل اعدد لك اكثر.
لن افعل فانا مشغول بما انا فيه لاني مثلك جالس في خيمة خرافية.
|