* الجزيرة - القسم الثقافي - خاص
بين افتراضات على الدميني في قصيدة (فوضى الكلام) وبين عشق (عبد الله الخشرمي) لجدة المكان والذاكرة ورائحة البحر التي لا تنسى, كان الجمهور النخبوي منصتاً في مكان شاعري يليق بالأمسية وبالشاعرين الرائعين اقول كان منصتاً للشعر الذي القي في منتصف الاسبوع وفي مكان قصي من المدينة، مكان بعيد عن البحر وعن رائحة المدينة حيث احتضنت درة العروس الأمسية الاولى للشعر الفصيح على حد علمي، وذلك ضمن فعاليات جدة 99وفي الموسم السياحي الصيفي الذي يزداد تألقاً يوماً بعد يوم.
الدكتور عبد الله المعطاني الناقد المعروف كان هو الآخر رائعاً وهو يسير دفة الأمسية كربان مجرب، حين أدارها بذاكرة شعرية رائعة ادهشت الحضور وبمحطات نقدية اضاءت مثل اضاءة فارسي الأمسية.
ساهم بعد المكان عن المدينة في قلة الحضور لكن الجمهور النخبوي كان هو الدافع الحقيقي لتألق الشاعرين وقد شكلت المرأة، الأرض، الوطن محور الارتكاز لدى الشاعرين في نصوصمها التي القيت في الامسية.
الشاعر علي الدميني من ديوانه الجديد امرأة فوضى الكلام، الاصدقاء، ممرات، وبروق العامرية ومارس الدميني من خلال فوضى الكلام وحتى بروق العامرية من ديوانه بياض الأزمنة لعبته المفضلة وهي تنويع التفعيلة والجرس الموسيقي الذي يضبطه الدميني جيداً لتتشكل القصيدة في النهاية وكأنها حديقة غناء متناسقة ومتناغمة الاصوات والصور.
الشاعر عبد الله الخشرمي قرأ نصوصاً قصيرة ونص مجاعات وغيره من النصوص والمرأة حاضرة من نصوص الخشرمي فهي ليست امرأة ساذجة لا يغريه منها الصور الحسية بل هي امرأة فاعلة تستنطقها وتحاورها رفيقة حرب وذكرى وحياة لم تزل ويظل الهم الذي يحمله الخشرمي هو الهم الواحد في نصه الشعري وان تغيرت ملامحه وتعددت صوره واشكاله
ونص مجاعات وكذلك متعبون تنبيء عن هذا جيداً.
|