Sunday 25th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 12 ربيع الثاني


على ضفاف الواقع
كأنك,, تعيش أبداً!!
غادة عبدالله الخضير

** كل الاشياء,, لديك,, لهامعنىا!!
حتى تلك التي في الاساس لا معنى لها!!
كل المواقف,, لديك لها معنى,.
حتى تلك,, التي في الاساس,, عابرة,, لا معنى لها!!
كل الملامح,, لديك لها ,, معنى,.
حتى تلك,, التي من الاساس كان يجب ان,, لا يكون لها معنى!
كل الاشارات لديك لها معنى,.
حتى تلك,, التي خانت (الاساس),, لتفسر بألف معنى ,, ومعنى!!
والمعنى,,.
ان يصبح رأسك,, جهازاً يلتقط كل ما حوله,, ويلبسه ثوب المعنى,.
ومعنى المعنى,, (ان الانسان العاقل من ينسل بهدوء من هذا العالم) ,, هكذا قالت نصيحة لاوتسي!!
** كتب لي في يومه,, وتاريخه,, وألمه المفاجىء,, ان اذهب لطبيب الاسنان وما ان,, بدأ,, يخدر (ألمي) حتى أعلنت (الكهرباء) دلالها - وهي غالبا ما تمارس هذا الدلال- فدخلت الممرضة متذمرة بتعود,, وقالت:
(ياالله ع هالكهرباء,, حظها مثل حظي وحظك!!)
فنظرت اليها في حدود ما يتوفر من ضوء وقلت لها:
(حظي,, لا علاقة له,, بالكهرباء).
جملة كلمات في ظاهرها ابتسامة,, وفي باطنها,, قلق الاسئلة!! لماذا يربط الحظ دوما بالجوانب السيئة,, السلبية اكثر (الكهرباء المقطوعة مثلا)؟!
ولماذا تبقى (حظوظنا المسكينة) مقيدة الى تعثر مرورها بسبب الكهرباء والماء والهاتف,, الخ في حين ان حظوظ غيرنا,, تمر بسلام آمنة لا يعكرها شيء!!
ليس ذلك فحسب (فحظوظ غيرنا) تبقى مع كامل الاقتناع (جواهر نفيسة) وليست مثل (حظنا الحديد)!!
وفي زحمة الافكار,, والاسئلة,, والعتمة النافذ اليها بعض الضوء دخلت امرأة الى عيادة الطبيب,, سألها:
ما اسمك؟
مهية,.
كم عمرك؟
,,.
(مهية),, ألم يتوقف الزمن عند اسمها الصغير؟,, ملامحها تأخذك الى رحلة في (معنى العمر) و(كرم الزمان)!!
ملامحها التي اضاف اليها الضوء المتسرب الى العتمة,, زماناً للزمان!!
كيف يستطيع الزمن ان يأسر الملامح هكذا بين اقواسه,, ينقش عليها وشما من التجاعيد والسمرة؟!!
كيف يمضي العمر,, بالعمر هكذا,, بعد (داحس وغبراء الشباب)؟
وبصمات من تلك السارقة من وجه الحياة,, الحياة؟!
** والان,, للمعنى,, الف معنى
قرأت ذات مرة,, ان الانسان يحب طول العمر,, ولكنه يكره كبر السن؟
بمعنى,.
انه يحب سماع عبارات مثل,, (طال عمرك),, (يا طويل العمر),, (العمر كله),, لكنه يتحاشى ان يسأل,, (كم عمرك؟)!!
لان في العبارات الاولى,, (كأنك تعيش ابدا!!) وفي الاخيرة (كأنك تموت غدا)!!
فحب الحياة هو الحب الوحيد,, الذي يسعى اليه الانسان في كل شيء!! وقد يكون هذا,, معنى آخر من الالف!!
*** في زحمة كل تلك التداعيات,, تسربت الى (اذني) فرحة صوتية عالية عرفت من خلالها - مثلما عرفتم - ان الكهرباء عادت واضيئت الانوار,, كمخاوفي تماما,, من كل ادوات الطبيب,, لاخرج من (معنى الحظ,, والعمر,,!! فأدخل حالة تقرب لالم مفاجىء؟!
فهل سيكون للالم المفاجىء,, معنى؟!!
لكني سأعيد على نفسي نصيحة,, لاوتسي:
(ان الانسان العاقل من ينسل بهدوء من هذا العالم)!!
** يروى انه قيل لعنترة العبسي الذي كان مشهورا ببطولته:
انت اشجع العرب واشدهم بطشا
اجابهم: (لا),.
فقيل له: كيف شاع لك هذا الاسم بين الناس اذن؟!
فقال: انه نال الشهرة لاتباعه في القتال ثلاث قواعد لا يحيد عنها:
اولا: انه يقدم اذا رأى الاقدام عزما، ويحجم اذا رأى الاحجام حزما,.
ثانيا: انه لا يدخل مدخلا الا اذا رأى منه مخرجا.
ثالثا: انه يهجم على الضعيف اولا فيضربه ضربة يهلع لها قلب الشجاع ثم يرجع الى الشجاع فيضربه!!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved