Saturday 24th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 11 ربيع الثاني


المدار الالف
خطورة المنحى,, في شعر الأنثى
علي الضميان

* من اراد ان يطلع على تاريخ الأدب العربي، والشعر العربي بالذات فليقارن او ليلحظ الفارق الشاسع بين عدد الشعراء وعدد الشاعرات، حتماً سيجد مئات بل آلاف الشعراء الذين احترفوا الشعر بل طرقوا جميع أغراضه ولن يجد من الشاعرات محترفات الشعر الا النزر القليل، وما عداهن فقائلات لمقطوعات شعرية في مناسبات أو غيره.
* ومن اشهر الشاعرات الخنساء ولعل سبب شهرتها ونضوج شعرها هو عظم مصيبتها في اخويها صخر ومعاوية فأبدعت بالرثاء ولا غير الرثاء, كذلك ليلى الأخيلية لولا قصة عشقها مع توبة بن الحميّر وموته لما نضج شعرها واشتهر.
* وفي عصر اجدادنا لم تكن النساء يعلنّ شاعريتهن الا في مواقف قليلة كالرثاء والاستنجاد والمدح احياناً ولم يكن بالكثرة الملحوظة.
* ليس جديداً أن اقول: يا لكثرة الشاعرات، او: ما اضعف شعرهن واسخفه إلا ما قل وندر، بل الشيء الجديد هو المنحى الخطير الذي بدأ يظهر في شعر الأنثى، وهو ظاهرة الاسترجال او الوقوف علناً في وجه الرجل كأنها تريد ان تصبح نداً له، بل وتجاهر بأنها لا تراه شيئاً أو تراه ناقصاً، وحتى يكون هذا الكلام واضحاً فلنأت بشواهد:
* المبرقعة كاتبة أشهر منها شاعرة، وقد قالت في قصيدة لها:
وحدي وصلت العز لآخر موانيه
أنثى ولكني عن الفين رجال
دون ان نحتقر الأنثى لكن عفواً,, كيف تكون بمقدار الفي رجل وللذكر مثل حظ الأنثيين، ألفا رجل يعني أربعة آلاف امرأة, ثم كيف تصل العز لوحدها أليست قيمة المرأة في زواجها ونجاحها في بيتها أولاً، ولنفرض انها تريد ان تفخر بنفسها هذا لا يسمح لها بأن تقول:
ما فيه منهم من تشد الظهر فيه
متقاسمين الكون كاذب ودجال
هكذا جعلت جنس الرجال بين كاذب ودجال، ونقول: شاعرة .
* وها هي تذكار الخثلان في قصيدة عّود عيونك تقلب موازين الكون فالأنثى تقول للرجل عود عيونك كل ليل على النوح فصيّرت البكاء للرجال, وتقول: ما انت بكفو تصبح وصي على الروح كيف والرجال قوامون على النساء، وتأتي المصيبة شعرياً عندما تقول:
ازعل وعاند واضرب براسك اللوح
ومن البحر اشرب بكل اندفاعه
اضرب براسك اللوح هل هذا شعر ام مضاربة واين الرقة والعذوبة والحنان, هكذا تنظر الأنثى للرجل في زماننا هذا واذا لم يعجبه فليشرب من البحر.
اقول وحسبي الله ونعم الوكيل يجب على الأخت الأنثى ألّا تنسى دورها في الحياة وإن رأت أن تشارك الرجل في بعض مهامه فليكن بالشكل المعقول,, وقد قلت آنفاً ان الشعر رجل الهوية حتى وان رفضت بنت ابوها,, اذ تقول:
والله اني قدها قول وفعايل
والقصايد ما لها الا بنت أبوها
قدها فوالله ونعم لكن ما لها الا بنت أبوها فالشعر له ناسه وله شعراؤه ولا مانع في بعض المشاركات المعقولة.
من عمق المدار
الليل يحضنا وأنا وانت والليل
غربة مشاعر ما لها حس يدوي
نحيي من ارواح الاماني تماثيل
والحلم لولا برق الآمال يذوي
كنّا شموع براسها نار وتسيل
تفنى دموع وخافت النور يضوي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
تقارير
عزيزتي
الرياضية
ملحق الطائف
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved