المتنزهات الوطنية التي تقيمها وزارة الزراعة والمياه ذات المساحة الكبيرة تعتبر روافد أساسية لتدعيم السياحة الداخلية.
وقد أخذت السياحة الوطنية بعدا وطنياً مختلفاً عن النظرة السابقة بسبب عوامل عدة منها.
1- النواحي الأمنية وتوفر الأمن في المملكة عنها في أي بلد آخر.
2- تعدد وسائل الترفيه البريء في المملكة.
3- تميز مصايف المملكة بجو معتدل يساعد على زيادة توجه المصطافين إلى هذه المصايف.
4- كون مدن المملكة تزخر بجميع وسائل التقنية الحديثة كوسائل الاتصالات ونظام المصارف الحديثة.
5- وجود جو طبيعي خال من التلوث ونقاء أجواء مدن المملكة كذلك.
6- توفر وسائل السكن المتنوع كالفنادق والشقق المفروشة لجميع فئات المجتمع.
7- توفر جميع وسائل النقل بين جميع مدن المملكة سواء الجوية أو البرية حيث ترتبط معظم مدن المملكة بشبكة طيران وكذلك طرق سريعة بمواصفات عالمية.
8- تعتبر المملكة من الدول ذات الاقتصاد الحر مما ساعد على استثمار المواطن في هذا البلد المعطاء.
9- قامت الدولة بتوفير معظم متطلبات المواطن التي ساعدت على التوسع في السياحة الداخلية.
10- تزخر المملكة في جنباتها المختلفة بمعالم سياحية متعددة كالآثار والمتنزهات والحدائق وغيرها من المعالم الأخرى ومدن الألعاب الترفيهية.
11- دعم الدولة للمستثمر السعودي للانخراط في المشاريع السياحية مما شجع على التوسع في هذا المجال.
12- توفر الامكانيات المادية لدى المواطن مما يساعد على تمكينه من التمتع بوقته في الاجواء والأماكن التي تناسبه,وقد أصبحت كل جهة مسئولة مسئولية مباشرة في دعم السياحة الداخلية وأصبح لكل وزارة وادارة ومؤسسة مساهمة فعالة في التنشيط السياحي, كما بدأت المؤسسات الأهلية التي لها اهتمام خاص بقطاع الخدمات المشاركة في تقديم خدمات ذات طابع متنوع.
دور وزارة الزراعة والمياه في المحافظة على الموارد الطبيعية وانشاء المتنزهات الوطنية:
تقسم المتنزهات عامة إلى:
أ- متنزهات ترفيهية صناعية 100% وهذه يتم تشجيرها بالكامل بالوسائل الحديثة.
ب- متنزهات وطنية وتعتبر معظم بيئتها طبيعية من نباتات وحيوانات وتضاريس ويتم ادخال الخدمات التطويرية إليها فقط دون المساس ببيئتها الطبيعية.
والمتنزهات الوطنية الطبيعية في المملكة تقسم إلى:
1- منتزهات وطنية بحرية وهي عادة توجد على شواطىء البحار.
2- متنزهات وطنية برية وهذه تنتشر على مسايل الأودية والواحات مثل متنزه حريملاء وروضة خريم بمنطقة الرياض.
3- متنزهات وطنية في سفوح الجبال ونهاية الهضاب ويمثلها متنزه الطائف الوطني.
4- متنزهات المرتفعات الجبلية ويمثلها متنزه عسير الوطني.
والمتنزهات الوطنية ذات المساحة الواسعة ذات نظام بيئي طبيعي ليس للإنسان تدخل فيها إلا بالحماية والمحافظة على بيئتها الطبيعية من نباتات وحيوان وتضاريس ومناظر طبيعية تظل مكاناً للترويح والاستفادة العلمية والتثقيفية وهذا ما تحرص عليه وزارة الزراعة والمياه.
وقد اهتمت وزارة الزراعة والمياه بالموارد الطبيعية المتجددة حيث عملت على حماية بعض المواقع من أراضي الغابات والأهمية القديمة وعملت على المحافظة عليها وتنميتها بحيث تكون مورداً للأجيال القادمة.
وانطلاقاً من اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة الزراعة والمياه بالمواطن السعودي فقد قامت بتحويل هذه المواقع إلى متنزهات وطنية حيث أنشىء متنزه عسير الوطني ومتنزه الأحساء الوطني ومتنزه سعد بالرياض ومتنزه الطائف الوطني بسيسد.
تحويل حمى سيسد إلى متنزه طبيعي:
اشتهرت الطائف بانتشار الاحمية في ربوعه وتجاوزت اعدادها العشرات ومن أشهرها حمى سيسد الذي يمنع فيه الرعي والاحتطاب وقطع الشجر وبناء المساكن وقد اشتهر حمى سيسد بتنوع تضاريسه من تلال وهضاب ومسايل ووديان وشعاب وأراضٍ منبسطة وتنوع غطائه النباتي حيث قامت وزارة الزراعة والمياه منذ أكثر من 25 عاماً بانشاء مركز الأبحاث ودراسة وتطوير نباتات المراعي والغابات على الأشجار الملائمة في حمى سيسد بين الأودية الموجودة في بيئته بين الهضاب والجبال وفي روضة سيسد ومن تلك أشجار الكينا والاثل والاكاسيا فكتوريا والكزورينا وأصبحت تلك الاشجار سواء الطبيعية منها أو التي زرعت ذات ظل وارف.
وأصبح في الامكان ان يكون هذا الحمى موقع جذب سياحي وعليه فقد صدر قرار وزاري في 4/12/1411ه بتحويله إلى متنزه الطائف الوطني وأصبح شاهداً حضارياً على عراقة الماضي وحداثة التخطيط الحالي والرؤية المستقبلية, ويوفر نقلة سياحية مهمة للطائف في نمط جديد من المتنزهات البرية المطورة حيث يجمع خصائص البيئة البرية والجبلية وخصائص البيئة السهلية وكذلك بيئة الوديان.
وعندما اتجهت وزارة الزراعة والمياه في تطوير بيئة متنزه الطائف الوطني قامت بتشجيره بالنباتات المحلية مثل أنواع الاكاسيات المختلفة والزيتون البري والسدر والتين الشوكي من بيئات مشابهة مستهدفة بذلك تطوير بيئته السهلية وبيئة الوديان وبيئة السفوح والهضاب.
وقد قامت وزارة الزراعة والمياه بتشجير المتنزه بأنواع مختلفة من الأشجار المحلية وبعض الاشجار من بيئات مشابهة لبيئة المتنزه مثل الزيتون والفلفل رفيع الأوراق والكينا والكازورينا والبونسيانا والأكاسيا فكتوريا.
متنزه الطائف الوطني بسيسد:
يقع المتنزه شمال شرق مدينة الطائف وعلى بعد خمسة كيلومترات من طريق الطائف - المطار - الرياض,وكان يعرف سابقاً باسم حمى سيسد الذي يعتبر من أهم الأحمية الموجودة في شبه الجزيرة العربية منذ فجر الإسلام كمنطقة تزخر بأنواع متنوعة من النباتات سواء الاشجار والشجيرات والحشائش والاعشاب والأحياء الفطرية مثل طيور الحباري والأرانب والثعالب وغيرها وعلى ملتقى عديد من الطرق المؤدية من الطائف إلى مدن أخرى مثل مكة المكرمة وجدة والرياض ومنطقة الباحة وعسير ويتخلل المتنزه وادي سيسد المتجه من أطراف الطائف الشرقية ويتفرع منه جداول عديدة تصب فيه ويمتد في المتنزه وادي العرج شمالاً ووادي خد الحاج شرقاً ووادي نخب والنسيم جنوباً.
ويوجد بالمتنزه عدة بوابات منها أربع بوابات رئيسية هي بوابة الحلقة في الجهة الغربية وبوابة العرج في الجهة الشمالية وبوابة خد الحاج في الجهة الشرقية وبوابة النسيم في الجهة الجنوبية.
وتبلغ مساحة المتنزه 51 كيلومتراً مربعاً وتتباين بيئات المتنزه ما بين جبال وهضاب وأودية عديدة منها وادي سيسد والذي انشأ عليه أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان سداً عام 58 ه يعمل هذا السد على حجز مياه الأمطار وزيادة كمية مياه الأمطار التي يستفيد منها الحمى.
وقد نقش على أحد الصخور المجاورة للسد العبارة الآتية (هذا السد لعبدالله - معاوية أمير المؤمنين - بانيه عبدالله بن صخر باذن الله سنة ثمان وخمسين, اللهم اغفر لعبدالله معاوية أمير المؤمنين ثبته وانصره ومتع المؤمنين به - كتبه عمرو بن خباب.
بالاضافة إلى وادي العرج وكذلك وادي نخب ووادي النسيم التي تخترق موقع الحمى.
الغطاء النباتي في بيئة المتنزه:
يوجد في المتنزه أنواع عديدة من النباتات سواء الأشجار والشجيرات والأعشاب والحشائش وتنتشر أشجار الأكاسيا (الطلح والسمر والسلم) والعبل (الأثل) ويوجد العوسج والأعشاب المختلفة والزيتون والسدر والتين الشوكي حيث تعتبر أشجار أنواع الاكاسيا والسدر من بيئة الهضاب بينما يعتبر الزيتون والتين الشوكي من نباتات سفوح البيئة الجبلية وتمتاز المنطقة بطبيعة برية خلابة.
الأعمال التي قامت بها وزارة الزراعة والمياه لتطوير متنزه الطائف الوطني بسيسد
1- قامت الوزارة بتسييج المتنزه 51 كيلومتراً مربعاً وقامت بتطوير وتحسين حمى سيسد بالطائف وتحويله إلى متنزه وطني حيث تم تجهيزه ليكون متنزهاً وطنياً.
2- انشاء إدارة ومركز للزوار وملاعب أطفال بلغت 7 مواقع وجلسات ومساكن ومخيمات مخيم الطلح ومخيم السدر ومخيم الزيتون ومخيم السلم ومواقع لمقاصف وتم انشاء 4 دورات مياه في أربعة مواقع.
3- شق عدة طرق مسفلتة بلغت أطوالها 33كم بعرض 7 أمتار للطرق الرئيسية، 5 أمتار للطرق الفرعية وشقت ومهدت طرق معبدة بلغت 30 كيلومتراً طولياً والمنتظر أن تكتمل أطوال هذه الطرق داخل المتنزه إلى 100 كيلومتر.
4- قامت الوزارة بصيانة سد معاوية الأثري الذي يعتبر من أهم المعالم الأثرية بالمتنزه.
5- قامت الوزارة بتشجير المتنزه حيث تمت زراعة حوالي 400,000 شجرة بالإضافة إلى الأشجار الطبيعية التي يزخر بها المتنزه.
6- تقليم وتشذيب الاشجار البرية في المتنزه والغرض من التقليم هو تنظيف اسفل ساق الشجرة بحيث ترتفع إلى أعلى وزيادة نموها واستخدام ظلها لمرتادي المتنزه.
7- وتوسعة حوض هذا السد حتى يمكن استخدام تلك المياه في تربية الأسماك وسقيا الاشجار وجعل الهضاب المطلة عليه مكاناً للمتنزه والمتعة بحيث يتمتع المتنزه بجمال بحيرة السد.
8- تنظيف آبار كانت موجودة في الحمى وحفر أربعة آبار أخرى وجلب مياه الصرف الصحي المعالجة واستعمالها في سقيا الاشجار المزروعة حديثاً على الطرقات المسفلتة وأماكن المخيمات.
9- انشىء على احدى هضابه المرتفعة مطلاً وسمي (مشرفة) وهناك أماكن أخرى مشابهة تسعى الوزارة لتحسينها وتجميلها وتهيئتها لمشاهدة معظم معالم المتنزه.
10- كما تم وضع لوحات ارشادية ولوحات تحذيرية عند تقاطعات الطرق بلغت أكثر من 100 لوحة منها ثلاثون وضعت في الطرق والشوارع المؤدية إلى المتنزه وباقي اللوحات وضعت داخله.
11- ادخال الكهرباء واضاءة مدخل المتنزه من بوابة الحلقة إلى موقع السد وموقع مشرفة بعدد 225 عمود إنارة مختلفة الارتفاعات.
التخطيط المستقبلي للمتنزه:
يعتبر هذا المتنزه من المتنزهات الوطنية ذات المساحة الكبيرة في المملكة, وبدأت أعمال التطوير والتحسين منذ صدور قرار تحويله عام 1411ه وتم تخطيط وتصميم المتنزه بعد اكتمال بنيته التحتية المشار إليها سابقاً وشملت حفر آبار وتركيب مضخات وتوصيل مياه الصرف الصحي المعالجة لسقيا الاشجار المزروعة حديثاً وجرى تشذيب الاشجار البرية وخلافها.
وهذه المساحة الواسعة ذات التضاريس المتنوعة تغري المستثمرين إلى تقديم خدمات متعددة ومتنوعة بإنشاء مطاعم ومقاصف ومحلات تموينية ولوازم رحلات وتأجير احتياجات المتنزهين من الرحلات البرية واعداد مضمار للخيول والعربات والدبابات الصغيرة والكبيرة وانشاء جلسات مظللة بكامل الخدمات ومدينة ترفيهية وحديقة حيوان مفتوحة وألعاب مائية في بحيرة السد واستراحات متطورة ومهرجانات شعبية ومعسكرات رياضية وأخرى متنوعة وجميع ما ذكر يزيد من الجذب السياحي وقد تبنت وزارة الزراعة والمياه فكرة استثمار القطاع الأهلي لتقديم الخدمات لمرتادي المتنزه.
ان أهمية المتنزهات الوطنية فيما تحمله من قيم تاريخية وعلمية وثقافية وخدمية متنوعة، فتاريخ السد الأثري يظهر قيمة المواقع التاريخية, وحصر ودراسة الأنواع النباتية والحيوانية والاحيائية يظهر الأهمية العلمية وتنوعات الهضاب والتلال ومسايل الأودية والأجزاء السهلية تثري الناحية الثقافية، وما يوجد من خدمات ترفيهية وخدمية يعكس التطور للخدمات المقدمة من قبل وزارة الزراعة والمياه ومن قبل المؤسسات الأهلية.
ويظهر جلياً ان تطوير هذا المتنزه يعتمد أساساً على استثمار البيئة الطبيعية ومواقع مرتفعاته وهضابه ومواقع تجمعات المياه في جداوله وموقع حوض السد الذي يوجد فيه بحيرة ترفيهية وكذلك بناء طرز حديثة من المباني الملائمة للبيئة البرية، ومناطق الاصطياف وكذلك استثمار المواقع الجبلية في المتنزه مثل المشرفة حيث يشرف على مناطق غابات وسهول فسيحة ويوجد أكثر من مرتفع وهذا أيضاً يطل على مواقع اشجار وشجرات ومساحات منبسطة خضراء,وقامت الوزارة بتنفيذ المخطط طبقاً للأولويات حيث بدأ العمل من بوابة الحلقة بصفة رئيسية ومع مشاركة أهل الفكر والمستثمرين والمتنزهين تتضح الرؤيا أكثر واكثر مع مرور الزمن لجعل هذا المتنزه رافداً سياحياً هاماً يساهم مع منظومة السياحة الداخلية التي بدأت تتضح اتجاهاتها طبقاً للعادات والتقاليد ورغبة طالبي الراحة وقضاء الاجازات في ربوع الطائف المأنوس.
والله الموفق,.