Saturday 24th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 11 ربيع الثاني


بمناسبة افتتاح متنزه الطائف الوطني
في بلادنا من عطاء الخالق ما يحتاج إلى عناية المخلوق


عشقوا الجمال الزائف المجلوبا
وعشقت فيك جمالك الموهوبا
أحببت فيك من الطبيعة سرها
أنعم بشمسك مشرقاً وغروباً
أكتب هذه الكلمة وأنا جد مغتبط ومسرور لما أرى وأشاهد وألمس وأحس من اتجاه وتوجه نحو السياحة الداخلية وتشجيعها والأخذ بيدها,, وإعانة القائمين عليها وتيسير كل عسير يقف في طريقها أو يحد من تشريقها, لقد أصبحت كلمات السياحة والاصطياف والسفر والترحال مفردات تتكرر في قاموس حديث الأسرة وأحاديث المجتمع وكلام الناس وهذا شيء طبيعي غير مستغرب في عالم اليوم القائم على تلازم الإعلام والاتصالات وتشابك المصالح والعلاقات والاقتصاد والتكتلات.
هذه مقدمة وفذلكة وتمهيد ومدخل للحديث والتحدث عن المنازه والمتنزهات والخضرة والمسطحات وما تقوم به الدولة مشكورة ممثلة في وزارة الزراعة والمياه من تهيئة المشاريع الكبيرة والمفيدة في كل منطقة ومحافظة وناحية واتجاه.
ففي عسير وحائل والطائف والرياض والاحساء وغيرها أشياء جيدة وجديرة بالاستحقاق بعضها يعد ويحصى ويذكر فيشكر فمن هذه المعالم والأعلام وتلك الأسماء والمسميات متنزه عسير، متنزه الاحساء، متنزه سعد، متنزه مشار، متنزه الثمامة، متنزه سيسد، متنزه حريملاء.
كل واحد منها بذل فيه الكثير وأنفق من أجله الأكثر ليكون للوطن معلماً وللمواطن متنزهاً ولضيوف البلاد مقصداً ومزاراً وللاقتصاد الوطني رافداً وعضداً وذخراً ومدخراً.
هذه المشاريع السياحية والمتنزهات الوطنية كم وفرت من ثروات كانت ستذهب واختصرت من متاعب ومشكلات كاد المواطن أن يقع فيها وأهله والرجل المسافر وطفله.
ليس تحت يدي الآن احصاءات وأرقام وقوائم ومعلومات عن حجم المبالغ والثروات مع الأفراد والعائلات الذين يخرجون كل صيف ويسافرون مع كل عطلة أو يفرون في كل فرصة, وهذا حق طبيعي لكل إنسان في الحياة الدنيا، فأنا لا أدعو لمنع الناس وقهر البشر ومصادرة الحريات لكن أطالب بإيجاد البدائل والوسائل للمواطن في الداخل وتيسير الحصول عليها والوصول إليها مع الالتزام التام بطبيعة وتميز المناخ الاجتماعي وخصوصية المجتمع الاسلامي وخاصية العرف والعادة والدين والقاعدة والهوية والاقتناع.
أعود إلى الحديث عن المتنزهات الوطنية العظيمة التي انشأتها وهيئتها مشكورة وزارة الزراعة والمياه فأصبحت بحمد الله في كل منطقة ومحافظة وناحية واتجاه معلماً بارزاً وعلامة يهتدي للوصول إليها القاصد ويحن للرجوع لها الوافد ويتمنى السامع الوقوف بها فالأذن تعشق قبل العين أحياناً.
هذه المتنزهات والمساحات هذه الخدمات والتسهيلات هذه المرافق والحدائق هذه السدود والعرصات هذه الاشجار هذه المنتجعات والديار لمن أوجدت لمن عملت، لمن أنجزت للوطن والمواطن للمقيم والظاعن للمستور والقادر للقانع والمعتر,, إنها عطاء الخالق يحتاج إلى شكر من المخلوق فلا نعبث بها ونسعى في خرابها وإساءة استعمالها أو تحطيمها وإهمالها لقد بذلت فيها جهود وأنفقت أموال وعلقت آمال، فلنتواص بيننا بالمحافظة على كل جهد ولو بسيطاً ونشاط ولو مبتدئاً فالأشياء الكبيرة بدأت صغيرة والمشاريع الضخمة كانت فكرة والغابات العظيمة الملتفة كانت فسائل وشجيرات وقديماً قيل (الطريق الطويلة تبدأ بخطوة) فحافظوا على إنجازات الوطن ومنجزاته, أما هذه المتنزهات الرائعة بحق وصدق فحيوا بالله معي من سعوا في إصلاحها وشدوا على أيديهم فيد الله مع الجماعة وبقاء الأوطان رهان العمل الحضاري والإنجاز الجماعي الذي يخلد تاريخ الانسان رغم طوارق الحدثان وتعاقب الملوان.
أ, عبدالرحمن بن فيصل المعمر
من عصبة الأدباء - الطائف

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
تقارير
عزيزتي
الرياضية
ملحق الطائف
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved