Saturday 24th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 11 ربيع الثاني


الدولة ورعايتها للمباني التاريخية بالطائف

يدشن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود نائب خادم الحرمين الشريفين عدة أعمال ترميم لمبانٍ تاريخية وأثرية في الطائف ضمن حرص ولاة الأمر في بلادنا على الحفاظ على التراث الحضاري للمملكة العربية السعودية، ومن هذه المباني التي سوف يتم تدشينها سد معاوية بن أبي سفيان في وادي سيسد شرقي الطائف، الذي يعد من أهم السدود الأثرية في الجزيرة العربية، لكونه أقدم سد بني في العصر الاسلامي، ولكونه أيضاً مؤرخ بعام 58ه، كما في اللوحة التأسيسية المنقورة على صخرة بجوار السد، ونصها:
السطر الأول: هذا السد لعبدالله معاوية.
السطر الثاني: أمير المؤمنين بانيه عبدالله بن صخر
السطر الثالث: باذن الله لسنة ثمان وخمسين
السطر الرابع: اللهم أغفر لعبدالله معاوية
السطر الخامس: أمير المؤمنين وثبته وانصره ومتع
السطر السادس: المؤمنين به كتب عمرو بن حباب.
كما نقش تحت هذا النص نصان كتابيان يعودان لفترة لاحقة يحملان أسماء أموية.
ويقع هذا السد في نقطة تلتقي عندها السيول في وادي سيسد شرقي الطائف، ويمتد جدار السد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، ويبلغ طوله 58م، وعرضه 4,10م، أما أرتفاعه فيبلغ 8,5م.
وقد شيد هذا السد بجدارين من أحجار مستطيلة الشكل، كبيرة الحجم في شكل مداميك أفقية حشي ما بينها بأحجار الدبش، وتوجد في طرف الجدار الشمالي الغربي من السد قناة مفيض عرضها 7م منقورة في الصخرة، الغرض منها تسريب المياه الزائدة أثناء امتلاء السد بالماء.
ويكتسب هذا السد أهمية كبيرة لدى الدارسين والمؤرخين والباحثين باعتباره من أقدم السدود المؤرخة ليس في الطائف وحدها، بل في الجزيرة العربية كلها.
كما أن أول سد بني في العهد السعودي على مستوى المملكة العربية السعودية، هو سد عكرمة جنوب غرب الطائف، وقد انشىء هذا السد عام 1373ه في عهد صاحب الجلالة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، ويقع هذا السد في قرية الوهط ويبلغ طوله 29م، وعرضه 5م، وارتفاعه 20م، ويحجز أكثر من خمسمائة ألف متر مكعب من المياه، ومن المرجح أن اسم عكرمة الذي سمي به السد هو عكرمة مولى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
ان الطائف يكتنز على مئات المواقع الأثرية، المليئة بالآثار والنقوش والكتابات، كما انه كان به (70) سداً أثرياً، حصرنا منها إلى الآن ما يزيد على عشرين سداً ما بين قائم ومتهدم، لقد كانت هذه السدود الحل العملي لخزن مياه الأمطار لرفع مستوى المياه في الآبار، والاستفادة من مياه هذه السدود في الأوقات التي لا تهطل فيها الأمطار، ضمن سياسة الأمويين لتحويل مجتمع الحجاز من مجتمع رعوي إلى مجتمع زراعي.
د, ناصر بن علي الحارثي
جامعة أم القرى - عضو لجنة المطبوعات

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
تقارير
عزيزتي
الرياضية
ملحق الطائف
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved