Saturday 24th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 11 ربيع الثاني


إلى المفجوع في صديقه
لاتخلط بين صداقة المصالح والصداقة الحقيقية

* عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
الى من رمز لاسمه بإحدى ضحايا الصداقة في المقال المنشور في هذه الصفحة من العدد ذي الرقم 9785 في 1/4/1420ه أهدي هذا التعقيب الذي يعبر عن رأي شخصي فقط وأقول:
ان أهم ما تبنى عليه العلاقات الشخصية بين اي صديقين هي الصدق والصراحة والوضوح في الهدف من هذه العلاقة فمتى كان الهدف اسمى وأعمق من الأهداف الشخصية كانت العلاقة قوية ومتينة لا تهزها عواصف الزمن ولا قسوة الظروف، اما عندما تبنى العلاقة على أهداف معينة سواء من طرف واحد أو من كلا الطرفين فإنها بلا شك بل ومن الطبيعي ان تنهار بمجرد تحقق هذا الهدف.
إن من الآداب العامة بشكل عام وآداب العلاقات الشخصية بشكل خاص الا يكشف احد الطرفين اي سر من أسرار تلك العلاقة او الصداقة بمعنى أصح، عندما يعدد من سمى نفسه بضحية الصداقة ما قدمه لصديقه العرفي من مساعدات وخدمات ومساندة مادية عندما تكالبت عليه الظروف اعتقد ومن وجهة نظري انه أخل بأحد مبادىء الصداقة حتى وإن كان الطرف الآخر صدمه بموقفه السلبي وغير المتوقع هذا اذا كانت العلاقة بنيت على أساس متين وقوي, اما اذا كانت العلاقة مبنية على أساسات هشة فلا غرابة أن يحدث مثل ذلك.
إن ما حدث من صديقه من موقف سلبي معه ليس مقياسا لكل العلاقات بين الأحباب فهناك من تراهم تجمعهم علاقات حميمة ولسنوات طويلة ضحى كل منهم من أجل مصلحة صديقه بأشياء كثيرة من دون ان ينتظر المقابل لانه إنما قدم ذلك بدافع الحب والولاء لصديق العمر وتطبيقا للصداقة الحقيقية التي لا تشوبها شائبة ولا تهزها الرياح العاتية ولا تكالب الظروف ولأن الصداقة الحقيقية تبرز بمعانيها السامية عندما يمر أحدهما بظروف معينة وهذا ما طبقه اخونا الضحية مع صديقه ولكن عندما تكون الظروف مناسبة وفي الرخاء فالغالبية اصدقاء وصدق الشاعر حين قال:
ما أكثر الأخلاء حين تعدهم
ولكنهم في النائبات قليل
ان الدنيا لا تزال بخير ونحن في مجتمع ولله الحمد والمنة مليء بالعلاقات الطيبة والمشاعر النبيلة مع الآخرين وفي مجتمعنا الكثير من العلاقات التي تعد بحق رمزا للوفاء في بلد الوفاء ومقياسا للعطاء في بلد العطاء وأذكر الكاتب العزيز بقول الشافعي رحمه الله:
لا خير في الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
في هذا المجتمع العزيز تجد أكثر من اثنين تجمعهما علاقة ود عريقة تكاد تكون مضرب المثل في العلاقات المتميزة, حياتهما شبه مرتبطة ببعض لا غنى لاحدهما عن الآخر يسافران معا ويحضران ويغيبان معا، يعيشان ظروف الحياة كجزء واحد تجدهما في السراء متلازمين وفي الضراء متماسكين يشد احدهما عضد الآخر بكل ما يملك.
يطبق كل منهما القول المأثور رب اخ لك لم تلده أمك وهذا لا يعني عدم وجود علاقات يبنيها الآخرون مع الأسف على أهداف شخصية ومصالح محددة بمجرد ما ان تتحقق تتضاءل تلك العلاقة حتى تتلاشى تماما فهي أشبه ما تكون بالضباب وقد خرجت عليه الشمس!! لكنها ليست مقياسا, والله المستعان .
داود بن أحمد الجميل
الزلفي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
تقارير
عزيزتي
الرياضية
ملحق الطائف
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved