الرياض - الجزيرة
تعد مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة من اكبر المكتبات التابعة لوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد، فهي من المكتبات الاسلامية المهمة ذات السمة الخاصة التي تجمع بين خصائص المكتبة العامة، ومركز المطبوعات، ومركز البحث العلمي، وهي بحق مركز اسلامي علمي اعلامي كبير، ومفخرة من مفاخر بلادنا الغالية,اوضح ذلك المدير العام لمكتبة الملك عبدالعزيز في المدينة المنورة الدكتور عبدالرحمن بن سليمان المزيني، مشيرا الى ان المكتبة تشهد في الآونة الاخيرة اقبالا متزايدا من جمهور الباحثين والمستفيدين ذكورا واناثا,وارجع ذلك الى التجهيزات الاساسية التي تم ادخالها بالمكتبة مؤخرا، وفتح ابوابها على فترتين صباحية ومسائية، مما كان له ابلغ الاثر في نفوس الباحثين من ابناء طيبة الطيبة، وغيرها من مدن مملكتنا الغالية، الذين يفدون على المكتبة للاستفادة مما تحتويه من نفائس الكتب، والمخطوطات النادرة في شتى العلوم المختلفة.
واشار الدكتور المزيني في هذا الصدد الى ما تحظى به المكتبة من اهتمام خاص من لدن صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود امير منطقة المدينة المنورة - حفظه الله - وما تجده من عناية غير محدودة من معالي وزير الشئون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ - وفقه الله - للنهوض بها الى ارقى درجات الخدمة المكتبية الحديثة، حيث يحرص معاليه على تكرار زياراته لها، ومتابعة شؤون تطويرها الى المستوى الافضل الذي يساعد على تهيئة المناخ العلمي للباحثين وطلاب العلم.
وافاد المزيني ان المكتبة قد اسست في عام 1393ه حيث وضع حجر اساسها الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وافتتحها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - في يوم الثلاثاء السادس عشر من شهر محرم 1403ه وهي تقع على شارع المناخة، وتطل على ساحة المسجد النبوي الشريف من الجهة الغربية.
المبنى والمكتبات الموقوفة
وابان الدكتور المزيني ان مبنى المكتبة يتكون من بدروم وطابق ارضي واربعة طوابق متكررة، تشتمل على: مكتبة المصحف الشريف، والجناح المخصص لمكتبة الشيخ عارف حكمت، وقاعة المخطوطات وقاعة لعرض الجديد من المطبوعات، وخلوات للبحث، وقاعة اطلاع مفتوحة للمجموعات العامة، وقاعة للمجموعات الخاصة المكونة من المكتبات الموقوفة، ومكتبة الاطفال، ومكتبة النساء وقاعة المحاضرات العامة, كما اوضح المدير العام للممكتبة انها تضم ثلاثا وعشرين مجموعة موقوفة تمثل مكتبة المصحف الشريف، ومكتبة الشيخ عارف حكمت، ومكتبة المحمودية، ومكتبة المدينة المنورة العامة، ومكتبات مدارس: الاحسانية، والساقزلي، والشفاء، والعرقانية، والقازانية، وكيلي ناظري، اضافة الى مكتبات: رباط الجبرت، ورباط سيدنا عثمان - رضي الله عنه - ورباط قرة باش، ورباط بشير آغا، ومكتبات لبعض علماء المدينة المنورة امثال: الشيخ محمد ابراهيم الختني، والشيخ عبدالقادر شلبي، والشيخ عبدالرحمن الصافي، والشيخ عمر حمدان، والشيخ محمد نور كتبي، ومعالي السيد حسن كتبي، والشيخ الخضر الشنقيطي، والشيخ عبدالرحمن الخيال، والشيخ عبدالقادر الجزائري.
خدمات المستفيدين
وعن سؤال حول الخدمات التي تقدمها المكتبة لجمهور الباحثين وطلاب العلم، اكد المدير العام للمكتبة انه يتم تقديم خدمات المعلومات من خلال الخدمات التي تقدم داخل المكتبة، وهي تشمل الخدمات المرجعية والارشادية، والإعارة الداخلية، والتصوير، اما الخدمات التي تقدم من خارج المكتبة، فتشمل: الوحدات الطرفية، حيث ارتبطت المكتبة بوحدة طرفية مع مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض؛ لتوفير المعلومات للباحثين بايسر الطرق، وسيتم التوسع في هذا الجانب بحسب الامكانات المتاحة؛ لتشمل مراكز بحوث اخرى لتعم الفائدة بذلك.
كما يتم خدمة الباحثين عن طريق البريد؛ لتزويدهم بالمصورات للمواد المطلوبة، وارسالها على عناوينهم الخاصة,وكذلك يتم عن طريق الهاتف استقبال الاستفسارات البحثية من قبل المستفيدين والرد عليها هاتفيا.
المكتبة النسائية
واشار المزيني في حديثه الى ان المكتبة خصصت للباحثات الفترة المسائية (من الساعة الرابعة عصرا الى العاشرة ليلا) من يومي الثلاثاء والاربعاء ، وتقدم لهن مختلف الخدمات المرجعية والارشادية، وخدمات التصوير، وتقوم بهذه الخدمات موظفات متخصصات ، كما خصصت مكتبة للطفل عبارة عن قاعة تم تزويدها بمجموعة من الكتيبات والقصص الاسلامية التي تتناسب مع ذوق الاطفال وميولهم، وتم تجهيزها بالحاسوب التعليمي الذي يلائم الاطفال من مختلف الاعمار، بالاضافة الى الخدمات المساندة التي تشمل التصوير والتجليد.
الأنشطة الثقافية والعلمية
واورد الدكتور المزيني في حديثه ان اهتمامات المكتبة وانجازاتها لا تقتصر على تنمية موارد المعلومات الوثائقية من مخطوطات وكتب ودوريات ورسائل علمية ومصغرات فيلمية فحسب، بل تمتد لتشمل الفعاليات الثقافية والعلمية المختلفة، مثل: عقد الندوات والمحاضرات والمشاركة في المعارض الثقافية، واستقبال الزائرين،وقد حظيت المكتبة بزيارة عدد من الشخصيات، والوقوف الرسمية والعلمية، وطلاب الجامعات والمدارس من داخل المملكة وخارجها,كما تمت مناقشة عدد من الرسائل العلمية في قاعة المحاضرات التابعة لهذه المكتبة، وشهدت المكتبة - منذ ايام - عقد ندوة المكتبات الوقفية في المملكة العربية السعودية التي افتتحها سمو امير منطقة المدينة المنورة في يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر محرم 1420ه.