Saturday 24th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 11 ربيع الثاني


رأي الجزيرة
مستقبل إقليم كوسوفا

منذ ان توقفت عمليات القصف الجوي ليوغوسلافيا في شهر يونيو الماضي وبدء عودة اللاجئين المسلمين من العرقية الالبانية الى ديارهم في اقليم كوسوفا فان العدد الذي عاد من (960) الف لاجىء لم يتجاوز الْ(500) الف لاجىء!
ويرجع البطء او العزوف عن العودة الى عدة عوامل منها على سبيل المثال لا الحصر:
1 - عدم اكتمال دخول قوات الناتو للاقليم مما يثير مخاوف اللاجئين في دول الجوار وغيرها من دول اوروبا الغربية وامريكا وكندا ·خاصة مع وجود جيوب صربية يمكن ان تتسبب في اثارة اعمال عنف جديدة.
2 - افلاس الرصيد المالي المخصص لبرنامج اعادة اللاجئين حيث شكت الوكالة الدولية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة مراراً من ضيق ذات يدها, ودعت اكثر من مرة الدول المانحة للمبادرة الى تقديم الأموال اللازمة لتحقيق عودة آمنة للاجئين وتشجيع المشردين الالبان المختبئين في الجبال والاحراش على العودة الى ديارهم.
3 - اغراءات الحياة المعيشية الميسرة مع اسباب الرفاهية التي وجدها آلاف اللاجئين الذين كان من حسن حظهم وسوء حظ وطنهم انهم يقيمون الآن في الولايات المتحدة الامريكية وفي كندا والمانيا وبريطانيا وفرنسا وهولندا وغيرها من دول اوروبا الغنية وذات المستويات المعيشية المرفهة، مع تخييرهم بين الرغبة في البقاء حيث يقيمون او العودة الى كوسوفا!
4 - غموض الرؤية السياسية لمستقبل الاقليم اذ يرفض قادة حلف شمال الاطلسي منح سكانه حق تقرير المصير في استفتاء يعني - بضرورة - اختيار الاستقلال التام عن البقاء في اطار يوغوسلافيا التي لم يتبق في اتحادها سوى صربيا ومونتينيغرو والاخيرة تتصاعد منها نغمة الرغبة في الانفصال والاستقلال التام عن الاتحاد مع صربيا.
والنقطة الاخيرة جديرة بالاهتمام اذ ان قادة حلف شمال الاطلسي يظهرون تشجيعا لرئيس مونتينيغرو على اتجاهه السياسي نحو الانفصال عن صربيا.
وليس واضحاً عما اذا كان هذا التشجيع جزءاً من استراتيجية الحلف للضغط على الرئيس اليوغوسلافي ميلوسيفيتش للاستقالة او الضغط على شعب صربيا لمواصلة انتفاضته ضده.
ولس واضحاً ايضاً ما اذا كان رئيس الجبل الاسود سيستمر في طلب الانفصال عن صربيا اذا ما تمت ازاحة ميلوسيفيتش من الرئاسة وايضا غير واضح ما اذا كان قادة الناتو سيستمرون في تشجيعه على ذلك او يتراجعون عن هذا التشجيع بحيث تبقى جمهورية الجبل الاسود في اطار اتحاد يوغوسلافيا وبالتالي ابقاء اقليم كوسوفا ضمن الاتحاد اليوغوسلافي مع منحه الحكم الذاتي الموسع الذي اقر في محادثات رامبوييه بفرنسا.
رؤية مستقبل كوسوفا ستكون اكثر وضوحا بعد معرفة مصير ميلوسيفيتش والوضع الذي ستكون عليه جمهوريرتة الجبل الأسود.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
تقارير
عزيزتي
الرياضية
ملحق الطائف
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved