ليس للمشكلة طبيب إذا كان مصدرها جاراً قريباً!!

قال لي صديقي: لقد تنمر عليّ جاهل لا يقيد لسانه ادب, ولا يرتفع بجهله حسب ولا يصطحب الحكمة الى أرب.
قلت له: دعه وشأنه,, قال: ما هو الا كالكلب ان حملت عليه لهث وان تركته نبح, قلت له: ان لم يكن جارا لك ولا قريبا تجمعك به الظروف التي تلم شمل الاقرباء عادة فليس لتذمرك من تنمره مبرر يبلغ بك الضجر من سوء طبعه وسيىء خلقه!!, فتأوه وقال: ليت الامر كذلك, ففهمت ان المتنمر عليه كما يقول قريب وجار في آن واحد وانني قد اصبت من وصف حاله معه مقتلا, ولذا فانه لابد لي من الخروج به من تلك الدائرة فكان اقرب شيء الى تفكيري هو الرمز له بنصف بيت شعر يقول لا الدار داراً و الجيران جيرانا ثم عقبت عليه قائلا: ان النصف من البيت يفتح لكل متحير طريقا يبتعد من خلاله عما لا يتفق ومنهجه في الحياة ، او هو بعبارة اوضح خرطوم ماء بارد يقي من لهب الحريق الذي يتسبب في اشعاله, جاهل لا يعرف مدى الخسائر المعنوية قبل المادية التي تلتهمها ألسنة النار التي يطرب لرؤيتها الاطفال البعيدون عن حرارة وهجها ومن في مستواهم العقلي ممن توهم هيئتهم انهم بلغوا مبلغ الرجولة بينما واقعهم يعكس ذلك الايهام,, قال: بل هي وصفة طبيب ولكنها جاءت بعد استفحال الداء فعقم مفعول الدواء، فعلمت ان الامر فوق ما كنت اتصوره فقلت له: لك في تجارب الآخرين عبرة والسعيد من اتعظ بغيره والمثل الشعبي يقول اسأل مجربا ولا تسأل طبيبا فلزم الصمت وكأنما هو يقول لي : هات لي مجربا!! ولانني اعرف ان له ذوقا رفيعا في منهج الشعر طفت بخاطرتي فيما كنت قرأته عن الترفع عن الجهلة ومن لصفات الحيوان في تصرفهم صفات فقلت له اسمع هذه الابيات من قصيدة للشاعر احمد الصافي النجفي فلعل فيها ما يريح نفسك اذا علمت ان هناك من يشاركك المشكلة وانك لست وحدك الذي تنمر عليه وانما هناك اناس يشكون شكواك, يقول النجفي:

أطيق بأن ارى حتى اللئاما ولكن لا اطيق ارى الطغاما فأغضي عنهمو ان يعرضوا لي وان يك عد اغضائي انهزاما فان عداوتي علق ثمين فما احبو بها الا العظاما وان عداوتي كالحب تنمى الى روحي أأمنحها السواما؟ ترفع عنهمو حبي وبغضي فلا مدحا اسوق لهم وذاما اجنب ناظري عنهم كأني ارى الاقذاء فيهم والهواما وكم لعداوتي من يدعيها ليلقى الجاه فيها والمقاما اذا قالوا عدوك ذا فلان فلست مجيبهم الا ابتساما