سقسقة:
حصاد السنة بطولها يتوقف
على الربيع الذي يتم فيه البذار
- حكمة عالمية -
* * *
كنت اتمنى لو أن الجهات المختصة في الرياض قبل ان تجرى مع امانة مدينة الرياض دراسة حول سلبيات المقاهي واضرارها الاجتماعية على الشباب لينتج عنها قرار باغلاق تلك المقاهي عند الساعة الثانية عشرة ليلاً، ان تدرس الآثار السلبية المترتبة على وجود وقت فراغ كبير لدى الشباب وعدم وجود البدائل لتلك المقاهي.
وعلينا الا نخدع انفسنا ونعتقد ان الشباب لن يسهر وسينام مبكرا في الصيف وفي وقت العطلة الصيفية هذا اذا كان الشباب في وقت الدراسة سينام باكرا.
اذن ما جدوى اغلاق المقاهي باكرا؟! لن اتحدث عن الخسارة المادية والتي قدرت مبدئياً بحوالي خمسة ملايين ريال, لكنني سأتحدث عن الخسائر الاجتماعية، بالتأكيد لم يجانب الصواب قرار الجهات المختصة بمنع بث القنوات الفضائية فهذا موضوع يحتاج الى رقابة داخلية اسرية اولا ثم رقابة خارجية مجتمعية ولكن اناقش جدوى منع الشباب من السهر في تلك المقاهي التي هي اجدى بالطبع من التسكع في الشوارع او الاسواق ومتابعة النساء وملاحقتهن في كل مكان على الاقل فان هذه المقاهي اماكن عامة ومفتوحة امام العابرين .
بينما يكمن الخطر في سهر الشباب مجتمعين دون رقابة في الاستراحات او بعض الشقق الخاصة خصوصاً اذا كانوا من فئة المراهقين والذين تسمح لهم اسرهم او لا تعلم عن موعد عودتهم الى المنزل.
اننا وسط قلة وسائل الترفيه المشروعة اجتماعيا ننادي بأهمية ان ننتشل الشباب من مستنقع الفراغ الذي يتسبب في معظم مشاكل الانحراف وان نوجد لهم بدائل جيدة وتناسب تفكيرهم وطموحاتهم وتحد من النزق الذي تتسبب في ايجاده الاسرة من خلال التسيب والاستهتار الذي ينشأ عليه الشاب, هي مسئولية المجتمع ان يكمل دورا ناقصا لم تستطع الاسرة ان تنجح في انجازه وهي مسئولية المجتمع في ايجاد متنفس للشباب كجزء من دوره في تنمية الشخصية الفردية وتجديد آمالها للاستناد عليها كثروة شبابية تساند المجتمع وتدعم آماله, لذلك بدلا من ان نقفل المقاهي في الرياض الساعة الثانية عشرة ليلا علينا ان ندرس امكانية جذب الشباب الى المقاهي العامة وفق الضوابط المشروعة لانتشالهم من التسمر حول شاشات القنوات الفضائية والاتصال بالمذيعات هاتفيا ومغازلتهن على مسامع الملأ او الانكباب على المحادثات عبر الانترنت والقائمة ملأى بالمغريات التي ندفع اليها الشباب اذا ما سددنا ابوابنا في وجهه.