بين يدي عدد مجلة التايم الامريكية - النسخة والطبعة الاوروبية - الصادرة يوم الاثنين 19/يوليو/1999م (6/4/1420ه) وقد خصصت الموضوع الرئيسي في هذا العدد وهو موضوع الغلاف للحديث عن موضوع صحي او طبي.
لقد كان موضوع الغلاف في التايم عن الكلسترول والجديد من الاخبار حوله وما هي الاطعمة المؤدية الى المزيد من الكلسترول؟ وما هي الاطعمة التي لها تاثير اقل او ليس لها اي تاثير على الاطلاق؟
وفي داخل العدد خصصت هذه المجلة المرموقة اكثر من عشر صفحات وبالتحديد احدى عشر صفحة للحديث عن كل جديد في هذا المرض وفصلت الحديث حول كل الاطعمة ذات العلاقة بالكلسترول.
لقد كان المنشور عن الكلسترول مفصلاً بما فيه الكفاية بل ان المجلة تحدثت عن اطعمة مثل زيت الزيتون والثوم وانواع من الاسماك وحتى المكسرات,, وغيرها من جوانب عديدة مثل: ماذا كان الناس يعتقدون حولها؟ وماذا يقول الاطباء الآن؟ وماذا نعمل الآن؟ واخيراً تم اعطاء درجة او علامة لكل نوع من انواع الأطعمة.
الاعلام بوسائله المسموعة والمقروءة والمرئية مهم جداً ويعتمد عليه الكثير من المتلقين رجالاً ونساءً شيوخاً واطفالاً,, بل ان عددا غير قليل من المتلقين (المشاهدين والمستمعين والقراء) يصدقون كل ما يصدر من هذه الوسائل,.
والصحة مهمة لكل انسان وخصوصاً لمن يعانون من اي اعراض مرضية فهؤلاء بالذات يحرصون على متابعة كل ما ينشر عن الصحة وعن المرض الذي يعانون منه ويتمسكون ولو بقشة صغيرة من اجل معرفة كل صغيرة وكبيرة عن الجديد حول مرضهم.
من هذه العلاقة بين ما ينشر عبر وسائل الاعلام عن الصحة والمرض وبين مشاعر المتلقي سليماً كان او مريضاً وجب على وسائل الاعلام معالجة مثل هذه الموضوعات بالكثير من الحذر والدقة والحرص على عدم نشر اي معلومات طبية الا بعد التأكد من كل المعلومات وسلامتها وذلك بالاستعانة بالمتخصصين من الأطباء.
ان ما تقوم به بعض وسائل الاعلام وخصوصاً في بعض الدول النامية من نشر موضوعات طبية او لها علاقة بالصحة والمرض بشيء من الاختصار أوالسلق له ردود فعل سيئة على المتلقي وبالذات الذي لديه بعض الاعراض المرضية.
مثلاً الحديث وبكل بساطة عن العلاقة بين ابراج الضغط العالي الكهربائية ومرض السرطان او نشر معلومات غير دقيقة عن فائدة هذا الطعام او ذاك على الصحة او دوره في معالجة هذا المرض او ذاك.
المطلوب من وسائل الاعلام عندما تتحدث عن امور الصحة والمرض اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة ليكون الموضوع شاملاً وواضحا ودقيقاً بما يكفل احاطة المتلقي بمعلومات واضحة كل الوضوح لان الحديث عن صحته، وهل هناك اغلى من الصحة؟
د, محمد بن سليمان الأحمد