كان مصدر ثقافة الشاعر في الأزمان السابقة هي المجالس بالدرجة الاولى حيث فيها تدور الأحاديث حول الشعر وتجري المناظرة بين الشعراء.
وتروى نوادر القصص والقصائد التي توسع مدارك الشاعر وتضيف الى مخزونه اللغوي مفردات جديدة.
ولأن من يجيد القراءة والكتابة هم القلة النادرة فان القراءة تأتي في المركز الثاني كمصدر اثراء فكري للشاعر.
اما اليوم فقد استجدت وسائل كثيرة تنوعت من خلالها مصادر الثقافة للجميع وليس للشعراء فقط,, لكنها لم تلغ دور المجالسة بالنسبة للشاعر الشعبي لأن الأدب الشعبي في عمومه هو أدب شفاهي ودور المجالس الآن خاصة مجالس الشعراء ومتذوقي الشعر هي زيادة ثقافة الشاعر بأصول الشعر الشعبي,, واساليبه الاصيلة التي يستفيد منها من يسعى الى تجديد وتطوير الشعر الشعبي,, كما يستفيد منها الشاعر المبتدىء.
ذلك ان المجالس للشاعر هي كجمهور المسرح للفنان حيث تظهر الانطباعات مباشرة وعفوية لنجاح العمل او عكسه.
اما من يكتفون بمخاطبة الناس من وراء ستار - اي من خلال النشر فقط - فهم لا يعتبرون قدوة ولن يتمكنوا من تطوير مواهبهم بل يتوقفون عند اول نقاط الشهرة والأمثلة اكثر من ان يتسع لها هذا الحيز وفي ادراك القارىء ما يغني عن ذلك.
** فاصلة:
المجالس,, مدارس!! .
** آخر الكلام:
للشاعر الكبير سمو الأمير عبد الله الفيصل:
ليتني ما شفت في عينك دموع منظر الدمعة على خدك هلاك يا مضوي في دجى عمري شموع الحزن ما خلق لعيون الملاك |
وعلى المحبة نلتقي.
الحميدي الحربي