بعد غد السبت تنطلق بطولة القارات لكرة القدم في المكسيك بواحدة من اقوى مواجهات البطولة حين يلتقي الفريقان البرازيلي والالماني وجهاً لوجه ضمن منافسات المجموعة الأولى.
وقد تواجه البرازيل حرجاً في هذا اللقاء كما تشير التوقعات، إلا ان المهم بالنسبة لنا ليس حرج البرازيل حاملة اللقب، ولا المنافس الالماني المرشح للعودة الى المنصات في البطولات العالمية المقبلة بدءاً بهذه البطولة,, ولكن المهم بالنسبة إلينا هو ماسيكون عليه وضع منتخب المملكة الذي كما هو معروف سيشارك ضمن فرق المجموعة الثانية بوصفه بطلاً لقارة آسيا إلى جانب منتخب المكسيك الشرس الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره، ومنتخب مصر بطل القارة الافريقية,,وهو فريق غني عن التعريف تحت قيادة مدربه المصري محمود الجوهري، ومنتخب بوليفيا اقل الفرق المنضوية تحت هذه المجموعة حظاً في الترشيح.
هناك ثلاثة ايام قبل بدء منتخبنا مهمته رسمياً في هذه البطولة الدولية بمباراته المنتظرة امام فريق البلد المنظم (المكسيك),,وهو الفريق الأكثر استقطابا لترشيحات المتابعين للتأهل من هذه المجموعة لاعتبارات فنية ونفسية,, وربما كان بالفعل اقوى فرق المجموعة,, لكن الجيد في الأمر ان لقاءه بمنتخبنا يأتي في عقاب بطولة كأس امريكا الجنوبية حيث تكشفت آخر أوراق المنتخبات الامريكية الجنوبية وفي مقدمتها البرازيل والمكسيك 0 حسبما يهم المشاركين في بطولة القارات - ولأن مباراة الاحد المقبل (ايضا) هي اول مباراة رسمية لمنتخب المملكة تحت قيادة مديره الفني الجديد,, التشيكي الجنسية ميلان ماتشالا,, فانها اول اختبار رسمي حقيقي لماتشالا!!
منذ شهر انتهى المعسكر الإعدادي لمنتخبنا في أبها، وكان ختام برنامج ذلك المعسكر ,, تلك المباراة التي خسرها المنتخب هناك امام منتخب ليتوانيا بهدف في الدقيقة الرابعة من بداية المباراة, ويومذاك أكد سمو الأمير سلطان بن فهد نجاح خطة الإعداد, واستعداد المنتخب للمشاركة في البطولة العالمية في المكسيك,, كما اعرب التشيكي عن ارتياحه لأداء اللاعبين في المباراة رغم الخسارة.
قبيل الانتقال الى المعسكر الخارجي الذي بدأ قبل شهر من انطلاق منافسات كأس القارات,, أعرب المدرب عن عدم سعادته بأداء اللاعبين في معكسر أبها (!!) وخصوصا المنضمين حديثاً للمنتخب!! على حد قوله (حسبما نشر يوم السبت 26/6/1999م) منوها بنجاح المعسكر من حيث التجهيز استجابةلحرص المسؤولين وتهيئتهم كل السبل والإمكانات امام اللاعبين والجهازين الاداري والفني.
خلال فترة الإعداد الخارجي,, يفترض ان يكون ماتشالا قد تخلص من الآثار السلبية التي كشفها معسكر أبها، ورسخ ما كشف المعسكر من إيجابيات، وبني عليها,, كما يفترض ان يكون قد أعد العدة للمنافس المكسيكي الشرس الذي لانتذكره بخير (خاصة بعد خمسة الرياض في منافسات بطولة القارات الماضية!),, فهو حتماً اطلع على واقع اداء الفريق في بطولة امريكا الجنوبية وربما حفظ طريقته, واسلوبه، ومصادر قوته، وثغراته، ونقاط ضعفه,, وهذا هو العزاء المنتظر في ظل ما أتت عليه الظروف المواتية في هذه المناسبة,, فيما يبدو منتخبنا غامضاً في ظل إدارته الجديدة، وتشكيله الجديد حتى على جمهوره السعودي فضلاً عن المكسيكيين أنفسهم,, غير ان الطرف المكسيكي يظل يحتفظ بعاملين محفزين,, الأول: كفاءته كفريق منظم، ومؤهل، وقادر على مقارعة الفرق الكبيرة كما فعل امام المنتخب البرازيلي منذ اسبوعين,, اما العامل الإيجابي الثاني,, فهو خوضه مباريات المنافسة على ارضه وبين جماهيره,, وهذا وقود معنوي كبير لايستهان به، ولايخفى في حساب المدربين الكبار!.
البداية صعبة جداً لمنتخبنا,, لكنها فرصة مواتية لمفاجأة هذا المنافس القوي قبيل التفرغ للمنافسين الاقل صعوبة منه في تقديرات المتابعين,, وجيد ان تتاح لمنتخبنا مقابلة الفرق الأخرى الغامضة بعد مشاهدتها,, وهي ميزة مشتركة بيننا وبينهم,, غير ان التخلص من الهم المكسيكي منذ البداية سيكون مصدر انطلاقة حقيقية لمنتخبنا ان أحسن لاعبونا التعامل مع ظروف اللقاء.
لقاء المكسيك في أولى مباريات بطولة القارات أشبه مايكون بامتحان مادة الرياضيات في بداية امتحانات نهاية العام الدراسي!,, وهو بالفعل امتحان قوي لماتشالا بالقميص الأخضر!.
عبد الله العتيبي