عزيزتي الجزيرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كل من كتب عن قضية السعودة مدافعا او غير ذلك ذكر حاجزين هامين وربما كانا الاساسيين حالا دون توظيف المواطن في القطاع الخاص وهما اجادة اللغة الانجليزية واجادة التعامل مع الحاسب الآلي.
فانني عبر هذا المنبر الاعلامي المهم جريدة (الجزيرة) الموقرة اود ان اورد بعض المقترحات تتخللها بعض الاماني حول قطاع التعليم هذا القطاع الحيوي المهم فقد كتب كثيرون ومن لهم باع طويل في التربية والتعليم سواء من تطرق للمناهج او طريقة التدريس وربما منهم من سلط الضوء على نفس هذا الموضوع من منظور آخر او من نفس المنظور ولكن اود ان ادلي بدلوي في هذا المجال فان اصبت فهذا المرجو وان اخطأت فاستميحكم عذرا في ذلك واستهل ذلك بسؤال يطرح نفسه من المسؤول عن هذين الحاجزين اللذين حالا دون توظيف المواطن في القطاع الخاص؟ ان الاجابة على هذا السؤال من وجهة نظري تقع على عاتق التعليم بشكل عام لانه هو المسؤول عبر مؤسساته التعليمية المختلفة (الابتدائي والاعدادي والثانوي) عن عملية التنشئة وبشكل خاص على عاتق المعلم نفسه فيما يتعلق بمنهج اللغة الانجليزية فالمناهج في هذه المادة جيدة ولكن بعض المدرسين يقدمون تنازلات في هذه المادة اكثر من غيرها اما مسايرة للجو المدرسي ورغبات الطلاب او اعتقادا من البعض بأنها غير مهمة وان من يرغب الاستزادة منها يتجه للتعليم المتخصص في هذا الفرع من المعرفة وبناء على هذه الرؤى او التوجهات ترى البعض يقدمونها للطلاب باللغة العربية ولم يبق لهذه المادة الا الاسم وكذلك الاسم يكتب احيانا باللغة العربية وبذلك اصبح وجود هذه المادة في مدارسنا مثل عدمه وقد ينهي الطالب المرحلة الثانوية ولم يكتسب من هذه المادة الا القليل من دراسته في هذ المرحلة وبعد الايمان بالفروق الفردية لا اكاد ابالغ ان قلت ان البعض لايعرف ربط افعال الكون (الافعال المساعدة) مع ما يناسبها من الضمائر.
وقد يكون المدرس معذورا في ذلك لانه لم يتم اعداد الطالب مسبقا وفي سن مبكرة لهذه المادة (في المرحلة الابتدائية واقترح الآتي:
اولا: تدريس مادة اللغة الانجليزية في المرحلة الابتدائية من خلال مناهج ميسرة تتناسب مع سن الطلاب في هذه المرحلة ولاسيما إن السن المبكرة اكثر ملاءمة لتعلم اللغات وبالتالي ينشأ الطالب متمكنا من هذه اللغة فلا يجد صعوبة في مستقبل دراسته وتصبح هذه المادة مألوفة في المرحلة التي تلي المرحلة الابتدائية بالاضافة الى قصر تدريس هذه المادة على السعوديين وهذا ليس قصورا في الاخوة الوافدين ولكن ابناء الوطن اقدر من غيرهم على تلمس نقاط الضعف في هذه المادة بحكم طبيعة البيئة الاجتماعية والخبرة المشتركة.
ثانيا: ادخال مادة الحاسب الآلي في المرحلة الابتدائية والاعدادية حيث اننا نعيش عصر الكمبيوتر في كافة نواحي الحياة المختلفة والتعامل مع هذه التقنية اصبح امرا حتميا فلابد من ان نهيىء ابناءنا للتعامل معها منذ نعومة اظفارهم لنواكب متطلبات هذا العصر الالكتروني البحت.
ثالثاً - اعطاء هذين المنهجين فرصة اكبر مما هو معمول به الآن لانهما قد تكونان مرتبطتين بعضهما ببعض فلا يتم التعامل مع الحاسب الآلي دون معرف ولو بسيطة باللغة الانجليزية.
رابعا: تكثيف هذين المنهجين في المرحلة الثانوية بشكل اكبر مع التركيز على الجانب التطبيقي في مادة الحاسب الآلي لان من الثابت ان التعليم المقترن بالممارسة والتدريب اثبت من غيره بالاضافة الى عدم خلط اللغة العربية باللغة الانجليزية في هذه المرحلة بالذات مهما تكن الاسباب والدوافع وان يحرص المعلم كل الحرص على ان تكون المناقشات فيما يتعلق بهذه المادة في الصف باللغة الانجليزية لتعويد الطلاب على ممارسة المحادثة بهذه اللغة.
خامسا: عقد دورات تدريبية لتنمية مهارات المعلمين في هذه المادة وخصوصا حديثي العهد بالتعليم.
سادسا: تكليف بعض المدارس في كل مرحلة بالإجازات المدرسية بعقد دورات قصيرة الامد لطلابها في هذين المنهجين سواء بلا مقابل او مقابل رسم جزئي كما يحدث في مجاميع التقوية وبذلك نستغل وقتا مهدرا بما يعود على الطلاب بالفائدة.
سابعا واخيراً: نحن ندرك مدى حرص المسؤولين في قطاع التعليم على مصلحة ابناء هذا الوطن الغالي كما ندرك تماما انهم لم يقدموا على اي خطوة في هذا المجال الا بعد دراسات مستفيضة وتجارب عملية تثبت ايجابيتها ولكن هذه بعض الملاحظات التي نأمل من المسؤولين في هذا القطاع ان تؤخذ في الاعتبار واخص في ذلك تعليم البنين فقط، انما للرجال نصيب وللنساء نصيب.
الرمضي قاعد الصقري
عرعر