شكوك مصرية,, ومخاوف فلسطينية في النوايا الإسرائيلية القدس والمستوطنات ووايت بلانتيشين تفضح خطط باراك السلمية!! |
* القدس المحتلة- وفاء عمرو- رويترز
سعى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى فتح قنوات اتصال مع زعماء فصائل فلسطينية تعارض اتفاقاته للسلام مع اسرائيل بينما حث رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد ايهود باراك على التنفيذ السريع لاتفاقات مبرمة.
وقال نبيل عمرو وزير الدولة للشؤون البرلمانية الفلسطينية ان عرفات سيجتمع قريبا مع جورج حبش ونايف حواتمة زعيمي جماعتين مقرهما سوريا قطعتا الاتصالات مع عرفات بعد التوصل لاتفاق السلام المؤقت مع اسرائيل في 1993.
واكد متحدث باسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ان اتصالات تجري للترتيب لعقد اجتماع لكنه اضاف انه لم يتم بعد الاتفاق على موعد ومكان عقد الاجتماع.
ونفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة جورج حبش ان يكون زعيمها يخطط للقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وقال ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية والمتحدث باسمها لرويترز ان مثل هذا الاجتماع بين زعيم الجبهة جورج حبش وعرفات لا يمكن ان يتم الا اذا تخلى عرفات عن اتفاقات السلام المخزية وكف عن تقديم التنازلات لاسرائيل.
وذكر محللون ان عرفات يحاول ازالة الخلافات مع معارضيه في دمشق خشية ان يواجه الفلسطينيون ضغوطا بعد احياء التحالف الامريكي الاسرائيلي بخصوص عملية السلام في الشرق الاوسط.
وصرح عمرو لرويترز بأن الرئيس عرفات سيجتمع بشكل منفصل مع حبش وحواتمة في القاهرة ربما في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقال عبدالرحيم ملوح المسؤول بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في وقت سابق ان الجماعة اليسارية بدأت اتصالات الشهر الماضي لاستئناف الحوار مع عرفات لكن موعدا لم يتحدد بعد لاي اجتماعات.
اما قيس السامرائي المسؤول بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فذكر ان الاجتماعات بين عرفات وحبش وحواتمة كان من المقرر ان تجري العام الماضي ضمن محادثات الوفاق الفلسطيني ولكنها تأجلت عدة مرات.
ويأتي الحديث عن الاجتماعات بعد اشارات بأن سوريا التي ابدت استعدادا للتفاوض على السلام مع اسرائيل قد تسعى الى تقييد انشطة الجماعات الفلسطينية المعارضة لخطوات السلام التي يتخذها عرفات مع اسرائيل.
ويشعر الفلسطينيون بالقلق من ان يسرع رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد ايهود باراك في بدء عملية السلام مع سوريا ولبنان على حساب محادثات الوضع النهائي المقررة مع عرفات والتي من المقرر ان تتناول قضايا حساسة مثل وضع القدس واللاجئين والحدود.
وحدد باراك خلال محادثاته في واشنطن مع الرئيس الامريكي بيل كلينتون مدة 15 شهرا فترة سيتضح خلالها ما اذا كانت المنطقة ستتوصل الى سلام شامل.
لكن عرفات قال لدى عودته الى غزة قادما من القاهرة ان هذه الفترة طويلة جدا.
وقال عرفات للصحفيين ان الفلسطينيين لا يوافقون على هذا مشيرا الى رغبتهم في التنفيذ الفوري لما تم الاتفاق عليه والى انه من غير المنطقي اهدار المزيد من الوقت مع الحكومة الجديدة.
وقال مسؤولون ومحللون فلسطينيون ان وجود زعيم اسرائيلي مستعد للتنازل عن اراض مقابل احلال السلام يجعل من الصعب على الفلسطينيين حشد مساندة دولية لقضيتهم.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو الذي هزم امام باراك في الانتخابات الاسرائيلية دفع الرئيس الامريكي بيل كلينتون الوسيط الرئيسي في عملية السلام الى علاقة اوثق مع عرفات.
والان ومع مطالب باراك بتقليص دور واشنطن يعتقد الفلسطينيون انهم قد يتعرضون لضغوط لتقديم تنازلات جديدة.
وقال مسؤولون فلسطينيون ان محمود عباس كبير المفاوضين الفلسطينيين اجتمع في واشنطن مع مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية التي اطلعته على نتائج زيارة باراك.
واوضح مسؤول امريكي ان عباس المعروف باسم ابو مازن جرت طمأنته الى انه لن يتم التخلي عن الفلسطينيين .
رفض فلسطيني لفكرة الدمج
من جانبه، شدد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات على رفض السلطة الوطنية لفكرة الدمج بين تنفيذ اتفاق واي ريفر ومفاوضات التسوية النهائية .
وقال عريقات في حديث اذاعي ان الجانب الفلسطيني كان يتوقع من الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء الاسرائيلي خلال مؤتمرهما الصحفي ان يحددا جدولا زمنيا وخطة عمل لكيفية تنفيذ الاتفاقات الموقعة .
واضاف عريقات ان الجانب الفلسطيني كان يتوقع من باراك كذلك ان يعلن عن وقف الانشطة الاستيطانية بجميع اشكالها في الاراضي الفلسطينية والالتزام بتنفيذ اتفاق واي بما يشمل الانسحاب من 18,1 في المائة من مساحة الضفة الغربية واطلاق سراح المعتقلين وافتتاح الممر الآمن وتشغيل الميناء وتنفيذ الاستحقاقات الاقتصادية وما تبقى من بروتوكول الخليل .
ووصف عريقات بيان الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء الاسرائيلي بأنه ارتكز الى العموميات ولم يتطرق الى تفاصيل والتزام واضح بتطبيق اتفاق واي دون شروط او مبررات .
وشدد عريقات على ان تطبيق بنود اتفاق واي لا يحتاج الى اعادة تفاوض وان الطلب باعادة التفاوض او التعديل او الدمج هو امر غير مقبول اطلاقا متسائلاً كيف يتم الحديث عن دمج لقضايا تم الاتفاق عليها مع قضايا بحاجة الى مفاوضات .
اخيراً نقلت صحيفة الايام الفلسطينية في عددها الصادر يوم الثلاثاء عن نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني قوله ان اجتماعا سيعقد بين عرفات وباراك بعد عودة الاخير من زيارته الحالية للولايات المتحدة الامريكية .
واضاف ابو ردينة ان القيادة الفلسطينية تنتظر السماع من باراك عن برنامجه للحركة باتجاه تنفيذ الاتفاقات الموقعة .
وخلال لقائهما الاول الذي عقد في الحادي عشر من الشهر الجاري عند معبر ايريز على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل اتفق عرفات وباراك على اللقاء مجددا لكن موعدا لم يحدد لهذا اللقاء.
شكوك مصرية
اما مصر فقد ابدت قلقها بشأن استعداد الحكومة الاسرائيلية الجديدة لتنفيذ اتفاقات السلام التي ابرمتها الدولة اليهودية مع الفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى للصحفيين عقب حضوره جلسة محادثات بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة يوم الثلاثاء هناك شكوك الان,, وقد بدأت تظهر هذه الشكوك حاليا في مدى مصداقية وفعالية التحرك نحو السلام .
ولم تنفذ اسرائيل حتى الان اتفاق واي ريفر الذي وقعه عرفات ورئيس وزراء اسرائيل السابق بنيامين نتنياهو بوساطة امريكية في اكتوبر تشرين الاول الماضي, وجمد نتنياهو الاتفاق في ديسمبر كانون الاول متهما الفلسطينيين بعدم الوفاء بوعودهم الامنية.
وقال موسى نرجو ان نطمئن ان الاتفاقات سوف تنفذ وان الاستيطان سوف يتوقف واننا سنتحرك نحو عملية سلام حقيقية .
ويتفادى رئيس وزراء اسرائيل الجديد ايهود باراك اي التزام بتنفيذ اتفاق واي ريفر كاملا بصيغته الحالية, مفضلا فيما يبدو دمجه في محادثات الوضع النهائي التي تتطرق الى قضايا شائكة مثل الحدود والمياه والقدس واللاجئين والمستوطنات.
ونسب الى باراك ابلاغه الرئيس الامريكي بيل كلينتون خلال الزيارة التي اختتمها لتوه لواشنطن ان اسرائيل لن تنسحب الى الحدود التي كانت لها قبل استيلائها على الضفة الغربية وغزة في حرب 1967.
ومن بين الخطوط الحمر الاخرى التي وضعها باراك ان القدس ستظل موحدة تحت حكم اسرائيل وان المستوطنين اليهود سيبقون في مستوطناتهم بالضفة الغربية, وقال كذلك انه لا يتوقع عودة اللاجئين الفلسطينيين.
وقال موسى ان مثل هذا الكلام يعزز الشكوك في التزام اسرائيل بالسلام مع جيرانها العرب.
وقال وزير الخارجية المصري ان ما تواتر عن التردد في تنفيذ اتفاقية الواي ريفر وكذلك ما تردد ايضا حول الاستيطان يطعن مصداقية العمل السياسي بأكمله وعملية السلام بأكملها .
وتعهد باراك باحياء جهود السلام التي توقفت خلال فترة رئاسة نتنياهو للحكومة الاسرائيلية.
البيان الأمريكي الإسرائيلي
وجاء في بيان امريكي اسرائيلي مشترك يوم الاثنين ان الجانبين اتفقا على بذل جهود سلام مكثفة على جميع المسارات.
وصرح مساعد كبير لباراك بأن المفاوضات السورية الاسرائيلية يمكن ان تستأنف خلال اسابيع.
وقال داني ياتوم امين مجلس الوزراء الاسرائيلي امل ان ننجح بالتعاون مع الجانب السوري في التوصل الى الترتيبات المناسبة بما يسمح بجلوس الوفدين السوري والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات في اقرب وقت ممكن .
وقال اعضاء اربعة فصائل فلسطينية معارضة لاتفاقات السلام مع اسرائيل وتتخذ من دمشق مقرا لها ان عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري طلب منها التخلي عن النضال المسلح لان سوريا عازمة على التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل.
ترحيب سوري
من جانبه رحب راديو دمشق الحكومي يوم الثلاثاء بتصريحات الرئيس الامريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك التي اعلنا فيها العزم على دفع مسيرة السلام في الشرق الاوسط الا انه قال ان دمشق تنتظر ترجمة الاقوال الى افعال ملموسة على الارض.
وقال الراديو لابد من الاشارة هنا الى ان السلام لا يمكن صنعه بالامنيات والنيات وانه لا بديل عن ترجمته الى وقائع على الارض وحقائق تعيد ثقة بلدان المنطقة بالعملية السلمية التي توقفت على مدى ثلاث سنوات .
وفي اشارة نادرة تعلن ادراك سوريا ان اسرائيل اكدت التزامها بالسلام قال الراديو اختتمت المباحثات الامريكية الاسرائيلية بتأكيد التزام واشنطن وتل ابيب بدفع عملية السلام في الشرق الاوسط على كافة المسارات .
وفي اشادة نادرة بالرئيس الامريكي قال الراديو ان بيل كلينتون كان قد تدخل سابقا مرات عدة من اجل انقاذ عملية السلام.
وقال لا يمكن لاحد ان يشكك بنوايا الرئيس الامريكي فقد بذل في الماضي جهودا مشكورة وقد تدخل شخصيا اكثر من مرة لازالة العقبات امام تقدم العملية السلمية .
من جهة اخرى جدد الراديو شروط دمشق من اجل تحقيق السلام مع اسرائيل مشيرا الى ان سوريا لن تقدم اية تنازلات فيما يخص الجولان السوري المحتل.
وقال ان الجولان كما باقي الاراضي العربية المحتلة لا يمكن ان يكون عرضة للمساومة والموقف السوري هو هو لم يتغير قيد انملة ولن يتغير منذ المفاوضات مع حكومات شامير ورابين وبيريز ولقد اقرت حكومة رابين السابقة بمبدأ الانسحاب الكامل من الجولان وهذا الاقرار ينبغي ان يكون نقطة الانطلاق في اية مفاوضات مستقبلية .
أمريكا وإسرائيل سبقتا بالإشادة بسوريا
وكان الرئيس الامريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك قد رحبا بما وصفاه بخطوات سورية لكبح جماح الجماعات الفلسطينية المعارضة للسلام مع اسرائيل.
وقال كلينتون اننا ايضا نريد ان تكون لنا علاقات سوية مع سوريا ونريد ان تكون سوريا على وفاق مع جميع جيرانها في المنطقة,, اي شيء تفعله سوريا لتنأى بنفسها عن الارهاب هو خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح .
واضاف كلينتون انه يعتزم الاتصال بالرئيس السوري حافظ الاسد في اعقاب محادثاته مع باراك لحث الزعيم السوري على انتهاز الفرصة التي اوجدها انتخاب باراك.
وامتنع مسؤولون امريكيون عن توضيح كيف او متى سيكون اتصال كلينتون بالاسد مكتفين بالقول ان ذلك سيحدث قريبا .
مستثمرون فلسطينيون: حكومة باراك حافز للاستثمار
* غزة- من نضال المغربي- رويترز:
يقول رجال اعمال فلسطينيون مغتربون مجتمعون في قطاع غزة ان مزيدا من الفلسطينيين الذين يعيشون في الخارج يميلون الى الاستثمار في الضفة الغربية وقطاع غزة الان وقد اصبح لاسرائيل حكومة جديدة.
ستمائة رجل اعمال فلسطيني اتوا الى غزة من 13 دولة من اجل مؤتمر يستمر اربعة ايام عن فرص الاستثمار في المناطق الخاضعة للحكم الفلسطيني.
وقال نبيل عرفات رئيس غرفة التجارة الامريكية الفلسطينية البالغ من العمر 42 عاما يوم الاثنين نتائج الانتخابات في اسرائيل ستشجع مزيدا من رجال الاعمال على المجيء الى فلسطين للاستثمار .
واضاف قوله ان رجال الاعمال كانوا مترددين في بدء مشروعات في مناطق الحكم الذاتي في السنوات الثلاث الماضية بسبب عدم استقرار عملية السلام وهي اشارة الى حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني السابق بنيامين نتنياهو.
وقال نبيل عرفات لرويترز كل رجل اعمال كان قلقا لا احد كان مستعدا للاستثمار لكن الان لدينا آفاق افضل مع الحكومة الجديدة في اسرائيل .
وكان باراك اطاح بنتنياهو في انتخابات اسرائيل في 17 من مايو ايار وعد باحياء مفاوضات السلام مع الفلسطينيين وسوريا ولبنان.
وقال نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية انه يأمل ان تسمح اسرائيل للفلسطينيين بحرية أكبر في استيراد وتصدير السلع من خلال المطار الجديد في غزة وميناء يقام في المستقبل وكذلك معابر الحدود مع الدول المجاورة.
وقال شعث الذي رأس المؤتمر ارجو ان يحل تنفيذ اسرائيل اتفاقية واي ريفر عددا من المشكلات الاقتصادية اليومية .
وجمد نتنياهو اتفاق واي ريفر الذي قامت واشنطن بدور وساطة في ابرامه بعد شهرين من التوصل اليه في اكتوبر تشرين الاول الماضي زاعما وقوع انتهاكات من الجانب الفلسطيني.
ودعا المغتربون الفلسطينيون السلطة الفلسطينية الى تسهيل الاستثمار الاجنبي من خلال اللوائح والتنظيمات وتخفيف القيود والضرائب.
وقال شعث ان السلطة الفلسطينية ستكمل بنهاية هذا العام الترتيبات اللازمة للسماح للمستثمرين الاجانب بالحصول على كل التراخيص التي يحتاجون اليها خلال 24 ساعة.
وقال محمود الفرا رئيس رابطة رجال الاعمال الفلسطينيين في غزة انه يجب على المغتربين المساعدة في اعادة بناء بلدهم على الرغم من الاجراءات البيروقراطية التي تفرضها السلطة الوطنية والقيود التي تفرضها اسرائيل على تنقل الناس والسلع.
وقد عاش نبيل عرفات 14 عاما في الولايات المتحدة حيث اشتهر باسم بيل وهو يدير 14 شركة الكترونيات ومحطة اذاعة باللغة العربية وصحيفة.
وفي مدينة نابلس بالضفة الغربية يملك عرفات الان متجرا للحلوى وشركة الكترونيات, وقال انه ينوي توسيع استثماراته في المناطق الفلسطينية.
وقال عرفات ان 150 رجل اعمال فلسطينيا يعتزمون زيارة المناطق الفلسطينية قريبا للنظر في فرص الاستثمار, وقال كما نجحنا في الولايات المتحدة يمكننا ان ننجح هنا وكما استثمرنا هناك فليس صعبا ان نستثمر في الوطن .
|
|
|