قال احد زوار معرض بيكاسو ان ما يقوم به لا يتعدى شخبطة اطفال - فرد عليه بيكاسو اذا فقد نجحت ,, هذه الاجابة تعني اشياء كثيرة في مقدمتها ان رسم الطفل ليس عبثا او تسلية بقدر ما يعني التعبير الصادق البعيد جدا عن اي مؤثرات خارجية او توصيات فالطفل كما وجده الباحثون في دراسة رسوم الاطفال سيكولوجيتها ان في لوحاتهم حلا لمشاكلهم في كثير من الاحيان وتعبيرا عن حزنهم او فرحهم تجاه اي مؤثرات في محيط الاسرة - ويمكن لنا ان نتعرف على مراحل رسوم الاطفال كما جاء في الدراسات الخاصة بهم.
انها تبدأ بخطوط افقية غير منتظمة ثم عمودية حتى السنة الثانية من عمره لتبدأ التجارب في الخطوط الدائرية او ذات الزوايا الحادة, يستمر الطفل وحتى سن السادسة من عمره اذ يصبح اكثر تحكما في رسم اقرب المواصفات التي تظهر الشكل المراد رسمه وهكذا مع تقدم العمر ليصل الى الواقعية وهنا تبدأ المشاعر في التحكم في رسومه ولوحاته,, بالطبع ما ذكرناه يأتي مختصرا امام استفاضة الدراسة ودقتها ولكننا طرحنا كمدخل لنعود الى ما يؤثر في رسم الطفل من احداث ووقائع اهمها العلاقات الاسرية من حب او كراهية او مشاكل بين الوالدين او ظروف حياتية ولهذا نجد ان الطفل يرسم والده بشكل اكبر نظرا لاعتباره المسؤول وصاحب القرار في المنزل يليه حجم الام اصغر قليلا ثم يصل الى الشخصية التي يكرهها او لا يلقي لها اهتماما فتجدها صغيرة جدا وهكذا - المهم - او ما نبحث عنه هو كيفية الوقوف مع هؤلاء المبدعين في صغرهم والبحث عن مشاكلهم عبر لوحاتهم ثم تحديد علاجها - أليست مهمة كبيرة تجمع مرشدي الطلاب في المدارس والاخصائيين الاجتماعيين بها وبمدرسي التربية الفنية - ربما -.
مها الزيد
الرياض