* كتب - محمد المنيف
رغم قصر فترة مسيرة الفن التشكيلي السعودي والتي تحسب بما يزيد عن الخمسة وثلاثين عاما بقليل الا انها حققت مكانتها وتواجدها محليا وعالميا وحصد فنانوها العديد من الجوائز وشهادات التقدير الدولية وهذا كله لم يأت جزافا او ضربات حظ بقدر ما وضع له من خطط وبرامج مدروسة منذ ان تأسست الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتعهد بقيادتها صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز وشملت اهتماماتها الفن التشكيلي حتى تحقق له ما سبق ذكره.
هذه المسيرة الجميلة بخطواتها ومحتواها لم تكن لتمر بهدوء بل شابها ما شابها من المواقف وحدث لها الكثير من القصور وهذه امور طبيعية في ظل عمل متواصل وتنفيذ دقيق وشامل حتى سار القطار آمنا على قضبان صلبة ليصل الى كل اقطار الدنيا حاملا ابداعات ابناء الوطن.
وجهات نظر ومطالب لا تنتهي
وكلما زاد الابداع وزادت كثافة الفنانين كلما اتسعت دائرة المطالبة وطرح وجهات النظر وبروز الكثير من الاختلافات في الكيفية التي يريدها كل طرف من اطراف المنظومة وبالطبع يصبح هناك طرفان ويصبح هناك,, شعرة معاوية وبين هذا وذاك شعور بالهدف الاهم والاسمى وهو خدمة الوطن,, وهنا نقف احتراما لكل رأي او ملاحظة او مطالبة ولكن في حدود المنطق ودون اقلال من جهد كل منهما واذا كنا في السابق وسنكون دائما داعمين للحق ولكل ما هو في مصلحة الوطن اولا وهذا الفن ثانيا ومنها ما يدور في الساحة التشكيلية من قضايا تتعلق بهمومها وشئونها وشجونها وتصب في مجملها في مصلحة واحدة فاننا لا نقف مع جانب ضد آخر فلكل منهما حقه ورأيه ومساحته الكاملة ليقول ما يشاء.
مطالب وطموحات
فكم من مقالات وآراء لفنانين عبر لقاءات تجرى معهم يطرحون عبرها طموحات لا تنتهي وآمالاً لا تتوقف تبدأ بتحسين وضع تحكيم المعارض واخرى تطالب بنوعية متميزة للمشاركات الدولية وتسهم اقسام الفنون التشكيلية ولجان جمعية الثقافة والفنون باعادة النظر فيما يعرض على المستوى الدولي,, كما ان هناك من وصل به الاتهام الى التشكيك بأمانة من اوكل له تنظيم المعارض الرسمية وان الاعمال لا تعود لاصحابها سليمة بل ممزقة او محطمة الاطارات وآخرون يتهمون منظمي المعارض الرسمية بأن الدعوات لا توجه لكل الفنانين وخصوصا البارزين من اصحاب التجارب والخبرات وانما تعطى لنوعية تحيط بها العلاقات الشللية كل هذه الآراء والاتهامات تابعناها منذ ولادة كل منها وسمعنا الكثير حول ذلك سنوات طويلة,, منها ما كان صحيحا ومنها ما كان الهدف منه الاخلال بالعلاقة بين الفنانين وبين الجهات المسؤولة عن هذا الفن.
الكلمة التي لا تصيب تدوش
مع اعتذارنا عن تحوير المثل ووضعه حسب الحاجة له فالكلمة لا تقل بأي حال عن الرصاصة فهي في بعض الاحيان اكثر قتلا وخصوصا اذا لامست الظلم او السعي للتفرقة فكيف اذا كان من يتعامل بها او يسقطها يعرف مسبقا انه يطلقها في وسط مرهف الاحساس وسريع التأثر يتجه لرقي وجدانه وسمو ابداعه ولهذا فهو بعيد عن مثل هذه الامور وتبعاتها المحبطة التي مازالت مؤثرة في دواخل وعقول الكثير.
عند الرئاسة
الخبر اليقين
واذا بحثنا عن مخرج لكل ما سبق طرحه او ما سمع او قيل من تشويه للواقع التشكيلي فان الحل والخبر اليقين عند المعنيين به وهو قسم الفنون التشيكيلية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب,, والذي تشرفت الصفحة بزيارة الزملاء الفنانين فيه من اخصائيي الفن التشكيلي والمسؤولين عن كل ما يتعلق بهذا الفن.
دخلنا الى القسم فوجدنا الترحاب والتقدير والعتب ايضا وفتح لنا الاخوة الفنان الدكتور صالح خطاب والفنان سمير ظريف وقبلهما في لقاء سابق الفنان الاستاذ عبداللطيف بلال رئيس القسم والرجل الديناميكي العطاء مع بقية زملائه.
ورغم ان اللقاء لم يكن محددا بقدر ما جاء مفاجأة لهم الا اننا وجدنا ما يلجم الاخوه من زخم في الاوراق والاعمال والبرامج والخطابات والمتابعات تملأ كل زاوية من زوايا المكتب رغم كبر مساحته.
دار الحديةث حول واقع الحركة التشكيلية واستمعت الصفحة اكثر مما تحدثت, وتركنا الطرف الآخر يدافع عن كل الاتهامات رغم سكوتهم السابق انطلاقاً من مبدأ ان العمل كفيل بالرد وان النتائج اقوى من الكلام - وخرجنا في الحقيقة بانطباع جديد ومنها - ان ما يقال او تتهم به مستويات الاعمال التي تشارك في الخارج لتمثيل المملكة وانها اقل من المطلوب فان القسم قدم ما بين يديه من مشاركات تجاوب فنانوها وارسلوها لهم بينما أولئك المتحدثون من الفنانين والناقدين للمستوى لم يتجاوبوا مع الرئاسة رغم انه بعث لهم رسائل وتم الاتصال بهم - وتأكيدا على ذلك عرض لنا ارقام الخطابات وعرض لنا ايضا عبارة يذيل بها كل خطاب على النحو التالي كما آمل سرعة الافادة على هاتف وفاكس الادارة في حالة تعذر مشاركتكم لنتمكن من ترشيح ومخاطبة بديل عنكم وحول قضية عدم الاهتمام بالاعمال واهمالها الى درجة التلف, اجاب الزملاء بانهم على استعداد لتقديم كل الادلة على حرص الرئاسة على الاعمال والدعوة مفتوحة لكل فنان بزيارة القسم للاطلاع على الواقع وخلال الحديث تبين لنا ان ما يدور في الساحة التشكيلية لم يكن مرتبطاً بالقسم بقدر ما اصبح القسم شماعة يعلق عليها البعض تدني تواجدهم او مشاركاتهم, انتهى بعض ما يمكن طرحه ويكفينا ان يكون صفحة ناصعة البياض للزملاء ويكفي ان نعلن براءتهم من الكثير مما يدور او يقال.
الكرة في مرمى الفنانين
هذا ما سمعناه ونقلناه رغم ان هناك الكثير الكثير من العتب والكثير ايضاً من القلوب المفتوحة والصدور المشرعة عند قسم الفنون التشكيلية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب كما هي عادتهم دائماً ولهذا فالكرة اصبحت في مرمى الفنانين, واذا عدنا الى ما سبق طرحه في هذه الصفحة ومطالباتنا بنوعية راقية ومتميزة لتمثيل المملكة وتوقعنا ان الخلل او العيب في الجهة المنظمة وهي قسم الفنون التشكيلية فالامر الان اختلف ولهذا نوجه السؤال التحدي هل زار احد اولئك الفنانين قسم الفنون التشكيلية وناقش وضعه.
ألم تصل دعوات الرئاسة للفنانين, وهل اولئك الفنانون بعيدون عن الصحافة التي تعلن الخبر في الوقت الذي تبعث الرئاسة بالخطابات فيه للفنانين - وفي نفس الوقت نوجه سؤالاً للاخوة في القسم الا يكفي العدد المتميز للأسماء المعروفة والجديرة بتمثيل المملكة بناء على خبراتهم السابقة ومسيرتهم الطويلة الا تكفي حتى ولو قليلة دون اشراك اسماء مغمورة - من اجل التشجيع.
اعتقد اننا قدمنا ماهو مستحق للطرح ونعود للقول ان ما يدور في الساحة من تصاريح ووجهات نظر لا تخدم بقدر ما تثير زوبعة تغطي بغبارها جمال اللوحة وعلى الفنان ألا يكون ناكراً للجميل وينسى حضنه الذي ترعرع فيه ومنطلقه الذي اوصله الى كل موقع في العالم ويتراجع في خدمته والوقوف معه ولو رداً للجميل.
هؤلاء شبوا عن الطوق
ونقول لأولئك الفنانين الذين شبوا عن الطوق ووصلوا الى مرحلة الاعتماد على النفس ان ما تقومون به دعم للفن السعودي ولفنانيه ولكن لا ان نجعل في تحركنا اساءة بقدر ما يجب ان يكون مشاركة,, ودمتم.
وتحية لهؤلاء
وقبل الختام نقولها بكل تقدير الشكر لهؤلاء المستمرين في التواصل مع المعارض الخارجية والدولية التي تنظمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب نقدم الشكر نيابة عن القسم وعن الفن التشكيلي وفي مقدمة هؤلاء الفنانين - الفنان عبد الله الشيخ والفنان عبد الرحمن السليمان والفنان طه صبان والفنان - عبد العزيز عاشور والفنانة هدى العمر - والفنانة اضواء بنت يزيد والفنان عبد الله حماس - والفنان يوسف جاها - وغيرهم كثيرون نتمنى ان يزداد العدد وتعود البقية ونتمنى ايضا ان يعي المسؤولون في القسم ان المشاركات الخارجية لا تحتمل انصاف الحلول بقدر ماهي المواجهة الحقيقية للفن السعودي.
|