* طوكيو- لينداسيج- رويترز
وجهت اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تحذيرا الى كوريا الشمالية من انها ستدفع ثمنا باهظا اذا اطلقت صاروخا جديدا بعيد المدى لكن الاحوال السياسية المحلية يمكن ان تجبر الدول الثلاث على الاقدام على اجراءات اكثر صرامة مما تريد اتخاذه بشكل حقيقي.
وينطوي ذلك على مخاطرة من زيادة الضغوط على نظام بيونجيانج الامر الذي سيؤدي الى رد يصعب توقعه وغير مرغوب فيه.
وقال ساتوشي موريموتو مسؤول الدفاع السابق والباحث حاليا في معهد نومورا للابحاث ان سياسة الارتباط التي تنتهجها كوريا الجنوبية تلقى انتقادات خطيرة وسيتعين عليها مراجعتها في حالة اطلاق صاروخ جديد .
واضاف الولايات المتحدة تشعر بقلق من ان يدفع الجمهوريون الحكومة الى تبني موقف اكثر صرامة .
وتزايد القلق من اطلاق بيونجيانج نموذجا اقوى من صاروخها تايبودونج الذي اطلقته فوق اليابان في اغسطس آب الماضي في الاسابيع الاخيرة.
ويعتقد ان الصاروخ الجديد تايبودونج 2 قادر على الوصول الى اجزاء من الولايات المتحدة.
ويصعب التكهن بالسبب الكامن وراء تفكير كوريا الشمالية في مثل هذا الاجراء الذي سيحبط تحسنا في العلاقات مع الولايات المتحدة ويغضب اليابان في وقت تحتاج فيه بيونجيانج لمساعدات لشعبها الجائع, لكن تحركاتها تصبح مؤثرة عند محاولة تخمين اثار العقوبات المحتملة.
3 تفسيرات لموقف كوريا الشمالية
ويقول محللون ان هناك ثلاثة تفسيرات معقولة على الاقل:
* التفسير الاول يتمثل في ان كوريا الشمالية ربما تأمل في ان يؤدي استعراض قدراتها العسكرية الى الحصول على تنازلات من الولايات المتحدة حيث يقوم وزير الدفاع الامريكي السابق وليام بيري باعداد مقترحات بشأن الاستراتيجية الامريكية نحو بيونجيانج, وتفكر امريكا في توسع كبير في العلاقات مع كوريا الشماية اذا تخلت عن برامجها النووية والصاروخية.
* والثاني هو ان كوريا الشمالية التي تحتاج بشدة لأموال ويعتقد انها تصدر ما يصل الى مليار دولار من الصواريخ وتكنولوجيا الصواريخ سنويا.
* والتفسير الثالث هو انه ربما يرغب كبار القادة العسكريين في كوريا الشمالية في انتزاع اعجاب السكان المحليين الذين يعانون من الجوع بقيادتهم الجريئة.
واذا كان اول تفسيرين هما المفتاح فان التهديد بسحب عروض بعلاقات افضل ومزيد من المساعدات الاقتصادية يمكن ان يحدث فرقا.
وقال محلل اذا كانوا يحاولون اظهار للعالم ان بلدا جائعا مازال قوة عظمى فانه سيكون من الصعب التأثير عليهم .
وفي مواجهة مؤشرات على ان كوريا الشمالية ربما تطلق الصاروخ في اي وقت واصرارها على ان لها حقا سياديا في ان تفعل ذلك فقد اصدرت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية سيلا من التحذيرات وصعدت الجهود لتنسيق ردودها.
ويتناقض ذلك بوجه خاص مع ما حدث في اغسطس آب الماضي عندما فاجأت بيونجيانج الجميع بالصاروخ الذي اطلقته.
ومن المتوقع ان يزور وزير الدفاع الامريكي وليام كوهين اليابان وكوريا في وقت لاحق هذا الشهر ومن المرجح ان يطرح هذا الموضوع على هامش اجتماع رابطة جنوب شرق آسيا وشركائها في الحوار في سنغافورة يوم 26 يوليو تموز.
اليابان تؤخر مساعداتها
واخرت طوكيو التي اصيبت بصدمة وغضب بسبب الصاروخ الذي اطلق في اغسطس آب الماضي مساهمتها في كونسورتيوم دولي لبناء مفاعلات نووية في كوريا الشمالية وجمدت مساعداتها الغذائية ومحادثات بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية وحظرت رحلات الطيران المستأجرة الى بيونجيانج.
ووافقت ايضا على الانضمام الى الولايات المتحدة في تطوير نظام للدفاع الصاروخي الميداني في آسيا.
ومازال تجميد المساعدات الغذائية ساريا ولا تجري محادثات رسمية بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية.
لكن طوكيو اقرت المساهمات للكونسورتيوم الدولي الذي يعرف باسم منظمة تطوير الطاقة لشبه الجزيرة الكورية كيدو تحت ضغوط من واشنطن وسول.
ويقول الزعماء اليابانيون الان ان المضي قدما في المساهمة المزمعة التي تبلغ مليار دولار للكورنسورتيوم سيكون امرا يصعب اقناع الرأي العام به اذا اطلقت بيونجيانج صاروخا اخر.
ومن العقوبات الاخرى التي يجري بحثها فرض حظر على صندوق تعويضات لكوريا الشمالية وفرض قيود اكثر صرامة على الصادرات, وسيكون من الصعب تنفيذ الاثنين.
|