Monday 19th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 6 ربيع الثاني


لنتسابق على تحقيق ما يريده منا الوطن

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
الوطن= المواطن = الوطنية: كلمات تحمل معاني عظيمة نعرفها تمام المعرفة، لأنها تمسنا مساسا قوياً لا يمكن الافتراق عنه ولا الهروب منه,, ولن اتحدث عن تلك الكلمات معرفاً لأنها معارف والمعارف غنية عن التعريف ولكن لا يمنع ذلك من السياحة في بعض معانيها والاقتراب منها بالحديث عنها,.
الوطن= المواطن = الوطنية: كل كلمة منها لها اثر فاعل في بقية الكلمات، فالوطن له اثره على المواطن والوطنية، والمواطن ايضاً له اثره على الوطن والوطنية، والوطنية كذلك مرتبطة ارتباطا اساسياً في الجمع بين الوطن والمواطن وتكوين درجة الانتماء بينهما.
الوطن: منبت خصب للمواطن ولغرس الوطنية، وينبوع عذب لريه، وثمرة أبّ لشعبه، ومكان حب لعيشه وحياته، ومرتع كسب لشغله وأمنه.
المواطن: ساعد بناء لوطنه، وعقل وضاء لخدمته، وعامل رخاء لرفعته.
الوطنية: قاسم مشترك في ذلك كله، فلا وطنية الا بمواطن ووطن, ولكن الوطن بحاجة الى مواطن صالح لديه وطنية، ينتمي لوطنه قلبا وقالبا,, يعطيه ما اخذ منه، ويرد له الجميل,, والسابق بالفضل غير ملحوق ولا مسبوق.
ايها المواطن الشهم الابي: كن مواطناً مثالياًملتزما بالمواطنة ولديك وطنية حقة,, وليكن عندك احساس بالمسؤولية تجاه وطنك محافظاً على امنه الغذائي والصحي والتعليمي والامني,, الخ.
والمواطنون مختلفون في تحقيق درجة الانتماء للوطن وتمثيل الوطنية، فالمواطن الساعد الاهم- بعد الله- في البناء والتقدم ولن يتحقق ذلك الا اذا كمل صلاح المواطن وكملت استقامته فعند ذلك ينال الوطن الراحة والرخاء والامن والامان والاطمئنان وبقدر درجة صلاح المواطن واستقامته ينال درجة الوطنية المتفاوتة فمن ثم فدرجة الانتاج تختلف من مواطن الى آخر بحسب درجة وطنيته,, وسأذكر نماذج لمواطن في درجة المثالية ومعاكسه في الدرجة ونقيضه فيها، تاركاً ما بينها من درجات، ولك ايها القارىء ان تقيس معي تلك الدرجة وتضع لنفسك درجة الوطنية:
المثال الاول: مواطن نظيف محافظ على نظافة وطنه يضع النفايات في اكياس ليبقى المكان نظيفاً ليضع تلك الاكياس في الاماكن المخصصة.
بينما نجد مواطناً يرمي مافي يده من نفايات في اي مكان كان خاصاً او عاماً في الشارع والطرقات والمرافق او المنتزهات,.
المثال الثاني: مواطن ملتزم بتعاليم الامن والسلامة في وطنه، فهو رجل مرور في قيادته يطبق قواعد وتعاليم القيادة داخل المدن وخارجها ولديه وعي تام في تعاليم المرور والسلامة المرورية,, بينما مواطن لا يلتزم بتعاليم المرور ابداً يقف في الممنوع ويتخطى الاشارة، متخبط في قيادته يعاكس ويشاكس ولا ينتظم.
المثال الثالث: مواطن يعتبر نفسه رجل امن مسؤول مسؤولية تامة عن امن وطنه فهو على الطريق رجل من رجالات امن الطرق، وهو في السيارة رجل مرور من الطراز الاول وهو في الامن العام ساعد اول في مكافحة الجريمة وفي مكافحة المتخلفين والمخالفين عين متيقظة مع رجال الجوازات.
ومواطن يعتبر رجال امن الطرق عقبة امامه تعيقه في سرعته على الطريق ويعتبر رجل الدوريات الامنية شبحاً مخيفاً يتصيد اخطاءه ليزج به في السجن ويجندله بعدد من المخالفات,.
المثال الرابع: مواطن محافظ على الممتلكات العامة يستخدمها ويحرص ويخشى عليها من التلف وكأنها احد اعضائه.
ومواطن متلاف لما تحت يديه يطبق عليها تجاربه ويجري عليها خبرته وكأنها ملكه لوحده انفرد بها دون غيره من الناس.
المثال الخامس: مواطن يمتلك اموالا طائلة ولديه اعمال كثيرة، ولكنه يحرص على شغل وظائف عمله بكوادر وطنية ويفتح المجال لهم من اوسع الابواب وعلى اكبر نطاق.
ومواطن آخر يمتلك مثل ذلك ولكنه يشغل جل وظائفه بكوادر غير وطنية ويضيق الخناق على المواطن في الالتحاق بوظيفة من وظائفه.
المثال السادس: مواطن يخلص في عمله الوظيفي حريص على انجاز عمله، محافظ على اوقات الدوام، ينجز المعاملات التي بين يديه بأسرع وقت ممكن وبأعلى درجة من العدل.
ومواطن يتأخر عن انجاز عمله لا يهتم بأوقات الدوام ولا يبالي بمعاملات ولا بمراجعين وكثيرا ما يؤخرها ويؤجلها بحجة او بغير حجة.
المثال السابع: مواطن يتعلم ليعمل، فيهتم عند تعليمه ويهتم عند عمله يحرص على ان يطبق تعليمه ليتقن عمله فيحسن انتاجه.
ومواطن يتعلم تقليداً ومسايرة لوضع مجتمعه، فيهمل في تعليمه ويغتر عند عمله فيخفق في عمله فيردأ انتاجه لأنه يفتقد العلم الذي يطبقه على عمله.
المثال الثامن: مواطن لا يذهب لسياحة الا داخل وطنه مهما واجه من ضغوط، ومتى ألزمته الظروف للذهاب الى الخارج فهو سفير مثالي يمثل وطنه.
ومواطن سياحته خارج وطنه، ولا يعد السياحة داخل وطنه سياحة ومع ذلك فلا يهتم بسمعة وطنه في سياحته تلك بل قد يسيء لسمعته وسمعة وطنه بسبب سوء سلوكه وسوء مقصده في تلك السياحة.
المثال التاسع: مواطن يعتبر الوطنية مبدأ يسير عليه يؤدي ما عليه من واجبات يتعاون مع غيره في سبيل رقي وتقدم وطنه.
ومواطن يعتبر الوطنية شعارات ترفع، واصوات تردد، ومجادلات عقيمة تقام.
** ختاماً: ان المثالية في تحقيق الوطنية من كل مواطن ماهي الا نتاج الالتزام الاخلاقي الذي يفرضه الالتزام الديني بالامر الاهي,, ايضاً فالوطنية انتماء وشعور داخلي يقود المواطن الى المثالية خدمة لوطنه,, فكلما زاد الانتماء عند المواطن زادت مثاليته وكلما ضعف الانماء ضعفت وطنيته,, ثم انه كلما اصلح المواطن نفسه فانه لابد ان ينفع وطنه بصلاحه,, فصلاح كل مواطن صلاح للوطن,, فما الوطن الا اسرة كبيرة تضم الكثير من الاسر، والاسرة ماهي الا انموذج مصغر لحياة الوطن الكبير,, فمتى صلح افراد الاسرة اصبحت الاسرة كلها صالحة,, ومتى تعاونت الاسرة وادى كل فرد ما عليه كل حسب مكانته ومنتزلته نجحت الاسرة وتماسكت,, ومتى ما تباعد افرادها واهمل كل فرد ما عليه تجاهها اخفقت الاسرة وتفككت وهانت امام غيرها من الا سر.
فلنتراحم ولنتنافس ولنتسابق في العمل والانتاج بروح التعاون والالفة كي نحقق ولو بعض ما نطمح اليه ويريده منا الوطن.
عبدالمحسن المنيع
الزلفي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved