Sunday 18th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 5 ربيع الثاني


الجزيرة تنشر تفاصيل توقعات مصلحة الإرصاد لصيف 99 ومدى تأثر المملكة بموجة جفاف العام الماضي
أهم ظواهر هذا الصيف ستكون موجات التسخين والعواصف الرملية
المملكة ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام تعرضت لأسوأ موجة جفاف خلال شتاء وربيع العام الماضي
دخول صيف هذا العام مبكراً أدى لتسجيل درجات حرارة قياسية في شهر مايو بلغت 48 درجة

اصدرت مصلحة الارصاد وحماية البيئة تقريرها الفصلي عن التأثيرات المتوقعة للطقس خلال هذا الصيف ومدى تأثر اجواء المملكة بموجة جفاف 1999 التي اجتاحت دول الشرق الاوسط وتحليل الظواهر الجوية التي سادت خلال هذا الموسم ويأتي هذا التقرير امتدادا لتقارير دأبت على اصدارها المصلحة منذ ثلاث سنوات وبذلك اصبحت المركز الوحيد في الشرق الاوسط وجنوب غرب آسيا الذي يصدر مثل هذه التوقعات الفصلية.
وقد بدأ التقرير بعرض للعوامل المناخية التي ادت الى موجة جفاف 1999م حيث تعرضت منطقة الشرق الاوسط لموجة جفاف هذا العام والتي تعتبر من اسوأ موجات الجفاف التي تعرضت لها المنطقة نظرا لقلة الامطار وارتفاع درجة الحرارة الذي ساد جميع دول المنطقة خلال شتاء وربيع 98/99م.
وكانت الدول العربية في شرق حوض البحر الابيض المتوسط الاكثر عرضة لجفاف هذا الموسم فلم يتعد الهطول خلال هذا الموسم علىبعض المناطق فيها 150ملم في الوقت الذي اعتادت الى معدل هطول يفوق 400 ملم وارتفعت درجات الحرارة بمعدلات وصلت في بعض المناطق الى ثلاث درجات مئوية عن المواسم الاخرى.
وقد ادى كل ذلك الى انحسار الهطول الثلجي على المرتفعات الجبلية مما ادى الى تقلص منسوب مياه الانهار خاصة في سوريا والاردن، وقد اعلنت المنظمة العالمية للاغذيةوالزراعة (FAO) ان عام 99م يعتبر عام جفاف على الاردن بشكل يؤثر على الامن الغذائي والمائي فيها، ولم تكن دول الجزيرة العربية بمنأى عن هذه الموجة من الجفاف لان قصور انظمة الطقس الممطرة عن شرق حوض البحر الابيض المتوسط، يؤدي الى عدم امتداد ديناميكية مرور منخفضات البحر الابيض المتوسط التي تساعد في تكون السحب على المملكة.
الا ان نشاط التيارات الجنوبية الغربية ولفترة محدودة خلال شهر يناير والقادمة من القرن الافريقي ادى الى هطول لم يصل الى المعدل السنوي على اجزاء من شمال منطقة الخليج والاجزاء الجنوبية الغربية للمملكة، كما ان الامطار كانت اقل من المعدل على الدول العربية في شمال افريقيا ودرجات حرارة اعلى من المعدل مما يعني ان التأثير شمل معظم الدول الواقعة في الحزام شبه المداري في جنوب غرب اسيا وشمال افريقيا.
ولعل المتابع للتوقعات الفصلية التي اصدرتها المصلحة للموسم المنصرم يلاحظ احتواءها علىتوقعات للامطار اقل من المعدل على المملكة خاصة على المناطق الداخلية لاسباب ذكرت في حينها مثل انحسار تأثير مرور انظمة العروض الوسطى (الجبهات الهوائية الباردة والمنخفضات القادمة من البحر الابيض المتوسط) وسيطرة مرتفع سيبيريا الذي ادى الى مرور هذه الانظمة وكان ذلك نتيجة لعدم وجود دلائل في حينه الى مصادر اضافية للطاقة وخاصة من المحيطات تؤثر على المناخ العالمي مما يؤدي الى تأثير انظمة الطقس الاقليمية والذي اتضح في هيمنة مرتفع سيبيريا معظم شتاء 98/99م.
تحليل العناصر الجوية
وتعتبر الفترة ابتداء من نوفمبر الى نهاية شهر ابريل والتي تمثل فصلي الشتاء والربيع موسم امطار على معظم مناطق المملكة والتي تنتقل فيها الحالة المناخية على المملكة من الوضع الصيفي الى الوضع الشتوي والظواهر الجوية التي تحدث خلال هذه الفترة على منطقة ماتحدد الوضع المناخي للمنطقة خلال عام كامل والتي تعتبر المؤشر لعام جاف او خصب، كما انه لابد من اخذ تداخل العناصر البيئية للهطول والحرارة والرطوبة والتبخر والتيارات الهوائية ومصادرها والتي تؤثر في مجملها على نمو النباتات واختزان التربة لمياه الامطار، وفيما يلي تحليل لبعض العناصر الجوية خلال هذه الفترة لموسم 98/99م.
الامطار
كما هو معتاد فإن المملكة- باستثناء المرتفعات الجبلية- تنعدم فيها الامطار خلال فصل الصيف والتي قد تصل الى سبعة اشهر بما فيها أواخر فصل الربيع واول فصل الخريف وفي هذه الفترة تكون حرارة الصيف قد القت بظلالها من الجفاف على معظم الغطاء النباتي والذي ترتب عليه تأثير سلبي على معظم الاحياء الصحراوية فإن بداية موسم الامطار الشتوية تعتبر الركيزة الاساسية لاعادة دورة الحياة الى النظام البيئي الصحراوي والموارد الطبيعية المحدودة للبيئة الصحراوية، ومن هنا تكمن اهمية تأثير تذبذب هطول الامطار على الدول الصحراوية ولقد تأثرت المملكة بثلاثة مواسم ممطرة متعاقبة 96م، 97م، 98م تلاها الموسم المنصرم 98/99م الذي كانت فيه الامطار اقل من المعدل على جميع مناطق المملكة، وتبين ان المناطق الوسطى كانت اكثر المناطق تأثراً بانخفاض الامطار والذي وصل الى اقل من 60ملم عن المعدل المناخي في حين تراوح الانخفاض على بقية الاجزاء الداخلية اقل من 40ملم.
درجات الحرارة
وكان معدل درجات الحرارة خلال الفترة من 1نوفمبر 98م الى 30 ابريل 99م اعلى من المعدل المناخي علىمعظم اجواء المملكة باستثناء المناطق الجنوبية وخاصة الداخلية منها، ويلاحظ ان معدل ارتفاع درجات الحرارة كان يتراوح ما بين درجة ونصف الى درجتين على الاجزاء الشمالية والوسطى والشرقية والجزء الشمالي لسواحل البحر الاحمر في حين ان درجات الحرارة الصغرى على معظم مناطق المملكة بما فيها المرتفعات الجبلية كانت اعلى من المعدل فلم تسجل اي من محطات الطقس في المملكة درجات حرارة تصل الى او اقل من درجة التجمد والتي اعتادت بعض مدن المناطق الشمالية تسجيلها خلال فصل الشتاء.
وفي شهر ابريل الذي يعتبر من اشهر الربيع سجلت درجات حرارة عالية على المناطق الوسطى والشرقية للمملكة والمناطق الساحلية لجنوب البحر الاحمر، ففي شهر مايو سجلت درجات حرارةوصلت العظمى فيها الى 47 درجة مئوية على الوسطى والساحل الشرقي، وهذا يعبر عن موجات تسخين مبكرة مصاحبة لتيارات شرقية اجتاحت المنطقة لاتحدث عادة الا في منتصف الصيف.
حقل الرطوبة
اما الفرق بين حقلي الرطوبة لموسم شتاء وربيع 98/99م مقارنة بالموسم الذي سبقه حيث يتضح انخفاض نسبة الرطوبة بمعدل يصل الى 18% على الاطراف الشمالية والوسطى للمملكة وعلى المناطق الجنوبية وصل الى اقل من 20% ويعود ذلك الى تيارات الرياح الجافة المصاحبة لمرتفع سيبريا والتي سيطرت على اجواء المملكة خلال فصل الشتاء، كما يلاحظ عدم تاثير التيارات الموسمية الربيعية والتي عادة ما تكون قادمة من المناطق الاستوائية في افريقيا والقرن الافريقي مما ادى الى اجواء رطوبتها منخفضة، كما ان جفاف التربة نتيجة لقلة الامطار وارتفاع الحرارة يعتبر من احد العوامل المساعدة في انخفاض حقل الرطوبة على اجواء المملكة.
تشكيلات السحب
وكانت تشكيلات السحب المنخفضة والمتوسطة على اجواء المملكة اقل من المعدل في ماعدا السحب العالية التي صاحبت الرياح النفاثة في طبقات الجو العليا وكان لذلك دور كبير في التوازن الاشعاعي على المملكة حيث ان قلة تشكيلات السحب المنخفضة ادت الى زيادة مرور الاشعة الشمسية التي كان من المفترض ان تعكسها السحب الى الفضاء مما ادى الى زيادة كميتها على سطح الارض اما السحب العالية فإنها نافذة ( تسمح بمرور الاشعة الشمسية) وتعكس الانبعاثات الارضية باتجاه السطح وكل هذا في مجمله ساعد في زيادة حرارة السطح والتأثير ايجاباً على الانبعاثات الحرارية من السطح الى الغلاف الجوي لتسخينه.
التيارات الهوائية
ولوحظ ان التيارات الهوائية التي سادت على المملكة للفترة من نوفمبر الى مارس تتناسب مع توزيعات انظمة الضغط الجوي عليها (الحالة السينوبتيكية) حيث ان معظم التيارات شمالية شرقية وبطبيعة الحال جافة الا ان المرتفعات الجبلية واجزاء من المناطق الساحلية شهدت خلال بعض ايام شهري يناير وفبراير رياحاً نشطة نتجت عن فروقات في قيم الضغط الجوي، وكانت التيارات الهوائية على الاجزاء الشرقية والوسطى والمناطق الداخلية للمملكة معتدلة السرعة، وقد سجلت اعلى سرعة للرياح على المناطق الواقعة مابين محافظة القنفذة والليث امتدادا الى محافظة المخواة ومنطقة الباحة وذلك في شهر يناير نتيجة لرياح هابطة من السحب الرعدية وصلت سرعتها على المناطق الساحلية الى 70كلم في الساعة.
مدى تأثر بعض
القطاعات بموجة الجفاف
واوضح تقرير مصلحة الارصاد وحماية البيئة ان مما لاشك فيه ان انخفاض معدل هطول الامطار خلال الموسم الماضي وتأثيرات بعض العناصر الجوية الاخرى كارتفاع درجة الحرارة أثر بشكل مباشر على الغطاء النباتي الفصلي لاجزاء كثيرة من مناطق المملكة وبالتالي علىقطاع الرعي وكذلك فإن شح الامطار أثر على منسوب المياه الجوفية في بعض المناطق والذي انعكس على الزراعة والري، ولعل عدم وفرة الغطاء النباتي لهذا الفصل في اجزاء عديدة من مناطق المملكة وخاصة الداخلية وبعض الاجزاء الساحلية ادى الى فقدان المصدر الاول لسلسلة الغذاء للاحياء الصحراوية وبالتالي التأثير على التوازن البيئي فيها بالاضافة الى ان عدم نمو النباتات قد يؤدي الى تدهور التربة وزحف الرمال خلال فصل الصيف وقد قام اخصائيو المصلحة بزيارة بعض مناطق المملكة لمعرفة مدىتأثرها بالظواهر الجوية لهذا الموسم وجمع المعلومات لتتم مقارنتها خلال المواسم القادمة مما سيساعد المصلحة على تحديد آثار الظواهر المناخية وتطبيقاتها العملية من خلال التوقعات الفصلية.
المناطق الداخلية للمملكة
ويعتبر هذا الموسم من اسوأ المواسم تأثيراً على المناطق الداخلية وخاصة المنطقة الوسطى وبالتحديد الجنوبية منها والتي لم يهطل عليها من الامطار الا بضعة ملليمترات، ويعتبر الشريط الممتد من الاطراف الجنوبية للحدود الشمالية مروراً بالاجزاء الوسطى ومنطقة وادي الدواسر الى منطقة شرورة اكثر تأثراً بانعدام نمو الغطاء النباتي الفصلي المعتاد والذي سيزداد سوءاً خلال فصل الصيف لان ذلك يعني انحسار الامطار عنها لمدة عام ونصف العام, وقد أثر ذلك على المراعي اذ لوحظ الاعتماد المتزايد على استخدام الاعلاف والشعير وخاصة في منطقة وادي الدواسر المعتمدة على قطاع زراعة الاعلاف والذي تستخدم في ريه المياه الجوفية العميقة.
والجدير بالذكر ان السهول الداخلية لمنحدرات جبال السروات وخاصة الشمالية منها والتي تعتمد على المياه الجوفية السطحية قد تأثر منسوب المياه الجوفية فيها نظرا لعدم جريان السيول مما ادى الى جفاف بعض المزروعات وقد تأثرت بعض اشجار النخيل بقلة المياه حيث كان الطلع اقل كثافة واقل حجما كما لوحظ الدور المهم والايجابي للسدود وخاصة الكبيرة منها مثل سد وادي بيشة والذي ادى الى وفرة المياه الجوفية في منطقة اعالي بيشة في حين ان المناطق البعيدة عن السد مثل منطقة العطف في بيشة تعاني مزارعها من جفاف شديد نتيجة لنقص المياه الجوفية.
ويتباين مدى تأثير العوامل البيئية وفقا للعوامل الفسيولوجية للنباتات والتي تحدد الحد الادنى لتحمل كل نبات على حدة لهذه التأثيرات البيئية، فقد لوحظ ان بعض اشجار الحمضيات في بعض المناطق الداخلية تساقطت بعض ثمارها وقد يكون ذلك راجعا الى ارتفاع درجة الحرارة نتيجة لموجة التسخين التي حدثت أو اخر فصل الربيع.
المرتفعات الجبلية
للجنوبية الغربية والغربية
ومع ان الامطار كانت اقل من المعدل على المرتفعات الجبلية الا ان نسبة الهطول لهذه السنة كانت كافيةلدعم نمو الغطاء النباتي علىقمم الجبال وفي المصايف وقد شهدت المرتفعات الجبلية تكون سحب رعديةمحلية كانت كثيفة على منطقة الباحة واجزاء من منطقة عسير ولكنها لم تؤد الى جريان السيول المعتاد نحو المنحدرات الشرقية للسهول الداخلية وبالمقارنة بين هذا الموسم وموسم العام الماضي اتضح ان غابات الاشجار والنباتات الجبلية شديدة الاستجابة لمؤثرات الطقس حيث ان نموها يعتمد بالاضافة الى الهطول على درجة الحرارة وحقل الرطوبة، فهناك حد فاصل في الارتفاع عن مستوى سطح البحر يبدأ بعده تكاثر هذه النباتات الجبلية، حيث تحدده الظروف البيئية مثل حد ادنى لدرجة الحرارة وحقل رطوبة عال تساعد في تشبعه السحب المنخفضة والضباب ومسار التيارات الهوائية, والملاحظ ان قطاعا كبيرا من الزراعة في المرتفعات الجبلية يعتمد على هطول الامطار في الري المباشر وقد ادى تقلص هطول الامطار في شهري فبراير ومارس بالاضافة الى تذبذب في درجات الحرارة في اوائل شهر مارس الى تلف جزء كبير من محصول القمح لهذا الموسم في المرتفعات الجبلية في منطقة عسير.
وقد لوحظت آثار لارتفاع محلي لدرجات الحرارة في شهري مارس وابريل علىبعض اشجار الفاكهة في السهول الداخلية لمنطقة عسير وخاصة علىثمار الرمان والتين.
المناطق الساحلية
اقتصر تأثير هذا الموسم في نمو الغطاء النباتي بشكل جيد على الجزء الساحلي الممتد من جنوب منطقة الليث الى جنوب منطقة القنفذة والذي يمتد الى المنحدرات الجبلية، ونتج عن ذلك هطول جيد خلال منتصف الشتاء، ومازالت النباتات الكثيفة تغطي اجزاء من تلك المناطق رغم درجات الحرارة التي تعرضت لها خلال أواخر شهر الربيع وصلت الى 47 درجة مئوية.
في حين ان وفرة المياه في بطون الاودية في تلك المنطقة أدت الى نمو كثيف للاشجار والنباتات وكذلك المزروعات على روافد تلك الاودية، وبوجه عام سيقل مستوى هذا الغطاء النباتي نتيجة لجفاف فصل الصيف فيما عدا روافد الاودية التي شهدت سيولاً خلال الموسم المنصرم.
اما الجزء الاوسط والشمالي لساحل البحر الاحمر فيعتبر أسوة بغيره من مناطق المملكة تأثراً بموجة الجفاف وخاصة الشمالي منه، حيث ندر نمو الاعشاب والنباتات الفصلية مما أثر بشكل كبير علىقطاع الرعي حيث ان بعض الاجزاء في تلك المناطق الممتدة من الوجه الى رابغ والممتدة داخلياً الى شرق منطقة المدينة المنورة لم تهطل عليها امطار تذكر خلال موسم 98/99م، وقد أثر على المياه الجبلية والتي يعتمد عليها في قطاع الزراعة شرق الشريط الساحلي الشمالي.
اما الساحل الشرقي للمملكة فلم تكن الامطار التي هطلت عليه خلال شهر فبراير ذات تأثير كبير لانها كانت اقل من المعدل، بالاضافة الىتاثير درجات الحرارة العظمى التي تراوحت ما بين 46-47 درجة مئوية في اواخر فصل الربيع، وهذه البداية المبكرة لموجة التسخين زادت من معدلات التبخر وحدة الجفاف الذي انعكس على الغطاء النباتي الفصلي.
توقعات صيف99م
وأضاف تقرير مصلحة الارصاد ان دخول الصيف مبكراً هذا العام على كافة مناطق المملكة ادى الى موجات تسخين سجلت على اثرها درجات حرارة عظمى قياسية في شهر مايو بلغت 48 درجة مئوية على الاجزاء الشمالية الشرقية وكذلك على مكة المكرمة واجزاء من المناطق الداخلية، وهذه القيم لدرجة الحرارة لم تسجل من قبل حسب السجلات المناخية في هذه الفترة والتي تعتبر جزءاً من فصل الربيع، علماً بان فصل الصيف من الناحية المناخية يبدأ في 21 يونيه وذلك عندما تتعامد اشعة الشمس مع اقصى نقطة لها في نصف الكرة الشمالي خط عرض 23 درجة.
ان موسم الصيف المبكر والبداية القوية لمنخفض الهند الموسمي بالاضافة الى جفاف موسمي الشتاء والربيع يجعل المملكة عرضة لمقومات صيف حار، ومع ان معدل درجات الحرارة العظمى المتوقعة خلال اشهر الصيف يتراوح مابين 44-47 درجة مئوية على الاجزاء الوسطى ومعظم المناطق الداخلية والشرقية والشمالية الشرقية، الا ان اهم الظواهر هي موجات التسخين والتي لوحظ تأثيرها لفترات محدودة خلال المواسم الماضية، حيث ان هذه الموجات تعود الى عدة عوامل محلية واقليمية من اهمها الاستجابة لتأثير الظواهر الموسمية الاخرى التي تحدث في المناطق الخاضعة لنظام الرياح الموسمية وكذلك لتفاعل انظمة المنخفضات الحرارية التي تمثل مع منخفض الهند الموسمي اعمق منخفض حراري يحدث على الكرة الارضية, من هذا المنطلق تتضح اهمية اخذ كل العوامل المحلية والاقليمية بالاضافة الى النماذج الاحصائية مناخياً لمعرفة احتمالية حدوث ظواهر فصل الصيف الشديد مثل موجات التسخين والعواصف الرملية، حيث يتضح ان هناك احتمالية لتأثر الاجزاء الشمالية الشرقية والوسطى بموجات ساخنة تصل درجات الحرارة فيها إلى 49 درجة مئوية قد تصل على الجزء الشمالي الشرقي الى 50 درجة مئوية و 47 درجة مئوية على الاجزاء الداخلية خلال شهري يوليه واغسطس.
كما ان الوضعية مهيأة لحدوث عواصف ترابية على القطاع الشمالي الشرقي نتيجة لرياح شمالية نشطة تمتد الى الاجزاء الشرقية والوسطى فتنخفض الرؤية الافقية الى اقل من 2كلم بمعدل يومين الى ثلاثة ايام خلال شهر يوليه.
وقد تسجل درجات حرارة عظمى تصل الى 47 درجة مئوية على منطقة المدينة المنورة والاجزاء الداخلية للجزء الاوسط والجنوبي من ساحل البحر الاحمر، نظرا لنشاط الرياح الشمالية الشرقية الذي يؤدي هبوطها عبر المنحدرات الغربية لسلسلة جبال السروات الى زيادة التسخين الذاتي الذي يحدث لفترة محدودة خاصة خلال اواخر شهر يونيه وشهر يوليه، الا ان الشريط الساحلي المحاذي للبحر الاحمر عادة ما يقع تحت تأثير التيارات الجنوبية الغربية الناتجة عن نسيم البحر حيث تكون درجات الحرارة مابين 37-42 درجة مئوية اثناء الظهيرة، وتؤدي الرياح الجنوبية الغربية الى اثارة الاتربة خلال فصل الصيف على الأجزاء الساحلية المحاذية لمياه البحر الاحمر والتي تنشط في فترة مابعد الظهيرة مما يؤدي الى تدنٍ في مدى الرؤية الافقية الى اقل من 3كلم، وهي احدى الظواهر التي تعتاد عليها المناطق الساحلية ذات المسطحات الرملية خلال فصل الصيف، كما ترتفع نسبة الرطوبة بشكل ملحوظ على الساحل الغربي في اواخر فصل الصيف وبداية فصل الخريف.
المصايف والطقس
خلال فصل الصيف
وتمتاز المصايف الجبلية في المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية بالظواهر المحلية التي تتنوع عليها خلال فصول السنة ممايكسب المصايف خاصية احتمال هطول الامطار عبر مواسم السنة ومنها فصل الصيف الذي يتميز بهطول الامطار واعتدال درجة الحرارة, فهناك نموذج شبه يومي لحركة التيارات الهوائية وتكون السحب وهطول الامطار على المصايف الجبلية خلال الصيف ساهم فيه الوضع الجغرافي للمنطقة والحالة السائدة للتيارات الهوائية, فكما يتضح ان التيارات الشرقية السائدة تؤثر اثناء ساعات الليل وتمثل مع منطقة المرتفعات الجبلية والبحر الاحمر مايعرف بنسيم البحر الهابط ويؤدي الى درجات حرارة لطيفة اثناء الليل تصل نهايتها الصغرى الى 27 درجة مئوية قبيل طلوع الشمس، واثناء ساعات النهار الاولى ترتفع درجات الحرارة فينتج عن ذلك تغير في اتجاه الرياح ابتداء من الظهيرة حيث يبدأ قدوم التيارات من البحر الاحمر عبر المناطق الساحلية وتصعد الى المرتفعات الجبلية بما يعرف بنسيم البحر الصاعد.
وتكمن اهمية هذه التيارات الصاعدة في تكون السحب الرعدية الممطرة في فترة ما بعد الظهر والتي تكون مصحوبة في بعض الاحيان بعواصف رعدية وزخات من البرد، الا ان الرياح الهابطة من هذه السحب تؤدي الى تيارات لطيفة حيث يحدث انخفاض في درجات الحرارة يصل في بعض الحالات الى 27 درجة مئوية ثم تتلاشى السحب مساء وتعود التيارات الشرقية من جديد مما يجعل نظام الطقس خلال الصيف على المرتفعات الجبلية نظاما مميزا.
والجدير بالذكر ان الدلائل تشير الى احتمال هطول امطار حول المعدل على المرتفعات الجبلية الا ان الفرصة مهيأة لحدوث عواصف رعدية تميل الى الشدة في الفترة من 10 يوليه الى 20 اغسطس نظرا لاحتمال وصول بعض التيارات الموسمية في طبقات الجو السفلى والقادمة من جنوب البحر الاحمر مما يزيد من تكون الصحب الكثيفة على مرتفعات منطقة عسير مصحوبة بعواصف رعدية وزخات من البرد، وفي اواخر فصل الصيف قد يصل تأثير الرياح الهابطة المصاحبة للسحب الرعدية من السفود الغربية لمنحدرات المنطقة الجنوبية الى المناطق الساحلية التي قد يتأثر بعضها بامتداد هذه السحب.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved