كل صباح أكون لعبة في يد القلق!.
انتظر الجرائد، والكلام المغمور بالقهوة, الذي يجيء من البعيد, يقطع آلاف الأميال ليرمي تحية الصباح التي مثل عشبة تحمل قطرات ندى!.
هذا هو الصباح!.
فقط لا غير!!.
لست مستمتعاً بما يجري تماماً كما يفترض في رجل تاه طويلاً باحثاً عن سيدة ينصبها على عرش الشعر والأماني المستحيلة, لا استمتع لأنني اشعر ان الوقت يلتهمني - بطيئاً - كأنما يتلذذ بطعم التبغ الذي تختزنه رئتاي.
احس اننا لم نقل كل شيء!.
دائماً تعاند اتجاه رياحي كأنما لتزيد من تهتك ذاكرتي, هذه الذاكرة التي بدأت تنطفىء كالقناديل!, القناديل السهرانة, قناديل الليل الذي لا يغادرني الا بعد ان يمزق روحي: ببط، ودأب، واحتراف!.
كل السهارى يلقون علي تحية السهر حينما يصادفونني اتلفت في هواء الليل!.
وأنت تأتين مع الجريدة.
حبر الجريدة الطازج وملمس ورقها الرطب يعطر هذا الوقت برهة ثم يهرب من النافذة مثل طائر خرج صدفة من قفصه.
وكلام سيدة الغيم وحارسة أبواب الحديقة يبدأ في الرحيل كل ساعة حتى يأتي الليل الذي يشبه رجلاً يلبس معطفاً مطرياً اسود ويواسيك مقدما بأنه في الغد صباحاً سيعود الكلام يغمغم بين يقظة تشبه النوم الساحر ورغبة ملحة في نوم صغير تلتمس فيه احلام اللقاء الحاسم, الجولة الاخيرة.
ادري: ان يومنا سيأتي يجعل من هذا الكلام لا اكثر من فسيفساء تزين جدران مكتبنا (الموحد!).
لا اكثر من: لقطات جميلة مركبة في (سيناريو) كتب بعناية انسانين موغلين بعشق الفن والابداع لدرجة التماهي!.
لا اكثر من احتجاجات على جريان الحديث حينما يتحول من قناة الفن الى لغة اخرى معجمها هو اليومي المعيش, والشيء الرئيسي ربما في هذا الواقع!! ويحدث أن يصل رفض كل منكما للآخر ان يقطع الكلام بغضب!.
التفت وراءك في غضب!.
هل تتذكرونها؟!.
رواية (الرفض) الغربية الشهيرة التي حطمت تقاليد (ديكنز) واشباهه وحطمت معها (ذائقة) مبرمجة وملقنة حتى تلافيف المخ الدقيقة.
انت عندما انتهكت (جغرافيتي) الخاصة وضعت نفسك اهم مدنها!.
مدينة هي الأحق بالشجر والمطر والشموع!.
والأولى من الجميع بأن تتكلم معي لا على أنني (أنا)! بل تحكي بعنف وصدامية وبدون تلمذة!.
لكنه عنف مبدع!.
فقط عندما تمارسه هي, لا: عند أية حمامة, لا عند أية قرنفلة, لا عند اية كتابة, لا عند احد في كل هذا الكون المتراكم الذي يميل مؤخرا الى عدم الاعتراف بعلاقة اللغة المشتركة.
ظلي أجمل المدن!.
|