Sunday 18th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 5 ربيع الثاني


رأي الجزيرة
صدام حسين مازال يهذي!

الرئيس العراقي صدام حسين مازال يهذي بكل مايحاول ان يدفع به عن نفسه وعن شركائه في الحكم، منذ 31 سنة مضت، المسؤولية الجنائية القانونية والسياسية والأخلاقية والتاريخية عما وصل إليه العراق الشقيق أرضاً وشعباً من سوء حال لامثيل لها إلا ما أصاب العراق من عدوان التتار بقيادة هولاكو!
وكما كانت أعمال هولاكو جنونية فان اعمال صدام حسين لم تكن أقل جنوناً.
حكم العراق منذ 31 سنة ولم ينجح في ترقية حياة الشعب الشقيق على وفرة موارد بلاده الاقتصادية التي كان يمكن لو أحسن صدام وطغمته الحاكمة استغلالها لكان الشعب العراقي واحداً من أكثر الشعوب العربية والاسلامية رفاهية في حياته.
ومع ذلك ترك صدام مسؤولياته تجاه حقوق الشعب العراقي في الرخاء والرفاهية وفي الأمن والسلام الى تبديد موارده الاقتصادية وعائداتها النقدية لتحقيق أوهامه في أن يكون هولاكو الجديد يخضع الجيران وغيرهم بإرهاب القوة العسكرية التي انفق على بنائها مليارات الدولارات من أموال الشعب العراقي.
ومع ذلك فإن هولاكو الجديد زاغت عيناه عن العدو الحقيقي لحقوق الأمة العربية وخاصة الشعب العربي الفلسطيني أي عن اسرائيل التي أوهم شعوبها وشعوب الأمة الاسلامية بأنه اعد الكيماوي المزدوج لضرب اسرائيل اذا حاولت الاعتداء على أي دولة عربية من دول الطوق أو اذا رفضت اعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في بناء دولته المستقلة على ترابه الوطني.
ولكن عينيه لم تزوغا عن الدولة العربية المسلمة الجارة والشقيقة لوطنه ولشعبه الكويت ، فسولت له نفسه ان يبتلعها وان يمحو وجودها تحقيقاً لأطماعه التوسعية التي لم تختلف قط عن أطماع الصهاينة قادة اسرائيل!
وبدلاً من ان يوجه صواريخه وسلاحه الكيماوي إلى اسرائيل، وجهها الى الكويت التي غزاها وهدد بها المملكة وبقية دول مجلس التعاون الخليجي واهماً ان قادتها وشعوبها سوف يرفعون له الراية البيضاء كما رفعت بغداد رايتها البيضاء لجيش هولاكو!
وكان لابد ان يدفع صدام حسين وطغمته الحاكمة الثمن,, ثم الغدر اللئيم بالكويت وثمن الجحود الوقح لما قدمته له المملكة بصفة خاصة من دعم وعون قبل وبعد حربه ضد ايران لكي يقف على قدميه ولكي لايدفع الشعب العراقي الشقيق ثمن جنونه كحاكم اصبح سبة للحكام.
وأمس عاود هذيانه القديم ضد قادة دول الخليج العربي، ليلقي عليهم وعلى الولايات المتحدة وعلى اسرائيل جرائره في حق العراق أرضاً وشعباً وفي حق الأمة العربية التي فركش وحدتها وقضى على تضامنها,, والأمة الاسلامية التي عمق فتنة الخلافات بينها.
وبدلاً من ان يحاسب نفسه ويسألها ماذا قدم للعراق وشعبه بعد 31 سنة من الحكم غير الخراب والدمار والشقاء والضياع والفقر والعوز، حاول أمس ان يلقي التبعات كلها على دول الخليج والأمة العربية وامريكا واسرائيل!
وبدلاً من أن يستجيب لإرادة المجتمع الدولي وينفذ قرارات مجلس الأمن الدولي بالكامل حتى يوافق مجلس الأمن على رفع العقوبات عنه، بدلاً من هذا لجأ الى الهذيان الهستيري كالعهد به.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved