* باريس - أ,ف,ب
يعود الفضل في الارتفاع الكبير لسعر برميل النفط الخام الذي تخطى عتبة ال19 دولاراً هذا الاسبوع وبلغ اعلى مستوى له منذ 20 شهرا الى تخفيضات الانتاج التي قررتها منظمة اوبك في اذار مارس لكن هذا الارتفاع قد يغري المنتجين بالمزيد من الانتاج, ويشير سعيد نشأت في سكرتاريا الدولة الفرنسية للشؤون الصناعية الى ان تجارب الماضي تؤكد النية جامحة لدى المنتجين للاستفادة من السعر المرتفع بالاضافة الى ان طاقة الانتاج غير المستعملة تبلغ حوالي 6 ملايين برميل في اليوم , ويعتبر نشأت انه اذا ابتعدت التخفيضات في الانتاج بشكل كبير عن النسب المقررة فان اسعار النفط قد تعود سريعاً على ادنى المستويات التي سجلتها بنهاية العام 1998 عندما انهارت الى عشرة دولارات للبرميل الواحد, واعلنت فنزويلا انها قد تزيد من حجم انتاجها اذا ما واصلت الاسعار ارتفاعها, كما ان النروج لم تخفض انتاجها بما يعادل 100 الف برميل في اليوم كما كانت تعهدت, ويتوقع بيار تارزيان مدير مجلة بتروستراتيجي الاسبوعية المتخصصة انه اذا بقي الانتاج مجمداً فان الارتفاع في الاسعار قد يتواصل فمع عجز في العرض يقدر باكثر من 3 ملايين برميل في اليوم في الفصل الرابع من العام الحالي فان الاسعار معرضة للقفز عالياً.
وتكشف المجلة في عددها الذي يوزع الاثنين ان اوبك تقطف في هذه الاثناء ثمار قرارها بتسجيل نسبة زيادة عالية في مداخيلها في الفصل الثاني بلغت 29% بالمقارنة مع مداخيل الفصل لاول ووصلت الى 33,1 مليار دولار مع العلم ان اوبك لم تقرر تخفيض انتاجها الا بنسبة 6% فقط في الفصل الثاني اي انها حددت سقف الانتاج ب 24,7 مليون برميل في اليوم, هذا الارتفاع الكبير في المداخيل يعود الى زيادة ال35% على معدل سعر صادرات اوبك الذي قفز من 10,9 دولارات للبرميل الى 14,7 دولاراً من فصل الى آخر ومع سعر برنت بمستوى 19 دولاراً منتصف تموز يوليو وصل معدل سعر البرميل الى 18,2 دولاراً.
واذا ما استمرت الاسعار على هذا المستوى من ارتفاع فان منظمة اوبك تحصد من صادرات العام 1999 مداخيل تبلغ قيمتها 142 مليار دولار اي 20% اكثر مما حصدت في العام 1998.
وتبقى نتائج اوبك في الوقت الحالي ادنى بنسبة 2,6% عن 1998: 58,8 مليار دولار في الاشهر الستة الاولى من العام الحالي مقابل 60,3 مليار دولار في الاشهر الستة الاولى من 1998م, وفي هذه الاثناء سجلت ثلاث دول ارتفاعاً في المداخيل: العراق الذي شهد قفزة عالية في مداخيله بلغت نسبتها 76% ووفرت له ما مجموعه 4,2مليار دولار وقطر (3,6%) وهي الاقل التزاما بقرار التخفيضات وايران (2,9%) وهي كانت رفضت تخفيض انتاجها في الفصل الأول.
يذكر ان توقف شركتي شل والف اكيتين عن تسليم النفط من نيجيريا بسبب الاضطرابات هناك ساعد في دعم اسعار النفط وما ساهم ايضا في تثبيت وضع سوق النفط هو تدهور حجم احتياجات النفط الخام في امريكا بمعدل 2,95 مليون برميل في الاسبوع الماضي وبمعدل 1,894 مليون برميل من المازوت.
واخيراً اعادت الوكالة الدولية للطاقة النظر بتوقعاتها ورأت ان الطلب العالمي على النفط في العام 1999 يتجه الى الارتفاع الى 75,1 مليون برميل يومياً.
|