Sunday 18th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 5 ربيع الثاني


منطق
وقفة مع التسجيل في الجامعات

يبدو أننا والتسجيل في الجامعات نسير في خط لن نتجاوز معه التعقيدات التي نصنعها حول انفسنا ثم نضع لها التبريرات التي تجعلنا نقتنع ان ليس في الامكان افضل مما كان,,!
المسؤولون في الجامعات يخططون وينظرون بعيداً عن الواقع الذي يعيشون فيه, ومعظم الذين يضعون تلك الخطط غير الناجحة في كثير من الأحيان عاشوا سنوات في جامعات غربية لديها نفس الأعداد وربما اكثر من المستجدين التي نستقبلهم كل عام بل ان بعض الجامعات تطلب من جميع طلابها تجديد تسجيلهم كل عام، ولا نجد عندهم ربع ما نجد من ارتباك وفوضى تصاحب موسم التسجيل عندنا, فلماذا؟.
الاجابة على هذا السؤال يعرفها معظم الزملاء في عمادات التسجيل بالجامعات السعودية، وربما الكثيرون من القراء ممن كان يوماً طالباً في بعض الجامعات خارج الحدود, ولعل من اسباب ارتباك موسم التسجيل في جامعاتنا هو اصرار مسؤولي التسجيل على ان يتكبد الطالب معاناة السفر والترحال والاقامة مغترباً لدى اقاربه أو في الفنادق والشقق المفروشة او حتى على بعض الأرصفة,,! ولا اعلم لماذا لم يختزلوا تلك المعاناة التي يكابدها ابناؤنا عن طريق فتح مكاتب مؤقتة لاستقبال طلبات الالتحاق بالجامعة او حتى استخدام البريد، المفارقة العجيبة هي اننا نحن المسلمين وضعنا المفاهيم الحضارية الأولى للبريد فاستفادت منها الأمم الأخرى أكثر منا بأضعاف، ثم اليوم في عصر الاتصالات الفضائية نجد ان البريد (التقليدي) لا دور له في التسجيل عندنا وفي الجامعات الغربية (كان) يتم اكثر من 90% من عملية التسجيل بالجامعة من خلال البريد, اقول كان لأنهم الآن يسجلون من خلال الانترنت, ونحن لا نزال نتبع اسلوب الطوابير الطويلة، واصبح النوم امام شبابيك استلام الأوراق في الجامعات سمة للذين لا يقدرون على الحضور قبل صلاة الفجر للظفر بموقع في الطابور قريباً من الشباك لأن الذين يحضرون بعد الساعة الخامسة صباحا لن يستطيعوا الحصول على مقعد في الكلية التي تستهويهم الدراسة فيها حيث سيجدون انفسهم في آخر الطابور الطويل!.
في جامعة الملك سعود طبق التسجيل الفوري منذ سنة او سنتين، ورغم ايجابيته الا انه (في رأيي) ليس الحل الأمثل، اذ رغم بعض المخالفات التي رصدت هذا العام (انظر مقالة الأستاذ محمد الأحيدب في جريدة الرياض عدد 11335 الاربعاء 23/3/1420ه) نجد سلبيات اخرى مثل الا تلبى رغبة الطالب الحاصل على تقدير كبير بسبب عدم حضوره في اليوم المخصص لتسجيله لظرف قد يكون طرأ له كما ان الأولوية في الطابور قد تسبب تقدم من نسبهم ادنى على من نسبهم اعلى لذلك اليوم واستئثار المتقدمين بالكليات والاقسام الجيدة عن زملائهم ممن رماهم الحظ في آخر الطابور.
ولعلي اختم بالرأي الجميل الذي طرحه الاستاذ سليمان العيسى قبل ايام، والذي اعرف صعوبة تحقيقه، وفيه يقترح بأن يمنح كل خريج يرغب في الدراسة الجامعية فرصة القبول والتنافس في الفصل الأول او السنة الاولى بعدها يحدد من بقبل ومن لا يقبل، والذين يعملون في الجامعات يعرفون ان نسبة كبيرة من الطلاب المقبولين في الجامعة ينسحبون من الجامعة خلال السنة الاولى مما يحرم زملاءهم الذين عندهم الرغبة الحقيقية في الدراسة من مقاعدهم في الجامعة او ربما استعيض عن هذا الاقتراح باختبارات تحريرية حقيقية تحدد نتائجها الأولويات، كما يحدث بالنسبة للمتقدمين لجامعة الملك فهد للبترول, وبالله التوفيق.
د, عبد الله بن عبد الرحمن آل وزرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved