Sunday 18th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 5 ربيع الثاني


مصادرة مكتسبات الوطن الحضارية

حين يتناول أي كاتب مكتسبات الوطن ويعالج وسيلة المحافظة عليها فهو بذلك انما يؤكد الاتجاه الحضاري الذي ينبغي علينا جميعا ان نعتبره مكتسبات ذاتية ندافع عنها كحق تعطينا كافة الانظمة الحيلولة دون العبث بها, فالطريق انما هو لكافة المواطنين وليس حقا شخصيا اقيّم فائدته من منظور منفعتي الخاصة ولذا فإن وضع ما يطلق عليه بالمطبات الصناعية على سبيل المثال بقصد الحيلولة دون سرعة العربات أمام منزلي من الافعال المذمومة, ولكن وضع ذلك المطب او الحاجز الصناعي قرب المدارس والتجمعات الطلابية والشبابية وحتى الاسواق التجارية لا غبار عليه لان في ذلك مصلحة عامة, مع ان المطب اصلا ليس بالاجراء الحضاري لولا هذا التهور في القيادة وعدم احترام انظمة المرور الذي تمارسه بعض الفئات الفاشلة إذ ليس في اي بلد من بلاد العالم مثل هذه المطبات التي اخترعناها لنحمي نظامنا المروري, وعلينا ان نخجل من وضعها لان انظمة المرور انما سنت لمصلحة ابناء الوطن ومعالم الوطن الحضارية التي تنتهك صباحاً ومساءً دون خجل من بعض الفئات المتهورة, ومثال آخر,, هذه الحيوانات التي تطلق في الشوارع وعلى الطرق العامة بلا رقيب لتتلف الاشجار في الشوارع والتي دفعنا من اجلها المبالغ الطائلة لتبدو مدننا جذابة وعصرية حتى تدخل السرور على مرتادي الطريق وتعمل على حماية البيئة من التلوث,, الا يدل صاحبها على الاستهتار بالمكتسبات الحضارية ويستحق الردع ومصادرة هذه الحيوانات النافرة والمؤذية في ذات الوقت؟
وكذلك الحال بالنسبة للذين يتركون جمالهم في البادية تتبختر في الطرق الحديثة بين المدن وفي انحاء متفرقة من البلاد بحثا عن الغذاء الذي تحصل عليه بفوضويتها بينما تتسبب في حوادث مميتة وتزهق ارواح العباد,, افلا يستحق اصحابها الجزاء الرادع ومصادرتها بل وارغامهم على دفع دية هؤلاء القتلى على اطراف الصحراء دون ذنب اقترفوه سوى استعمال طريق شقته الدولة لتسهيل مرورهم في عبوره,, ان مهمة رجال امن الطرق صعبة في ملاحقة هذه الجمال السائبة في كل مكان ومصادرتها فورا وبيعها في المزاد لان اضرارها اكثر من فائدتها في التسكع في الطرق العامة السريعة لتفاجئ الناس باقتحامها خاصة مع حلول الظلام مع ان وزارة المواصلات وضعت موانع على اكثر الطرق الطويلة حتى تمنعها من تجاوز الخطوط الخاصة بالعابرين لولا ان بعض ضعاف النفوس يقومون بتخريبها وقطع تلك الاسلاك الشائكة حتى يسهل على اباعرهم اختراق الطريق العام دون التفكير بنتائج ذلك العمل واضرارها الكبيرة في تعريض حياة العابرين للخطر المميت,, اننا ندفع الملايين حتى تأخذ بلادنا مكانتها الحضارية في حين ان هؤلاء الجهلاء يضيعون كل تلك الجهود عبثا بل ولتشويه سمعة وطنهم لاسيما وبلادنا تستقبل على مدار العام وفود المسلمين من اجل القيام بالشعائر الدينية, أفليس الواجب ان ندرأ الخطر عن حياتهم حتى يعودوا إلى بلادهم سالمين من كل اذى, ان التساهل مع هذه الفئات الجاهلة الحق بنا وما زال الكثير من الآثار السلبية وعلى الجهات المختصة ان تكون اكثر حزما تجاه تلك الفئات,, والله الموفق.
إبراهيم الناصر الحميدان

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved