Wednesday 14th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 1 ربيع الثاني


أضواء
وحق الكشميريين من يقف معه؟!!

شيء جيد أن يتوصل بلدان إلى اتفاق يوقف الاشتباكات العسكرية، ولكن الأجود والأكثر فائدة ان يتم التفاهم تماما لضمان عدم عودة المعارك الحربية مرة اخرى والأفضل من هذا وذاك ألا يتم ذلك على حساب شعب ما او جماعة، لأن ذلك الشعب الذي يتم الاتفاق على حسابه لن يقف مكتوف الأيدي الى الأبد، ولا بد أن يأتي يوم يثور مرة اخرىو ويفجر المعارك التي قد لا يستطيع أحد ان يوقفها.
ولهذا فالاتفاق الباكستاني الهندي الذي اوقف المعارك في كارجال، والذي تم على خلفية اقناع او اجبار المقاتلين الكشميريين في المرتفعات الشمالية الغربية في كشمير بالجزء الذي تسيطر عليه الهند، والذي تبلور بعد نصائح ضاغطة من الولايات المتحدة الامريكية الى باكستان، ابلغها كلنتون شخصيا الى رئيس الوزراء نواز شريف في اللقاء الذي استدعي إليه الثاني في حين رفض رئيس وزراء الهند اللحاق بهم حتى لا يلزم بتوصية امريكية كالتي الزم بها رئيس الحكومة الباكستانية.
المهم، رضخت باكستان للنصيحة الامريكية وضغطت هي الأخرى على المقاتلين الكشميريين الذين بدورهم سينسحبون من المرتفعات الشمالية الغربية، فحالهم كحال الحكومة الباكستانية التي لا قدرة لها بمحاربة الهند وامريكا معا، والمقاتلون الكشميريون لا يمكن ان يستمروا في مواجهة الجيش الهندي دون دعم من الجيش الباكستاني، ولهذا فهم وان أبدوا تمنعا في الانسحاب من المواقع التي سيطروا عليها وأحرجوا الجيش الهندي الذي رمى بكل ثقله العسكري من طيران حربي ومدفعية بعيدة المدى، وفرض حالات الاستعداد القصوى حتى في قواته البحرية.
هؤلاء المقاتلون الكشميريون سيكونون مضطرين لترك مواقعهم للجيش الهندي,, كاضطرار باكستان للأخذ بنصيحة واشنطن.
ولكن الذين قدموا النصائح لباكستان من الامريكيين، والذين قدروا لباكستان تدخلها لانهاء الإحراج الذي عاشته القوات الهندية التي فقدت أكثر من الف جندي وضابط في قتال مع مجموعة من المتسللين كما تصفهم,,، هؤلاء الناصحيون والمحرجون اما آن لهم ان يصححوا وضعا خاطئا في كشمير,,؟! فنحن الآن نعيش في عصر حق تقرير المصير، والشعب الكشميري يسعى الى هذا الحق الذي وضح اكثر من اي وقت مضى في الأيام الماضية، وإن كانت الولايات المتحدة قد تدخلت لاجهاض انتصار الكشميريين بحجة التخوف من ازدياد نشاط المتشددين، فان الظلم الواقع على الشعب الكشميري يتطلب تدخلها دوليا لمساعدته في ممارسة حق تقرير مصيره.
عند ذلك لن يكون هناك تخوف من عودة المعارك بين الهند وباكستان,, ولا مجال لظهور تنام للمتشددين.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved