Wednesday 14th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 1 ربيع الثاني


كبسولات
النكهة (المتخلفة)!

أفلح منتخبنا الأولمبي في مهمته الشاقة لانتزاع بطاقة التأهل عن المجموعة الأسيوية الثالثة في المرحلة التمهيدية نحو التصفيات القارية النهائية لكرة القدم المؤهلة لأولمبياد سدني 2000م.
تأهل منتخب المملكة اخيراً مستفيدا من عثرة منافسه العراقي في المطب الاردني المفاجئ للجميع وبفارق غريب (5/0)!,, في وقت كانت المؤشرات بعد نهاية نصف مشوار المنافسات في هذه المجموعة تعطي المنتخب العراقي حظا اوفر من الترشيحات نتيجة صدارته المستحقة,, خاصة مع فشل منتخبنا كجهاز فني ولاعبين في تقديم صورة مقبولة للمتابعين، ومطمئنة للجمهور السعودي !,, حتى وهو يخرج فائزا بالنتيجة كان لايشيع شعورا بالاطمئنان لمستواه !!.
كان من الصعب على منتخب العراق ان يحقق فارقا باربعة اهداف في المباراة الاخيرة، ومع ذلك كان هناك من لايثق بمنتخب المملكة الاولمبي ثقة كافية لكسب الفرصة المواتية جدا للتأهل عن المجموعة في ظل احدى ثلاث حالات ممكنة,, الفوز او التعادل او الخسارة بفارق هدف، او هدفين، او حتى ثلاثة اهداف !!,.
لو كان منتخبنا في مستوى تطلعات جمهوره لما كان الشك واردا في فرصة تأهله!,, وليس في هذا تقليل من حق المنتخبين الاردني والعراقي,, لكنه احقاق للحق قياسا على فوارق الظروف بين المنتخبات الثلاثة,,فحجم الاهتمام وحسن الرعاية، وفرص الدعم والإعداد، والقاعدة الأمثل لانتخاب اللاعبين الانسب,, من حيث النوع والكم في ظل معمل ميداني موسمي ساخن عبر المسابقات المحلية المتلاحقة,, كلها عوامل مهيأة ومتاحة بشكل اكبر لصالح المنتخب السعودي !,, ولكن اين الآثار الإيجابية لهذه العوامل وسواها في عطاء المنتخب الذي شاهدناه في الاردن؟!,, حقيقة لم يتكثف الأمل في التأهل (وقد تبخر معظمه في نهاية النصف الاول من المشوار) إلا بعد السقطة العراقية في المأزق الاردني!,.
بالتأكيد دائما العبرة بالنهاية,, وطالما كانت النهاية هي التأهل,, فإن التفاصيل الصغيرة لاتهم كثيرا,, لكنها وإن لم تكن تهمنا لذاتها,, فإنها تهمنا كإنذار لأخذ الحيطة اللازمة قبيل الشروع في المرحلة الحاسمة من التصفيات الآسيوية التي ستضعنا وجها لوجه مع جارين شقيقين آخرين,, هما الكويت وقطر,, ولن يكون الأمر في هذه المرحلة المتقدمة بنفس الدرجة من السهولة التي جاءت عليها احداث مجموعة الاردن,, ولا احد يضمن لاحد تكرر حالات منقذة تتدخل في الوقت المناسب كما في حالة المباراة الاردنية العراقية ذات الاهداف الخمسة لكي تمنح له اسباب تحقيق الأمل المنشود.
رغم تقلب الحسابات المختلفة في المجموعة وغموض المستوى,, إلا ان الطرف السعودي عند الكثيرين كان مرشحاً للتأهل,, ليس للثقة في اداء هذا الفريق تحديداً كمجموعة تتكامل فيها طاقات عناصرها لتشكل ما هي عليه من مستوى,, ولكن للثقة فيما اصبحت عليه ملاعب كرة القدم السعودية المؤهلة لإنجاب منافسين على مختلف المستويات,, ولابد ان من يكسب فرص التمثيل الوطني من خلال هذه الملاعب يملك مايقدمه وإن حالت اسباب ما في فترة من المنافسة دون بروزه!,, لذلك فإن مسألة التوفيق في اختيار التوليفة المناسبة من اللاعبين لكل مناسبة بحسب نوعية المنافسين فيها، وظروف المنافسة (نظاماً، وزماناً، ومكاناً),, تبقى العامل الحاسم المؤثر في نجاح الجهود او عدم نجاحها,, وهو مانتحدث عنه هنا,, والمؤشرات تقول ان تقرير سمو الامير الوليد بن بدر رئيس بعثة المنتخب الاولمبي سيتضمن نقاطاً جوهرية بهذا الخصوص من شأنها المساهمة في تغيير شكل الفريق في الفترة المقبلة,, والذي تابع انفعالات سموه بعد ختام نصف المشوار ونهايته في تصفيات المجموعة يدرك انه حمل نفس الانطباعات السلبية التي تركها المنتخب في نفوس جماهيره ومتابعيه.
حتى ننتقل بثقة مع المنتخب الاولمبي لكرة القدم الى ماتبقى من المشوار في الطريق الى سدني,, نأمل حسن انعكاس تجربة الاردن علىفترة تهيئة الفريق للمرحلة المقبلة بما يحقق نقلة فنية مطمئنة تقترب من التعبير بصدق عن نكهة الكرة السعودية,, تلك النكهة التي كانت ضمن المتخلفين عن مرافقة الفريق الى الاردن لاسباب مجهولة!.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved