الرياض: الجزيرة
أصدر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تقريرا عن الكوارث في العالم لعام 1999م وفي مقدمة التقرير دعا السيد جورج ويبر امين عام الاتحاد إلى إعادة تطبيق مبدأ التفكير عالميا والتطبيق محليا حتى يمكن للمساعدات الدولية أن تنقذ حياة العديد من الناس، كما دعا إلى ضرورة أن يتم بناء الاستعداد لمواجهة الكوارث من خلال الطرق الموجودة في المجتمع وربطها بالنظام الإنساني الدولي.
واشار السيد ويبر إلى قلق الاتحاد الدولي نتيجة الضعف المتزايد للدول الفقيرة في مواجهة الظروف الجوية الشديدة والمتكررة.
ويضم التقرير قسمين: الأول يتناول التركيز على التغيرات البيئية حيث يشير التقرير إلى وجود حوالي نصف مليار شخص يعيشون في المدن العشوائية التي تفتقر إلى التخطيط إلى جانب القطع الجائر للأشجار وارتفاع درجة حرارة الأرض واشار التقرير إلى أن المدن ستنمو في المستقبل القريب لتؤوي نصف سكان العالم وأوضح التقرير أن انخفاض خصوبة الأرض والجفاف والفيضانات والتصحر تتسبب في هجر حوالي 25 مليون لاجئ بيئي لأراضيهم إلى المجتمعات العشوائية في المدن سريعة النمو ومن المتوقع ارتفاع هذا العدد، وأفاد التقرير أن ضغط ميزانيات الحكومات من العوامل التي تشكل تهديدا لقدرات المواطنين على تحمل الكوارث الطبيعية وأشار التقرير في هذا الصدد إلىأن صرف الدعم المالي صار أكثر بطئا من ذي قبل بسبب انخفاض المبالغ النقدية المخصصة للإغاثة بالاضافة إلى تشديد المتبرعين على معرفة وجه انفاق أموالهم، وطالب التقرير بضرورة إحداث تغييرين أساسيين في هذا الصدد هما:
تغيير النظرة إلىالعمل الإنساني مع أنه عمل تفاعلي ولايمكن توقعه إلى أنه خدمة دولية في أوقات الطوارئ تحتاج إلى التمويل السريع والقابل للاستمرار.
- يجب أن يزداد عدد الدول المساهمة في صندوق الإغاثة بتبرعات يعتد بها وذلك من أجل تعزيز المشاركة في متاعب العمل الإنساني على المستوى الإقليمي.
وبين التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن عام 1998م كان الأسوأ من حيث عدد الكوارث الطبيعية التي حدثت وكانت الدول النامية هي أكثر من عانى من جراء هذه الكوارث، في حين شهد نفس العام انخفاضا في المساعدات الدولية وكانت المساعدة الإنمائية الرسمية قد أخذت في الانخفاض على مدى السنوات الست الماضية فقد انخفضت المساعدات الدولية التي يقدمها المتبرعون للجنة المساعدات التنموية التابعة لمنظمة التنمية والتعاون في الميدان الاقتصادي من 55,4 بليون دولار أمريكي عام 1996م إلى 47,6 بليون دولار عام 1997م اي بمعدل 7,9 بليون دولار 7,1 % بالنسبة للقيمة الحقيقية أما منح المنظمات غير الحكومية فقد بلغ مجموعها 4,6 بليون دولار عام 1997م.
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر قد طرح مشروع الكرة الأرضية الوثيقة الإنسانية والتي تهدف إلى الوصول إلىالحد الأدنى للمقاييس للاستعداد للكوارث، ووضع نظام للمساعدات الإنسانية وكانت قد صدرت الوثيقة الإنسانية عام 1997م وتربط المبادئ الإنسانية والحقوق الأساسية للإنسان بالحد الأدنى من الخدمات المتفق عليها والتي تنطبق علىالعالم أجمع وهي حصة المياه والصرف الصحي والتغذية والمساعدات الغذائية والمأوى وتخطيط المواقع والخدمات الصحية وتحدد الوثيقة ثلاثة مبادئ أساسية وهي:
(1) الحق في الحياة الكريمة (2) التمييز بين المتصارعين (3) ومبدأ عدم النبذ.
ويوفر مشروع الكرة الأرضية القاعدة اللازمة للمطالبة بالمزيد من الموارد للعمل الإنساني والتغييرات في المشاكل التي تواجه النظام ككل.
وأورد التقرير احصائيات عن عدد من المتضررين من الكوارث الطبيعية خلال عام 1998م حيث أشارات الاحصائيات أن الكوارث التي وقعت خلال العام الماضي أحدثت تغييرا جذريا في حياة أكثر من 126 مليون شخص، كما سببت خسائر في الهياكل الأساسية تصل إلى71 بليون دولار امريكي عام 1998م فيما بلغ عدد النازحين داخل حدود بلادهم أكثر من عدد اللاجئين إذ بلغ عدد النازحين داخل حدود بلادهم 13,5 مليون شخص فيما بلغ عدد اللاجئين 12,4 مليون شخص وبلغ عدد الذين فقدوا منازلهم وأخذوا يبحثون عن مساعدات عاجلة في دول أخرى 26 مليون شخص, وبالنسبة للنداءات التي تحتاج إلى مبالغ نقدية فقد شكلت الكوارث الاجتماعية والاقتصادية أكبر فئة محتاجة وتشكل الكوارث الطبيعية الآن أكبر أعباء الاتحاد, وقدم الاتحاد الدولي نداءات الإغاثة مساعدات إنسانية دولية لتسعة عشر ونصف مليون شخص.
|