* نيودلهي- اسلام أباد د, ب, أ :
اتفقت الهند وباكستان على تحديد يوم السادس عشر من شهر تموز يوليو موعدا نهائيا لانسحاب المقاتلين الكشميريين في منطقة كارجيل بالشطر الذي تسيطر عليه الهند في كشمير.
واعلنت نيودلهي من جانبها أنها أوقفت مؤقتا الهجمات الجوية وقلصت استخدام الجيش لاسلحة معينة في كارجيل حيث بدأ المتسللون في الانسحاب من المنطقة, وصرح راميندر سينج جاسال المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن الموعد النهائي تم تحديده خلال اجتماع لمديري عموم العمليات العسكرية في البلدين تم عقده يوم الاحد/.
وقال جاسال أنه حتى قبل الاجتماع الذي عقد بناء على مبادرة من باكستان لبحث سبل عدم تصعيد الموقف في كارجيل، كانت الهند تتوقع بدء المقاتلين في الانسحاب من كاكسار وقطاع موشكوه.
وجاء في بيان حكومي هندي أن قرار تعليق الضربات الجوية صدر عقب الاجتماع الذي تم خلاله الاتفاق على إجراءات انسحاب القوات الباكستانية .
وأشار البيان إلى أنه ليس ثمة وقف لاطلاق النار أو للاعمال الحربية يتخطى حدود استخدام الضربات الجوية أو بعض أنواع الاسلحة البرية وأضاف إن الجيش الباكستاني بصدد الانسحاب من جيوب التسلل في قطاع موشكوه .
وقال انسحابهم من قطاعي دراس وباتاليك ليس له أهمية كبيرة لان معظم هذه المناطق تقريبا استردتها القوات الهندية بالفعل .
وأكد البيان أن عملية فيجاي لطرد المتسللين مستمرة, وفي الوقت الراهن لن نسحب قواتنا من قطاع كارجيل أو أي مكان آخر .
وفي غضون ذلك أعلن مسئول بارز بسلاح الجو الهندي أنه في حين تم وقف الهجمات، يمكن للهند مواصلة مهام الاستطلاع لمراقبة انسحاب المتسللين, وقال مارشال سلاح الجو في باتني رئيس القيادة الجوية للمنطقة الغربية المسئولة عن الهجمات الجوية في كارجيل، أنه سيتعين القيام بمهام الاستطلاع لانه إذا تم الانسحاب، فإننا نحبذ أن يكون رجالنا على دراية بالتحركات على الارض .
ومن ناحية أخرى تبادلت القوات الهندية والمقاتلون المسلمون القصف المدفعي في أجزاء من قطاع كارجيل في الجزء الخاضع لادارة الهند من كشمير يوم الاثنين / رغم إعلان باكستان عن بدء انسحاب المسلحين المسلمين من المنطقة.
وذكرت قناة ستار نيوز التلفزيونية الخاصة أن إطلاق النار استمر أثناء ليلة الاحد/الاثنين وأن إطلاقا متقطعا للنار وقع صباح يوم / الاثنين/ في قطاع باتاليك، غير أن القناة قالت أن الانباء الواردة من كاكسار ووادي موشكوه تفيد بأن المسلحين شرعوا في الانسحاب.
وأضاف التقرير أن مسلحين آخرين يتحصنون في موقع بقطاع دراس على خط المراقبة الفاصل بين القسمين الهندي والباكستاني من الاقليم.
ومن جانب آخر أعلنت جماعة إسلامية /الاثنين/ أن قواتها قتلت ما يربو على 50 جنديا هنديا وجرحت عددا آخر في هجوم شنته على معسكر للجيش الهندي في قطاع كارجيل.
وفي بيان صدر في إسلام أباد ذكرت جماعة مجاهدي البدر وهي واحدة من عدة فصائل تقول أنها تقاتل الجيش الهندي في كشمير أن الانباء القائلة بأن المجاهدين يتقهقرون الان من كارجيل لا أساس لها من الصحة.
أضافت الجماعة أن المجاهدين شنوا هجوما مفاجئا على معسكر للجيش الهندي، انطلاقا من قمة تايجر هيلز واستخدموا صواريخ بلاستيكية وراجمات صواريخ وأنواعا أخرى من الصواريخ.
وقالت جماعة البدر أن خمسين جنديا هنديا قتلوا في الهجوم الخاطف، إلا أنه لم تذكر أي تفاصيل بشأن خسائرها البشرية.
وقالت الجماعة أن 15 جنديا هنديا قتلوا في هجوم آخر وقع في وادي موشكوه.
وأضافت البدر أن مقاتليها حاصروا أكثر من مائة جندي هندي في وادي موشكوه.
وكان سارتاج عزيز وزير خارجية باكستان قدأعلن في إسلام أباد يوم /الاحد/ أن فض اشتباك المتسللين الذين تزعم نيودلهي أنهم جنود نظاميون باكستانيون ومرتزقة أفغان قد بدأ في أعقاب اتفاقية بين البلدين لتخفيف حدة التوتر.
وأضاف عزيز أن فض الاشتباك قد انتهى في قطاع كاكسار يوم /السبت/ وأنه كان مقررا أن يبدأ في قطاع موشكوه مساء يوم /الاحد/, واشار الوزير في مؤتمر صحفي إلى أن فض الاشتباك سينتهي تدريجيا من كامل المنطقة .
وقال وزير الخارجية الباكستاني أن بلاده تفادت نشوب حرب بتوجيه نداء إلى المجاهدين بالانسحاب، معربا عن أمله في أن يدفع المجتمع الدولي الهند الان إلى التفاوض بشأن إيجاد تسوية سلمية للنزاع الناشب بين الهند وباكستان حول كشمير منذ 52 عاما.
ويذكر أن باكستان وجهت نداء إلى المجاهدين بالانسحاب بعد اتفاق رئيس الوزراء نواز شريف مع الرئيس الامريكي بيل كلينتون على اتخاذ إجراءات ملموسة من أجل استعادة خط المراقبة الفاصل بين الهند وباكستان في كشمير,
وصرح المتحدث باسم القوات المسلحة الباكستانية البريجادير راشد عزيز أمام مؤتمر صحفي بأنه من المتوقع جلاء المجاهدين عن كارجيل تماما خلال 14 يوما.
وقال المتحدث على حد علمي فإنهم لن يأتوا إلى باكستان الامر الذي يوحي بأنهم سينسحبون إلى المناطق الخاضعة للهند في كشمير وذكر تقرير قناة ستار أن القوات الهندية تلقت أمرا بعدم إطلاق النار على المتسللين المنسحبين والسيطرة على المواقع التي كانوا يحتلونها قبل انسحابهم.
وتقول الهند أنها فقدت 333 عسكريا من بينهم 25 ضابطا في الصراع الذي بدأ قبل أكثر من شهرين، كما أصيب 520 مجندا آخرين بجراح منهم 43 ضابطا إضافة إلى اعتبار 15 ضابطا في عداد مفقودي العمليات.
وتفيد مصادر دفاعية هندية بأن679 باكستانيا قتلوا في العمليات.
ويذكر أن الهند تزعم أن المتسللين هم جنود نظاميون بالجيش الباكستاني ومرتزقة أفغان، إلا أن إسلام أباد تصر على أنهم مقاتلون كشميريون يسعون للانفصال عن الهند.
ومن ناحية أخرى صرح مسئول بالجيش الباكستاني يوم /الاثنين/ نقلا عن مصادر لم يذكر اسمها، بأن القوات الهندية فقدت ما يربو على 1700 جندي منذ اندلاع الاعمال العسكرية في قطاعي كارجيل ودراس أوائل أيار /مايو/ الماضي.
وقال البريجادير راشد قريشي رئيس إدارة العلاقات العامة لافرع القوات المسلحة للصحفيين لدينا تقارير تفيد بأنه توجد مناطق معينة في كارجيل ودارس تتناثر فيها جثث الموتى من الجنود الهنود .
وقال المسئول الباكستاني أن نحو 183 جنديا وضابطا بالقوات المسلحة الباكستانية قد استشهدوا منذ أن شن الهنود أول هجوم من هجماتهم الضارية الخمسة عشر على مواقعنا في السادس من أيار /مايو/ .
ومع ذلك لم يذكر أي أرقام بشأن الخسائر البشرية التي تكبدها المقاتلون الكشميريون، قائلا أن الجيش الباكستاني ليس له أي علاقة بهم.
|