* طهران- د, ب, أ- فرشيد موتاهري
ذكر محللون سياسيون أن الاضطرابات الطلابية الأخيرة في طهران التي راح ضحيتها ستة طلاب، كما تردد، أسفرت عن نصر سياسي للرئيس الاصلاحي محمد خاتمي وهزيمة قاسية لمعارضيه المحافظين.
وقال أستاذ في جامعة طهران فضل عدم الكشف عن هويته في ظل الظروف الراهنة: إن خاتمي الآن هو البطل مرة أخرى، حيث اصبح الطلبة الاصلاحيون هم الشهداء في حين أصبح التقليديون (المحافظون) هم الاشقياء وأكبر الخاسرين .
وفي خلال الاضطرابات التي شهدتها طهران والتي بدأت ليلة الخميس/ الجمعة الماضية ، قيل إن ستة طلبة لقوا مصرعهم على يد قوات الشرطة أو الاسلاميين المتطرفين، إضافة إلى العديد من الجرحى, وألقي القبض على المئات ولكن سرعان ما أطلق سراحهم.
وتمثلت الشرارة الاولى وراء اندلاع هذه الاضطرابات في قانون وافق عليه معارضو خاتمي في المجلس (البرلمان) الذي مازال يشكل مع القضاء معقلا قويا للمعارضة المحافظة.
ويهدف هذا القانون إلى تعديل قانون الصحافة الحالي بصورة زعم خاتمي ومؤيدوه أنها تحد من حرية الصحافة.
ووفقا لقانون الصحافة الجديد فإن الصحفيين، وليس فقط الناشرون ورؤساء التحرير كما كان في السابق، لن يمثلوا فقط أمام محكمة الصحافة لدى ارتكابهم أي انتهاكات صحفية وإنما أيضا أمام محكمة الثورة التي تتولى النظر في قضايا معارضي الثورة كالجواسيس والمخربين.
ومن أسباب الاحتجاج الطلابي أيضاً إغلاق عدة صحف ومجلات ليبرالية من بيها صحيفة سلام التي تصدر في طهران والتي تم إغلاقها مؤخرا, ويذكر أن صحيفة سلام كانت الصحيفة الرئيسية التي ساعدت خاتمي على تحقيق فوز كاسح في انتخابات الرئاسة في عام 1997.
وقال الاستاذ الجامعي: لقد تحقق المحافظون أن كبح جماح العملية الديمقراطية التي بدأها خاتمي في البلاد منذ عام 1997م لم يعد مقبولا وسوف يؤدي فقط إلى المزيد من الاحتجاجات التي لن يكون بالامكان بعد ذلك قمعها بالقوة والعنف .
وقد حذر عبدالله نوري نائب الرئيس الايراني وأحد مساعدي خاتمي، من أنه لايتعين على المحافظين الاستهانة برد الفعل الشعبي, وكانت صحيفته اليومية خرداد قد تعرضت كذلك لهجوم عنيف من جانب المحافظين.
وقال نوري أمام الطلبة المحتجين لقد أغلقتم(المحافظون) ثلاثاً أو أربع صحف (ليبرالية)، وماذا إذن؟ لقد أدخلتم تعديلا على قانون الصحافة، وماذا إذن؟ ولكن هل تستطيعون إغلاق أو تغيير قلوب أبناء الشغب؟.
والنصر الآخر الذي حققه خاتمي هو اعتراف مجلس الامن القومي الاعلى الذي يعتبر أعلى جهاز لاتخاذ القرار في البلاد، رسميا بأن هناك ضرورة لشن حملات صارمة ضد الجماعات الاسلامية الراديكالية مثل أنصار حزب الله.
وكانت حركة الانصار التي يعتقد بأنها خاضعة لقيادة المحافظين قد حاولت وقف سياسات خاتمي الاصلاحية بالارهاب والعنف على مدى العامين الماضيين, كما أن الطلبة يزعمون بأنها متورطة أيضا في عمليات القتل التي وقعت خلال المظاهرات.
وقد حذر خاتمي الجماعات الراديكالية مثل انصار قائلا: لاأحد يستطيع إسقاط الحقوق المشروعة للشعب، حتى وإن كان بمبرر الثورة
وصرح أحد قادة الطلبة ، الذي وضع قناعا على وجهه لعدم الكشف عن هويته، بأن الطلبة هم صوت الشعب الذي يخشى من التعبير عن رأيه بصراحة.
وقال هذا الطالب إننا نمثل نسبة السبعين بالمائة من الناخبين الذين صوتوا لصالح خاتمي غير أننا لانخشى التحدث صراحة ولانخشى الموت في سبيل مثلنا ومثل الشعب وأهدافه .
وكان خاتمي قد أدان بشدة يوم الاحد قتل الطلبة، ودعا إلى الهدوء والتعقل, وحذر من مغبة زيادة التوتر والعنف الذي لن يكون في صالح البلاد.
إلا أنه لا الرئيس ولا أي من مساعديه دعا الطلبة بوجه خاص بوقف مظاهراتهم وهو ما يعتبره المراقبون بمثابة مؤشر على أن الجناح المؤيد لخاتمي ينظر إلى هذه الاضطرابات الطلابية باعتبارها مكسبا سياسيا كبيرا خاصة إذا ما أخذ في الاعتبار الانتخابات البرلمانية القادمة في شباط / فبراير القادم.
وقال أستاذ جامعة طهران إن خاتمي يريد تعليم البلاد الديمراقطية بعد عشرين عاما من الثيوقراطية الخالصة, وهو ما يتطالب وقتا وصبرا, أما الطلبة فيرغبون في إحداث تغييرات جذرية وسريعة, ومع ذلك فإن كلاهما (خاتمي والطلبة) يسير نحو نفس الهدف ولكن من خلال إطار عمل وجدول زمني مختلفين .
|