ستتوقف يارا ابتداء من يوم السبت القادم وستعود ان شاء الله مع منتصف شهر اغسطس القادم.
الحقيقة لقد تكالبت علي الأعمال المكتبية, فبصفتي موظفاً لا بد ان اجلس ما لا يقل عن خمس ساعات يومياً وبصفتي كاتباً لا بد ان اجلس ما لا يقل عن ثلاث ساعات يومياً على مكتبي في البيت, وبصفتي انسانا ولي علاقتي بالحياة فلا بد ان اجلس على مكتبي استمتع بالانترنت او ان اجلس امام التلفزيون مع عائلتي, واذا جمعت عدد ساعات الجلوس اليومي ستلاحظ انها طويلة وتكاد تستغرق اليوم كله, باستثناء سبع ساعات اقضيها في النوم اسوة ببقية البشر, فكما تشاهد فان ساعات الجلوس تستولي على يومي, وهناك ملايين يشبهونني وقد يكون القارىء الكريم بينهم, والمعروف ان الانسان لم يخلقه الله للجلوس فلو عدت للانسان قبل التطور الصناعي وتابعت روتينه اليومي ستجد ان اقل وقت من يومه هو الذي يقضيه في الجلوس, يرى كثير من العلماء ان الجلوس ليس جزءاً من روتين الانسان اليومي الطبيعي فعظامه واجهزته ليست معدة للجلوس الطويل ولهذا يعزو الاطباء امراض الروماتيزم والقلب والعمود الفقري والركب الخ الى العصر الحديث الذي هيأ للانسان اسباب الجلوس الاختياري والقسري.
اما بالنسبة لنا في المملكة فالمسألة ربما كانت اسوأ فالانسان الحديث الذي اوجد مشكلة الجلوس اوجد بدائل صناعية للتصدي لها او ان ظروفه تساعد على التخلص من ازمة الجلوس الكثيرة, ففي بلاد الغرب مثلاً اما ان الظروف الموضوعية تفرض على الانسان المشي كما هي الحال في مدينة لندن البريطانية التي توفر نواد عائلية واماكن رياضية بالقرب من المساكن مما يجعل الناس تعوض فترات الجلوس المضرة ببعض الرياضة، ولكن اذا تاملنا الظروف في المملكة ستجد اننا من اكبر ضحايا الجلوس في العالم فالطبيعة القاسية والمفهوم الخاطىء للرفاهية والانغلاق الاجتماعي وعدم الوعي بالمشاكل التي تنمو ببطء, وعدم توفر نواد لممارسة الرياضة تفرض علينا امراضاً نحن في غنى عنها.
وبالفعل بدأت مع كثرة العمل اشعر بمشاكل في الظهر, وبعض الضغوط واصبحت الاجازة بالنسبة لي أمرا ضرورياً وقد تعهدت لنفسي ان امضيها واقفاً او ماشياً بقدر ما استطيع, لعلي اعود اكثر نشاطاً وحيوية وتنتقل يارا من مرحلة ارجو أن اكون نجحت فيها الى مرحلة اخرى.
ولعل الاجازة لا تعيد لي النشاط فحسب بل تمنحني فرصة التوقف قليلاً لتأمل ما حققته في الفترة الماضية ليس في يارا فقط وانما في الحياة بأسرها,
لمراسلة الكاتب Yara2222*hotmail.com