* طهران - الوكالات
تحدى طلبة طهران الحظر الرسمي الذي فرض ضد التظاهر والاحتشاد امس الثلاثاء وتجمع آلاف المحتجين امام الجامعة بوسط العاصمة الايرانية.
وردد الطلاب الاصلاحيون هتافات مؤيدة للرئيس محمد خاتمي ومناوئة للمعارضة وتحدوا المئات من شرطة مكافحة الشغب المتمركزة في المنطقة منذ يوم امس الاول.
وكان مكتب حاكم طهران قد حظر تنظيم اي مظاهرات او تجمعات بالعاصمة الايرانية اعتبارا من صباح امس الثلاثاء اثر تصاعد احتجاجات الطلبة واضطراباتهم بصورة ملحوظة في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية وعدم اتضاح الرؤية بشأن رد الفعل الرسمي تجاهها والتحرك المرتقب من جانب الطلبة انفسهم.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية (إيرنا) عن بيان لمكتب حاكم طهران انه اعتبارا من يوم الثلاثاء (امس) لن يكون لاي جماعة او فصيل الحق في التجمع او الاحتشاد او التظاهر واي خرق لهذا الحظر سوف يعد امراً غير مشروع وسوف يواجه التدابير المناسبة.
وهذه المرة الاولى التي يطالب فيها مسؤولون ايرانيون الطلبة صراحة بوقف مظاهراتهم منذ بدء الاضطرابات يوم الجمعة الماضي فقد دأب المسؤولون على تنبيه الطلبة للتحلي باليقظة والاحجام عن العنف والتوتر فحسب.
وصدر البيان في اعقاب تحول الاضطرابات الى حالة من الفوضى يتعذر التوقع بأبعادها للدرجة التي بدا فيها الطلبة انفسهم عاجزين عن تحديد قياداتهم.
فبعد انسحاب الطلبة المتظاهرين في ساعة متأخرة من مساء امس الاول الى المدينة الجامعية شمالي جامعة طهران هرع مئات من المتشددين وهم في حالة من الثورة العارمة صوب سكن الطلبة وهم يحملون هراوات خشبية طويلة متجاهلين النداءات الرسمية لتحاشي العنف.
ومنعت الشرطة المرور عبر الشوارع المؤدية للمدينة الجامعية وغطت كميات من الزجاج المكسور الشوارع فبدت مغلقة عملياً امام حركة السير دون حاجة الى اية حواجز وبدا من الواضح ان الشرطة كانت تجد صعوبة في ضبط النظام.
وادت المظاهرات الى تحطم زجاج المحال التجارية بما فيها مصرف غير انه لم يتضح اذا كان من فعل الطلبة ام المتشددين, وظهرت على اصحاب المتاجر علامات الدهشة وهم ينظفون امام متاجرهم في الصباح الباكر.
وتحطمت تماما ايضا محطات لحافلات النقل العام وانتزعت اكشاك حجز التذاكر منها والقيت في عرض الطريق.
وقال متشدد ان سبب فورة الغضب التي سادت صفوفهم هو تردد انباء عن قتل الطلبة المتظاهرين لرجل دين شاب بالرصاص في مدينة تبريز بشمال غرب ايران امس الاول.
وقال شرطي يرابط في تقاطع طريق يؤدي الى المدينة الجامعية الطلبة لم يعودوا يسمعون الى الرئيس محمد خاتمي وحزب الله لم يعودوا يسمعون الى المرشد الاعلى علي خامنئي,, وماذا عسانا نفعل .
واعلنت الاذاعة الايرانية امس الثلاثاء ان الطلاب المتظاهرين خربوا منشآت داخل جامعة طهران واضرموا النار في المنبر الذي يعتليه عادة احد كبار رجال الدين ليؤم المصلين كل يوم جمعة.
وقالت الاذاعة ان المتظاهرين الذين تجمعوا طيلة اول امس داخل الجامعة خربوا منشآت فيها واضرموا النار في منبر الصلاة داخل باحتها.
والمعروف ان خطبة يوم الجمعة في جامعة طهران تعتبر مناسبة يلقي خلالها احد كبار رجال الدين في النظام خطبة يتطرق فيها الى مختلف الشؤون الداخلية والدولية.
واوضحت الاذاعة ايضا ان مجموعات من المتظاهرين احدثت اضراراً كبيرة في منشآت حكومية وخصوصاً في مصارف في الشوارع المحيطة بالجامعة في طهران.
وكانت عناصر من قوات مكافحة الشغب مدعومة من الباسيدجي (ميليشيات اسلامية) هاجمت مساء امس الاول مدينة امير آباد الجامعية في شمال غرب طهران.
واعتقلت الشرطة ما لا يقل عن خمسين شخصاً حسب شهود.
ولم يصدر اي بيان رسمي يفصل الاحداث التي وقعت في طهران الاثنين وفي العديد من المدن الايرانية التي تخللها سقوط اصابات عديدة.
ودعت منظمة الدعاية الاسلامية (محافظة) مساء امس الى تظاهرة شعبية كبرى اليوم الاربعاء امام جامعة طهران تأييداً للنظام وخصوصاً للمرشد الروحي علي خامنئي وقالت المنظمة وهي الهيئة الرئيسية للدعاية للنظام الاسلامي الايراني نطلب من الشعب والطلبة المشاركة في هذه التظاهرة الكبرى يوم الاربعاء في الجامعة .
ويأتي هذا النداء في وقت حظرت مديرية امن طهران التظاهر الثلاثاء في العاصمة الايرانية.
|